بعد صراع شاق مع مرض السرطان وبتر ساقه قبل إعلان النتيجة، توفى، اليوم الثلاثاء، الطالب إبراهيم ياسر، الرابع على مستوى الجمهورية بالشهادة الثانوية الأزهرية 2024. وكان الطالب إبراهيم ياسر قد حقق إنجازًا استثنائيًا بحصوله على المركز الرابع مكرر ضمن أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية للمكفوفين لعام 2024، وذلك بمجموع 557 درجة وبنسبة 88.41%، متغلبًا على ظروف صحية قاسية. وكشف الطالب إبراهيم ياسر عن رحلته الصعبة والتي تمثل نموذج خاص للتحدي من خلال معاناته مع الورم الخبيث قائلا: «واجهت الورم الخبيث منذ نوفمبر الماضي، وخضعت لجلسات العلاج الكيميائي حتى منتصف مايو، كانت فترة صعبة للغاية، حيث لم أتمكن من المذاكرة بشكل طبيعي بسبب الآثار الجانبية للعلاج«. وأضاف ياسر في تصريحات سابقة: «لولا دعم أصدقائي الذين قاموا بتسجيل الدروس لي، ومساعدة المدرسين في شرح المواد، لما تمكنت من الاستمرار»، مشيرًا إلى أن والده كان يصطحبه إلى المعهد يوميًا، بينما كانت والدته تسهر على راحته وتلبية احتياجاته حتى في ساعات متأخرة من الليل. وفي تطور مأساوي، كشف إبراهيم ياسر أنه خضع لعملية بتر في قدمه قبل ثلاثة أيام فقط من إعلان النتيجة، ورغم نجاحه عبر إبراهيم عن شعوره بأنه كان يستحق نتيجة أفضل لولا ظروفه الصحية. وعن المذاكرة قال: "كنت بحضر حصص للشرح عبر التليفون وهناك مدرس حضر إلى البيت لمساعدتي في المذاكرة ويده مكسورة وتوقفت على المذاكرة بشكل كبير أثناء فترة تلقي العلاج الكيماوي". وعن طموحاته المستقبلية قال الطالب إبراهيم ياسر: "أحلم بدخول كلية الدعوة الإسلامية لأصبح داعيًا ومدرسًا للمواد الشرعية، هذا في نظري أعظم شيء في الدنيا". وفي تصريح سابق، قال الطالب إبراهيم ياسر، الرابع على الثانوية الأزهرية، إنه منذ ظهور نتيجته وهو في حيرة ما بين كليتي «لغات وترجمة والدعوة الإسلامية» وأقربهم هي الثانية. وأوضح ياسر، في تصريح سابق له، أنه أصيب بورم خبيث في إحدى عينيه في الثانية والنصف من عمره، وأخذ حقن وقام بعمل إشعاع للتخلص من الورم في عينه، ولكن انتقل المرض إلى عينه الثانية وتم استئصال العينين. وأضاف إبراهيم ياسر، أن والده كان محبًا للأزهر وقام بإدخاله هو وإخوته الثلاثة الأزهر، متابعًا: «عند تقديمي للأزهر رفضت إحدى الإداريات قبوله كونه كفيف، ولكن قام والده بمحادثة شيخ المعهد ووافق بكل سرور.