«الأمم المتحدة»: لم ننسحب من غزة وتوزيع المساعدات مستمر رغم الخطر

أكدت الأمم المتحدة أنها لم تنسحب من قطاع غزة، وأن العقبات التى تعترض المساعدات الإنسانية فى غزة لاتزال مستمرة، وتوزيعها يتم فى ظل مخاطر كبيرة.
وقال متحدث المنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك، فى بيان، إن الأمم المتحدة تحاول توزيع المساعدات فى ظل مخاطر كبيرة، وإنه لم يتم إحراز أى تقدم حتى الآن فيما يتعلق بالتحسينات التى طلبوها من إسرائيل.
وردًا على الأنباء المتداولة بأن الأمم المتحدة ستعلق توزيع المساعدات إذا لم تستجب إسرائيل لمطالبها، قال «دوجاريك»: «لن ننسحب من غزة».
وأوضح أن الأمم المتحدة تحاول مع مرور الوقت توزيع المساعدات فى بيئة ضيقة، لافتًا إلى أن مطالب الأمم المتحدة بسيطة للغاية فى الأساس.
وذكر أنهم لا يعملون تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلى، مؤكدًا أنهم جربوا طرقًا مختلفة لتوزيع المساعدات.
وأضاف: «الطريقة الوحيدة للنجاح هى وقف إطلاق النار»، مجددًا تأكيده على ضرورة عدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» من ارتفاع خطر المجاعة فى جميع أنحاء قطاع غزة مع استمرار الصراع، مشيرة إلى أن أى تدهور قد يدفع إلى مستويات كارثية من الجوع، موضحة أن نحو نصف مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائى، وكامل السكان يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائى الحاد.
وقال المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة والممثل الإقليمى للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الدكتور عبدالحكيم الواعر، فى تصريحات خاصة لقناة (الحرة) أمس، إن «هناك 500 ألف شخص فى غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائى، وهم فى المرحلة الخامسة التى لا يتلقون فيها وجبة واحدة فى اليوم بشكل منتظم وتكون على مدار الأسبوع، وهى بداية مرحلة المجاعة الحادة».
وأوضح «الواعر» أن المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائى تمثل مرحلة الكارثة الإنسانية ويكون فيها انعدام توفر الطعام للبيت بمعدل وجبة واحدة لكل 10 أيام فى الشهر ثم تأتى بعد ذلك مرحلة المجاعة، لافتًا إلى أن المنظمة وفرت 1500 طن من العلف الحيوانى؛ لإنقاذ 30 ألف حيوان لتوفير الحليب واللحوم والدواجن والأكل داخل قطاع غزة، مشيرًا إلى أنهم لم يتمكنوا إلا من إرسال 500 طن من ال1500 طن بسبب إغلاق معبر رفح نتيجة سيطرة الجانب الإسرائيلى على المعبر.
وأكد الممثل الإقليمى ل«الفاو» أن المساعدات متوفرة لكن المشكلة فى طريقة إدخالها إلى القطاع، وحتى إذا وصلت إلى غزة فهناك صعوبة فى توزيعها على السكان بشكل عام نتيجة نقص عمال الإغاثة وتدهور البنية التحتية داخل القطاع.
وشدد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكى، على أن الحرب فى لبنان ستتوقف عندما تنتهى الحرب فى غزة، داعيًا إلى تجنب الأخطاء التى تؤدى إلى توسعتها.
وأضاف فى مقابلة خاصة مع قناة «الحدث» أن الشغور الرئاسى يهدد كيان الدولة فى لبنان، نافيًا أن يكون فى جعبته مبادرة من جامعة الدول العربية لحل تلك الأزمة.
وأكد أن المطلوب من اللبنانيين اليوم أن يتنازلوا ويتوافقوا فيما بينهم، لافتًا إلى أن وقف الحرب فى الجنوب اللبنانى بات أولوية لسكانه الذين فقدوا أبناء وممتلكات.
ورأى أن البعض وصف الشغور الرئاسى بالمشكلة الأم، مؤكدًا أن القرار الخاص بخوض الحرب بات مطروحًا للحوار الوطنى على غرار الاستراتيجية الدفاعية. وشدد على أن الدول العربية لا تريد أخطاء تؤدى إلى توسعة الحرب يدفع فيها الأبرياء ثمن الأخطاء. إلى ذلك، استهدف جيش الاحتلال منازل المواطنين المأهولة ومنشآتهم فى قطاع غزة، موقعًا المزيد من الشهداء والجرحى، وسط وضع إنسانى كارثى، نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95٪ من السكان، وارتكب الاحتلال الإسرائيلى مجزرة جديدة فى الأحياء الشرقية لمدينة غزة وعلى رأسها حيا الشجاعية والتفاح، فيما تواصل الطائرات القصف الجوى والمدفعى على مناطق بيت لاهيا وخان يونس ومخيمى جباليا والنصيرات بالقطاع.
وارتكب جيش الاحتلال 3 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة خلال ال24 ساعة الماضية، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، فى بيان، أمس، إن مشافى القطاع تعاملت مع 47 شهيدًا و52 جريحًا جراء المجازر الأخيرة، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 37 ألفًا و765 شهيدًا و86 ألفًا و429 جريحًا منذ السابع من أكتوبر الماضى.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الآلاف من سكان حيى التفاح والشجاعية فى غزة اضطروا إلى النزوح نحو وسط وغرب المدينة؛ إذ شُوهد آلاف المواطنين وهم يفرون من تأثير الغارات والقذائف التى تساقطت حولهم فى طريق النزوح.
وأفاد شهود عيان بأن دبابات وجرافات عسكرية بدأت فى التقدم من الجهة الشرقية للحى تحت غطاء جوى، كما أطلقت طائرة كواد كابتر النيران تجاه الأهالى فى حى الشجاعية شرق مدينة غزة، تزامنًا مع غارات مستمرة على جنوب حى الزيتون بمدينة غزة.
وقال المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إن الدفاع المدنى لم يتمكن من الدخول إلى حى الشجاعية حتى الآن، كما استهدف قصف مدفعى محيط مسجد طيبة فى الحى السعودى غرب رفح جنوب قطاع غزة، كما دمر جيش الاحتلال الإسرائيلى مربعًا سكنيًا فى حى الصبرة بمدينة غزة، وشنّت طائرات الاحتلال الحربية غارتين على مناطق شرقى مدينة غزة. بينما استهدفت قوات الاحتلال بقصف عنيف حيى الصبرة والشجاعية والمناطق الشرقية.
وأوضح جهاز الدفاع المدنى أن طواقمه انتشلت شهيدين ونقلت عدة إصابات إثر استهداف إسرائيلى لأربعة منازل فى منطقة الصبرة وسط مدينة غزة، ويوجد تحت الأنقاض مفقودان، مشيرًا إلى أن طائرات الاحتلال استهدفت بحيى الصبرة والشجاعية خمسة منازل لكل من عائلات «الدهشان ونصار والوحيدى وأبودلال وحسنين»، كما استهدفت مدفعية الاحتلال محيط جسر وادى غزة شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.