أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (Esa) أنها بدأت التخطيط لمهمة لنقل مسبار آلي عبر مليار ميل من الفضاء للتحقيق، لاستكشاف قمر «إنسيلادوس» وهو واحد من 146 قمرا تدور حول زحل، حسب ما ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية. ووفقا للصحيفة، أصبح إنسيلادوس نقطة جذب فلكية ساخنة، حيث اكتشف العلماء أنه يوفر واحدة من أفضل الاحتمالات للعثور على الحياة في عالم آخر في نظامنا الشمسي، كما أثار اكتشاف الماء على سطح إنسيلادوس حماس العالم العلمي- الآن، بحلول عام 2040، سيتحقق مسبار آلي مما إذا كنا وحدنا في الكون. وبصرف النظر عن المسافة الهائلة التي سيتعين على المسبار قطعها، فإنه سيحتاج إلى احتياطيات ضخمة من الوقود للمناورة في مدار حول إنسيلادوس ومن ثم الهبوط على السطح المغطى بالجليد. ومع ذلك، فإن احتمال دراسة القمر الصغير مغر لعلماء الفلك الذين اكتشفوا أن إنسيلادوس- الذي لاحظه ويليام هيرشل لأول مرة في عام 1789- يمتلك ينابيع ماء حار تنبثق بانتظام من سطحه وترش الماء في الفضاء. والأكثر إثارة للدهشة هو أن هذه الأعمدة تحتوي على مركبات عضوية معقدة، بما في ذلك البروبان والإيثان. وقالت عالمة الفلك البروفيسور ميشيل دوجيرتي من إمبريال كوليدج لندن: «يحتوي إنسيلادوس على ثلاثة مكونات رئيسية تعتبر ضرورية لظهور الحياة». يحتوي على ماء سائل ومواد عضوية ومصدر للحرارة. وهذا المزيج يجعله قمري المفضل في النظام الشمسي بأكمله. وتشاطر وكالة الفضاء الأوروبية وجهة النظر هذه، والتي خصصت مؤخرًا مهمة للسفر إلى قمر المشتري أو زحل كهدفها التالي لمسعى علمي كبير. من المتوقع أن يحقق مثل هذا المشروع «عائدًا علميًا تحويليًا»، وفقًا للجنة من العلماء الخبراء الذين درسوا ثلاثة أهداف رئيسية: أوروبا، قمر المشتري المغطى بالجليد؛ تيتان، قمر زحل الغني بالهيدروكربونات؛ وإنسيلادوس. وبعد أشهر من الدراسة، ذكرت اللجنة قبل بضعة أسابيع أن إنسيلادوس هو آخر كوكب في قائمة الكواكب هذه، والذي ينبغي إعطاؤه الأولوية على الأهداف الأخرى. ووفقا للصحيفة، من المقرر إطلاق مهمة بحلول عام 2040 بهدف إما الهبوط على سطح القمر أو الطيران عبر السخانات التي ترش الماء والمواد الكيميائية الكربونية من سطحه إلى الفضاء، وأضافت اللجنة أنه من الأفضل محاولة تحقيق كلا الهدفين. وقالت الدكتورة زيتا مارتينز، عالمة الأحياء الفلكية في المعهد العالي التقني، والتي ترأست اللجنة: «ستوفر المهمة عائدًا علميًا هائلًا وستكون أساسية لنجاح الكشف عن البصمات الحيوية على الأقمار الجليدية». ومع ذلك، لن يكون من السهل تحقيق مثل هذه الأهداف، كما أشار دوجيرتي الأسبوع الماضي. «إن وضع مسبار في مدار حول قمر كبير أو كوكب له مجال جاذبية قوي يمكن أن يبطئ مركبة فضائية قادمة هو شيء واحد. ويذكر أن إنسيلادوس صغير الحجم وذو جاذبية ضعيفة، مما يعني أنك ستحتاج إلى الكثير من الوقود لإبطائه حتى لا يتجاوز هدفه في الفضاء السحيق، وستكون هذه مسألة صعبة بالنسبة لأولئك الذين يصممون المهمة. وينبع اهتمام دوجيرتي الخاص بالقمر إنسيلادوس من دورها كباحثة رئيسية في مقياس المغناطيسية الذي تم إطلاقه في مهمة كاسيني التي درست زحل وأقماره بين عامي 2004 و2017. وقال دوجيرتي: «في مرحلة ما، مرت كاسيني بالقرب من إنسيلادوس، وأشارت أجهزتنا إلى أن المجال المغناطيسي لزحل يتم سحبه حول القمر بطريقة تشير إلى أن القمر الصغير لديه غلاف جوي». من جانبه، وافق مديرو كاسيني على توجيه المسبار لإلقاء نظرة فاحصة، وفي يوليو 2005، اجتاحت المركبة الفضائية سطح القمر على ارتفاع 173 كيلومترًا- واكتشفت كميات كبيرة من بخار الماء. يتذكر دوجيرتي قائلًا: «لقد كان الأمر رائعًا». وأخيرًا، تم اكتشاف المواد العضوية في تلك الأعمدة، وتحول إنسيلادوس من تصنيفه على أنه قمر ثانوي وغير مهم إلى عالم من شأنه الآن أن يؤدي إلى إنفاق مليارات اليورو وعقود من الجهود من قبل علماء الفلك ومهندسي الفضاء الأوروبيين. الحياة على أقمار أخرى؟ تيتان قمر آخر من أقمار زحل وواحد من أكبر الأقمار في النظام الشمسي، تيتان به بحيرات وبحار من الهيدروكربونات؛ القنوات النهرية مساحات كبيرة من الكثبان الرملية. ودلائل على وجود محيط تحت سطح الأرض يمكن أن يوفر موطنًا للحياة البدائية. كما أن الجو بارد بشكل غير عادي. المريخ كان الكوكب الأحمر عالمًا مائيًا دافئًا قبل 4 مليارات سنة، وكان يتمتع بظروف مثالية لظهور الحياة. ومع ذلك، فقد المريخ فيما بعد مجاله المغناطيسي، بالإضافة إلى الماء والغلاف الجوي، وتعرض لضربة شديدة من الأشعة فوق البنفسجية. وقد وجدت الحياة صعوبة في البقاء على السطح، لكنها ربما استمرت، مثل الميكروبات، تحت الأرض. أوروبا أوروبا هو أحد الأقمار الرئيسية لكوكب المشتري، وهو مغطى بالكامل بالجليد وله سطح أملس أكثر من أي جسم صلب معروف في النظام الشمسي. يوجد تحت سطحه محيط من الماء يعتقد العلماء أنه يمكن أن يؤوي حياة خارج كوكب الأرض والتي من المرجح أن تتكون من كائنات بدائية تشبه البكتيريا.