وزيرة التضامن تخصص 50 فرصة عمل لطلاب جامعة سوهاج    "الإدارة المركزية" ومديرية العمل ينظمان احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية    هبوط جماعى لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الاثنين    العمل: جميع خدمات الوزارة مجانية    إزالة 13 حالة تعدٍّ على أملاك الدولة بقرية أبو مناع بحري بمحافظة قنا    الاحتلال الإسرائيلي يعلن إدخال 30 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة وسط تصعيد بري جديد    تدهور الحالة الصحية لجو بايدن إجراء إصابته بسرطان البروستاتا    مبابي يحول لقاء سوسييداد إلى موقعة الحذاء الذهبي    مصرع ربة منزل سقطت من شرفة الجيران أثناء محاولتها دخول شقتها بأبو النمرس    بالفيديو.. الأرصاد: تحسن ملحوظ في درجات الحرارة والقاهرة تسجل 32 درجة    21 مايو.. محاكمة عاطل في التنقيب عن الآثار بالمرج    «الداخلية»: ضبط 39479 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    ضبط شخص بتهمة غسل 100 مليون جنيه بالدقهلية    نجل عبد الرحمن أبو زهرة يوجه رسالة شكر للرئيس السيسي    ركن نجيب محفوظ في مكتبة الإسكندرية.. ذاكرة حية لأديب نوبل    نائب وزير الصحة يتابع ميكنة خدمات الغسيل الكلوي ومشروع الرعايات والحضانات    آخرهم جو بايدن.. سرطان البروستاتا «القاتل الصامت» يصيب مشاهير وقادة العالم.. ما طرق العلاج وكيفية الوقاية بين الرجال؟    إطلاق مبادرة «دمتم سند» لخدمات كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بالإسماعيلية|صور    تراجع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الإثنين    إثيوبيا تتعنت، خبير يكشف سر تأخر فتح بوابات سد النهضة    وزير البترول: ندعم توسع أعمال شركة الحفر "EDC" في السعودية والكويت    قوات إسرائيلية تتنكر بزي نسائي للتسلل إلى منزل في خان يونس    محافظ بورسعيد يودع حجاج الجمعيات الأهلية بمديرية التضامن الاجتماعي    ضبط متجرى المواد المخدرة ومصرع عنصرين جنائيين عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة    قبل إعدامه بساعات.. ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته؟ اعرف التفاصيل    «الجارديان»: روسيا تشن غارات جوية على أوكرانيا قبل مباحثات بوتين وترامب اليوم    متحف الحضارة يحتفل باليوم العالمي تحت شعار "مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير"    القاهرة الإخبارية: أكثر من 20 شهيدا جراء غارات الاحتلال على غزة منذ فجر اليوم    أمين الفتوى: الوصية الشفوية يُعتد بها إذا أقر بها الورثة أو سمعوها من المتوفى    «اتحاد منتجي الدواجن» ينفي شائعة تفشي أمراض وبائية    ثروت سويلم: الأهلي أبلغنا بتأييد إلغاء الهبوط لاستمرار الإسماعيلي.. وندعم الأندية الشعبية    رئيس هيئة الاستثمار يلتقي حاكم مقاطعة قوانجدونج الصينية والوفد المرافق له    الرعاية الصحية تطلق مبادرة "دمتم سند" لتعزيز خدمات كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة    رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في احتفالية مرور 17 قرنا على مجمع نيقية بالكاتدرائية المرقسية    مصطفى الفقي.. 40 كتابا بين السياسة والثقافة والدبلوماسية    انخفاض البلدي.. أسعار البيض اليوم الاثنين 19-5-2025 في الأسواق (موقع رسمي)    انطلاق ملتقى التوظيف بشبرا الخيمة    البث العبرية: ساعر طلب إدخال مساعدات لغزة بعد ضغط أوروبي وأمريكي    الحكم على المتهم بدهس مهندس بلودر بالتجمع الخامس    تركي آل الشيخ يشارك متابعيه كواليس «الأسد» ل محمد رمضان |فيديو    بولندا تتجه إلى جولة إعادة للانتخابات الرئاسية    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي الترم الثاني 2025 بالمنيا.. تعرف على المواعيد الرسمية لجميع المواد    إسرائيل تواصل تصعيدها.. استشهاد 171 فلسطينيا في قطاع غزة    نجم بيراميدز يرحب بالانتقال إلى الزمالك.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    عمرو دياب وحماقي والعسيلي.. نجوم الغناء من العرض الخاص ل المشروع x    قبل أيام من مواجهة الأهلي.. ميسي يثير الجدل حول رحيله عن إنتر ميامي بتصرف مفاجئ    هل هناك فرق بين سجود وصلاة الشكر .. دار الإفتاء توضح    بدءًا من اليوم.. الصحة تطلق 8 قوافل طبية مجانية ضمن مبادرة «حياة كريمة» (تفاصيل)    من بين 138 دولة.. العراق تحتل المرتبة ال3 عالميًا في مكافحة المخدرات    شيرينجهام: سأشجع الأهلي في كأس العالم للأندية    على فخر: لا مانع شرعًا من أن تؤدي المرأة فريضة الحج دون محرم    مبابي في الصدارة.. تعرف على جدول ترتيب هدافي الدوري الإسباني    شيكابالا يتقدم ببلاغ رسمي ضد مرتضى منصور: اتهامات بالسب والقذف عبر الإنترنت (تفاصيل)    هل يجوز أداء المرأة الحج بمال موهوب؟.. عضوة الأزهر للفتوى توضح    أحكام الحج والعمرة (2).. علي جمعة يوضح أركان العمرة الخمسة    نجل عبد الرحمن أبو زهرة لليوم السابع: مكالمة الرئيس السيسي لوالدي ليست الأولى وشكلت فارقا كبيرا في حالته النفسية.. ويؤكد: لفتة إنسانية جعلت والدي يشعر بالامتنان.. والرئيس وصفه بالأيقونة    قرار تعيين أكاديمية «منتقبة» يثير جدلا.. من هي الدكتورة نصرة أيوب؟    وزير الرياضة يشهد تتويج جنوب أفريقيا بكأس الأمم الإفريقية للشباب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذاكرة الكتب| تفاصيل أخطر حوار بين السادات والوزير إبراهيم كامل قبل استقالته فى كامب ديفيد
نشر في المصري اليوم يوم 22 - 10 - 2024

فى ظل استمرار آلة الحرب الإسرائيلية بارتكاب المزيد من المجازر وتدمير المنازل والمستشفيات ومنع الطعام بهدف التجويع وإجبار السكان على ترك منازلهم لتنفيذ مخطط التهجير، نعود مرة أخرى ونتساءل: هل هذه دولة تريد السلام وتعمل من أجله، وهل كانت اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية فى صالح القضايا العربية.. ولكى نتعرف أكثر على خفايا هذه المعاهدة نعود لمذكرات وزير الخارجية المصرى الأسبق محمد إبراهيم كامل الذى استقال فى الولايات المتحدة أثناء توقيع اتفاقية كامب ديفيد، احتجاجا على توقيع مصر على المعاهدة.. ورفض أن يعود على طائرة واحدة مع الرئيس السادات من واشنطن.
كتب إبراهيم كامل فى مذكّراته «السلام الضائِع فى اتفاقات كامب ديفيد» أن تلك الاتفاقيات ستؤدّى إلى عُزلة مصر وستسمح للدولة الصهيونية بحرية مُطلقة فى ممارسة سياسة القتل والإرهاب فى المنطقة مُستخدمة السلاح الأمريكى كمخلب لها.. فالأفكار الأمريكية التى طُرحت فى كامب ديفيد كانت تهدف لإضفاء غطاء شرعى للاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية»، وأكمل بأن «ما قبل به السادات بعيد جدًا عن السلام العادل».
انتقد «كامل» كل الاتفاقيات لكونها لم تشر صراحة إلى انسحاب إسرائيلى من قطاع غزّة والضفة الغربية، ولعدم تضمينها حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره.. وانتهت مراسم التوقيع على اتفاقية «كامب ديفيد» يوم 17 سبتمبر 1978، ولفت انتباه المُتابعين للحدث غياب إبراهيم كامل، فلم يكن أحد يعرف أن سبب الغياب هو «استقالته» احتجاجًا على الاتفاق الذى تمّ الانتهاء إليه.
وينتقل وزير الخارجية الأسبق للحديث عن ملابسات تقديمه الاستقالة قائلا: حملت مقعدى بالقرب من حيث يجلس السادات وقلت فى هدوء: «أرغب فى أن أتحدث إليك لا بوصفى وزيرا للخارجية يتحدث إلى رئيس الجمهورية، ولكن بوصفى صديقا وأخا أصغر لك، أكلنا معا العيش والملح فى السجن منذ ثلاثة وثلاثين عاما (اتهامهما سويا فى قضية اغتيال أمين عثمان عام 1946)، وأنت تعلم مدى إخلاصى لك وللحق، وإنى حريص على ألا تقدم على شىء تندم عليه فيما بعد».
رد السادات بصوت هادئ: «وهل بينى وبينك حجاب يا محمد؟ قل ما تريد ولا تتردد»، فقال محمد: «اطلعت على المشروع الذى قدمه لك أمس الرئيس كارتر بإطار السلام، ووجدته بعيدا كل البعد عن تحقيق السلام الشامل الذى نستهدفه، فالمشروع الأمريكى رسم الطريق إلى سلام كامل بين مصر وإسرائيل مستقلا تماما عما يجرى فى الضفة الغربية وغزة، فلا رابطة بينهما تضمن التزامن بين حل مشكلة سيناء وحل المشكلة الفلسطينية وهى الأصل، وستكون النتيجة أن ينتهى الأمر إلى معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، بينما تبقى الضفة الغربية وغزة تحت قبضة إسرائيل تمارس فيها تنفيذ تخطيطها لضم هذه الأراضى فى النهاية».
مضيفًا: لذلك أرجوك وأستحلفك أن ترفض التوقيع على مثل هذا الاتفاق المدمر.
ورد عليه السادات قائلا: إنك لا تعلم شيئا عن العرب، اسألنى أنا إنهم لو تركوا وشأنهم فلن يحلوا أو يربطوا، وسيظل الاحتلال الاسرائيلى قائما إلى أن ينتهى إلى التهام الأراضى العربية المحتلة، دون أن يحرك العرب ساكنا غير الجعجعة وإطلاق الشعارات الفارغة، كما فعلوا منذ البداية ولن يجمعوا على حل أبدا.
هنا رد عليه الوزير محمد إبراهيم كامل: إنى لا أشاركك الرأى فيما قلته وهو ليس صحيحا على إطلاقه، فقد اجتمعت كلمة العرب واتحدوا على يديك أنت نفسك وحققوا تضامنا وتكاتفا عظيما عسكريا وسياسيا واقتصاديا فى حرب أكتوبر 1973 وبعدها، وهذه حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها ولم يبذر بذور الشقاق والتفتت العربى من جديد.
ويضيف: الاتفاقية، وفقًا للمشروع الأمريكى، لن تؤدى إلى حل شامل بل ستنتهى إلى صلح منفرد بين مصر وإسرائيل، بينما تظل الضفة الغربية وغزة والجولان تحت الاحتلال الإسرائيلى، وسيؤدى ذلك إلى عواقب وخيمة أخطرها عزل مصر وانعزالها عن العالم العربى وما سيؤدى إليه ذلك من إطلاق يد إسرائيل فى المنطقة، قاطعه السادات: ها أنت تردد كالببغاء ما يقوله الاتحاد السوفيتى عن صلح منفرد، كيف يكون صلحا منفردا إذا كنت سأظل ملتزما بأن أقوم بدور فى الحكم الذاتى فى الضفة الغربية وغزة خلال فترة السنوات الخمس الانتقالية وحتى تحل القضية الفلسطينية.
ورد الوزير كامل بأنك إذا وقعت على اتفاقية على أساس المشروع الأمريكى فستكون حلا منفردا بكل المعايير، ولن تنجح فى خداع أحد بغير ذلك، وأفضل لنا وأشرف أن نقول ذلك صراحة على أن نتستر وراء مسرحية الحكم الذاتى كما وردت فى المشروع.
هنا أيقن «كامل» أنه لا فائدة من الحديث مع السادات، فبادره بطلبه: إذن أرجو أن تقبل استقالتى.
ورد عليه السادات: كنت أعلم من البداية أنك تلف وتدور لتقول هذا فى النهاية.
قاطعه محمد كامل قائلا: لا، لقد حاولت إقناعك بما أراه وفشلت، فلم يبق أمامى إلا هذا المخرج فأنا لا أستطيع أن أوافق على شىء يبدو لى من المؤكد خطؤه وخطره، ولا أنا أستطيع أن أغشك وأغش نفسى وضميرى فإنه كامن داخلى يعيش معى ليل نهار.
السادات: إذا كان هذا يريحك فإنى أقبل استقالتك، وكل ما أطلبه منك هو ألا تخبر أحدا بأمرها حتى نعود إلى مصر. فقبل الوزير كامل قائلا: سأفعل، فقصدى ليس إحراجك، وظل يحتفظ بسر هذا اللقاء حتى العودة للقاهرة.
فى حوار إبراهيم كامل مع نبيل العربى بعد لقاء الثانى بالسادات منفردًا، ليعرض عليه الرأى القانونى فى ما يتعلق بالخطابات المُتبادلة حول القدس، قال له السادات «أعلم أن كل ما قلته لى قد دخل من أذنى اليمنى وخرج من أذنى اليسرى، إنكم فى وزارة الخارجية تظّنون أنكم تفهمون فى السياسة ولكنكم لا تفهمون شيئًا على الإطلاق ولن أعير كلامكم أو مذكّراتكم أىّ التفات بعد ذلك، إننى رجل أعمل وفقًا لاستراتيجية عُليا لا تستطيعون إدراكها أو فهمها ولست فى حاجة إلى تقاريركم السفسطائية الهائفة». وفى النهاية تمّ الاتفاق بين كارتر والسادات على إسقاط الإشارة إلى القدس فى الاتفاقية نهائيًا وأن يعالج موضوع القدس عن طريق خطابات مُتبادلة تلحق بالاتفاقية بين السادات وكارتر من جهة وبين كارتر وبيجين من جهة أخرى، يحدّد فيها كل موقفه من موضوع القدس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.