في ظل التصعيد الإسرائيلي والذي بدأ مساء الثلاثاء، باستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي زعم فيه الاحتلال تصفيته للقيادي في حزب الله، فؤاد شكر، وانتهي باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، خلال تواجده بالعاصمة الإيرانيةطهران، اعتبرت صحف عالمية أن هذا التصعيد ينذر بزعزعة للاستقرار وشرق أوسط أقرب إلى حرب إقليمية. وأشارت صحيفة «الجارديان البريطانية» أن توقيت ومكان مقتل هنية يشكل عاملمن عوامل زعزعة الاستقرار في صراع على وشك التصعيد إلى حرب إقليمية، حيث نوهت إلى أن الرد يمكن أن يأتي من حلفاء حركة حماس، الأمر الذي قد يجعل الشرق الأوسط أقرب إلى حرب إقليمية بين إسرائيل وإيران ووكلائها. ولفتت «الجارديان» في هذا السياق إلى أن مقتل هنية جاء بعد ساعات فقط من إعلان إسرائيل أنها قتلت أحد كبار قادة حزب الله في العاصمة اللبنانيةبيروت، مشيرة إلى أن إيران تحتاج إلى إنقاذ ماء وجهها، في ظل عجزها عن حماية أحد أهم حلفائها على أراضيها. بدورها، تسائلت صحيفة «ذا نيويورك تايمز» الأمريكية، إنه في الوقت الراهن يتم التركيز على كيفية استجابة حماس وحزب الله للهجمات على قادتهما؛ وكيف سترد إيران على ضربة على أراضيها؛ وما إذا كان أي من رد الفعل سيؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا. واستشهدت الصحيفة الأمريكية في هذا السياق، بتداعيات الضربة الإسرائيلية على القادة الإيرانيين في سوريا في أبريل إلى إطلاق إيران مئات الصواريخ على إسرائيل، وبوعد المرشد الإيراني، على خامنئي، بأن اغتيال هنية من شأنه أن يؤدي إلى «عقاب قاس». واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن هنية شخصية رئيسية في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، واغتياله يجعل احتمالات التوصل إلى اتفاق أكثر غموضًا. من جانبها، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إنه على الرغم من أن الرد الإسرائيلي كان متوقعًا، إلا أنه أثار مخاوف جديدة من التصعيد الإقليمي حيث تخوض إسرائيل معارك على جبهتين إحداهما الحرب في قطاع غزة والأخرى عبر الجبهة الشمالية وحزب الله. وتابعت الصحيفة: «كان الصراع الأول غير مسبوق في نطاقه ودماره، حيث دمر الجيش الإسرائيلي جزءًا كبيرًا من قطاع غزة وقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وفقًا لمسئولي الصحة في القطاع في حين لم يتطور الصراع الأخير بعد إلى حرب شاملة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى حذر الخصوم في كل من لبنان وإسرائيل، فضلًا عن الدبلوماسية اليائسة للولايات المتحدة وشركائها الإقليميين».