«زي النهارده».. انتصار المصريين على العثمانيين في «نصيبين» 24 يونيو 1839

في عهد محمد على باشا، تأسس الجيش المصرى الذي صار إبراهيم باشا، ابن محمد على باشا قائدا له، وحقق به انتصارات متتالية، لفتت أنظار العالم، بل صار هذا الجيش مصدر قلق للباب العالى الذي كانت مصر ولاية تابعة له وكان إبراهيم باشا عضد أبيه القوية، وساعده الأشد في جميع مشروعاته، عيَّنه أبوه محمد على باشا قائدًا للجيش المصرى، وكان قائدًا عسكريًا من الطراز الرفيع، لم يُهزم في معركة خاضها، وقاد جيشه من نصرإلى نصرعينه والده محمد على باشا قائدًا للجيش المصري وقد سأل سائل أثناء حصاره: إلى أي مدى سيستمر زحف جيوشه؟ فأجاب إلى حيث أظل أكلم الناس ويكلمونني بالعربية فكان بذلك العروبي والقومي الأول، وكان إثر فتحه عكا قد أصبح إبراهيم باشا بأمر من الآستانة واليًا عليها كما قاد جيشه لإخماد ثورة اليونانيين ومع نزول جيش الفرنسيين في المورة قام بالجلاء مكرها قاد إبراهيم باشا جيشه لإخماد ثورة اليونانيين، فنجح في مهمته، ومع نزول جيش الفرنسيين في المورة، قام بالجلاء مكرهًا، ثم فتح عكا وفلسطين والشام وعبر جبال طوروس، وصولًا إلى كوتاهيه 1832.
وكان إبراهيم قد انتصر في معركة قونية على الجيش العثماني، وبات الطريق مفتوحًا للقسطنطينية، ولم يكن هذا هو الانتصار الوحيد لإبراهيم على العثمانيين،ولكنه انتصر عليهم أيضًا«زي النهارده»في 24يونيو 1839 ب معركة «نصيبين»، وكان هذا في عهد السلطان محمود الثاني ابن السلطان عبدالحميد الأول«ووقعت بين الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا نجل والي مصر محمد على باشا وجيش العثمانيين بقيادة حافظ عثمان باشا. واستمرت المعركة لمدة ساعتين وإنتهت بهزيمة ساحقة للعثمانيين وكان ابراهيم باشا قد اتجه ب40 ألف مقاتل، حيث يعسكر الجيش العثماني في بلدة «نزيب» على مقربة من الحدود التركية السورية، وكانت مواجهة ضارية حسمها إبراهيم لصالحة، رغم سقوط 4 آلاف جندي مصري من جيشه بين جريح وقتيل وهناك كتاب مهم يكاد يكون منسيا وهو للمحامي والمؤرخ المصري عزيز خانكي وقد أصدره في 1939م بمناسبة الذكري المئوية للمعركة كتابًا باسم«الذكري المئوية لواقعة نزيب»وفي الفصل الثاني من هذا الكتاب والذي يحمل عنوان «نزيب لا نصيبين» فض خانكي الالتباس حول الاسم الصحيح لهذه المعركة وأي الاسمين أصح، مستعينا بالخرائط والمراجع التاريخية ووصل أن الأسم الأصح هو «نزيب»بقي أن نذكر أن إبراهيم باشا مولود في عام 1789، في كافالا باليوان، وقد عُين نائبًاعن أبيه في حكم مصر عام 1848، حين أدركت الشيخوخة محمد على، غير أنه توفي قبل أن يتم ال60 من عمره .وكان محمد على باشا لايزال على قيد الحياة .