قال مدير دائرة الرعاية الأولية في وزارة الصحة الفلسطينية، موسى عابد، إنّ حملة التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة انطلقت الساعة الحادية عشر من صباح اليوم السبت، في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس. وأوضح عابد في تصريحٍ صحفي، أنّ حملة التطعيم ستبدأ في المحافظة الوسطى اعتبارًا من يوم غدٍ الأحد وتستمر ل4 أيام، بينما ستنطلق في خانيونس يوم الخميس ل4 أيام أخرى، ثم ستنتقل الحملة إلى محافظتي غزة وشمالها بنفس المدة الزمنية. ولفت إلى أنّ 640 ألف طفل سيتناولون التطعيمات على مستوى القطاع في 60 نقطة طبية ثابتة، جرى تحديدها في كل منطقة، مضيفًا أنّ العمل جارٍ لإقامة نقاط طبية أخرى ليتسنى تقديم اللقاحات للفئة المستهدفة من الأطفال تحت سن 10 سنوات. وحول الحديث عن هدنة إنسانية في القطاع أفاد المسؤول في وزارة الصحة، بأنّ الاحتلال قدّم خرائط لمناطق صنفّها بأنها «آمنة» لكنها لا تشمل بعض المناطق في المحافظة الوسطى، كالمغازي والبريج، وقد حدد ساعاتها من السادسة صباحًا وحتى الثانية بعد الظهر. وأكد أنّ «الجهات الدولية ذات الصلة، تتواصل مع سلطات الاحتلال؛ للحصول على توضيحات أكثر حول الهدنة الإنسانية المعلن عنها في قطاع غزة، وسيتم إبلاغ المواطنين بها فور وصولها إلينا». وشددت وزارة الصحة الفلسطينية على ضرورة وقف إطلاق النار لإنجاح حملة التطعيم، قائلةً: إنّ الحملة لن تكون مجدية لوحدها في ظل عدم توفر المياه الصحية ومستلزمات النظافة الشخصية، وانتشار مياه الصرف الصحي بين خيام النازحين وفي ظل عدم توفر بيئة صحية سليمة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في منظمة الصحة العالمية قوله: إن 1.2 مليون جرعة من لقاح «شلل الأطفال» سُلّمَت بالفعل في غزة قبل بدء الحملة، مع وجود 400 ألف جرعة أخرى في الطريق. بينما قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» في بيان صحفي سابق، إنّ أكثر من ألف موظف يستعدون للوصول إلى مئات الآلاف من الأطفال في القطاع، بحملة التطعيم ضد «شلل الأطفال». يُذكر أن وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت في يوليو الماضي غزة منطقة وباء ل«ِشلل الأطفال»، بعد اكتشافه في مياه الصرف الصحي بمحافظتي خانيونس والوسطى ما يُشكل تهديدًا صحيًا لسكان القطاع والدول المجاورة وانتكاسة لبرنامج استئصال شلل الأطفال عالميًا. وحذرت منظمات دولية مرارًا من أنّ تدمير الاحتلال للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في قطاع غزة، وإجباره السكان على النزوح والاكتظاظ في مناطق ضيّقة مع حجب إمدادات الغذاء والمياه؛ ما أدى لتصاعد خطير للأمراض والأوبئة القاتلة.