كيف أثر تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي على سعر الذهب العالمي؟.. تفاصيل

انخفض سعر أونصة الذهب العالمي بشكل ملحوظ خلال تداولات اليوم الجمعة وذلك على الرغم من تسجيل أعلى مستوى في أسبوعين مطلع جلسة اليوم، ويأتي هذا قبل صدور بيانات تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي الذي يصدر اليوم، لتستعد الأسواق لتقبل البيانات صاحبة التأثير الكبير على توقعات أسعار الفائدة.
وسجلت أونصة الذهب انخفاضا اليوم بنسبة 1.5% ليسجل أدنى مستوى في يومين عند 2.337 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند مستوى 2376 دولارا للأونصة ليتداول حاليًا عند مستوى 2341 دولارا للأونصة، وكان قد سجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 2387 دولارا للأونصة، وفق جولد بيليون.
هذه التطورات جاءت بعد أن ارتفع الذهب ليومين متتاليين ويغلق تداولات جلسة الأمس فوق مستوى 2365 دولارا، وهو الحد العلوي لمنطقة تذبذب التداولات التي سيطرت على حركة الذهب لأسبوعين، وهو ما ساعد على ارتفاع السهر مطلع جلسة اليوم لأعلى مستوياته في أسبوعين.
وبالرغم من انخفاض سعر الذهب اليوم فإنه في طريقه إلى تسجيل ارتفاع أسبوعي بنسبة 0.9%. ولكن سرعان ما عاد السعر إلى التراجع بسبب استعداد الأسواق لتقبل بيانات تقرير الوظائف الأمريكي التي تصدر اليوم، ليكون لدى الذهب مجال للحركة مع صدور البيانات اليوم.
وصدرت العديد من البيانات عن قطاع العمالة الأمريكي منذ بداية الأسبوع ولكنها أظهرت تباطؤا في أداء القطاع خلال الشهر الماضي، وقد أدى هذا إلى تزايد التوقعات بأن البنك الفيدرالي الأمريكي سيلجأ إلى خفض الفائدة هذا العام في ظل تباطؤ نمو قطاع العمالة.
وأدى هذا إلى تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في شهرين مقابل سلة من 6 عملات رئيسية بالإضافة إلى انخفاض العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى منذ بداية شهر إبريل الماضي، عند 4.275% وينخفض العائد منذ بداية الأسبوع بنسبة 4.6%.
الأعين الآن تنتقل إلى تقرير الوظائف الحكومي للقطاع غير الزراعي في الولايات المتحدة عن شهر مايو، وهي البيانات الأهم لهذا الأسبوع. قد يتطلب الأمر مفاجأة انخفاض كبير في قطاع العمالة لإقناع البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة في وقت قريب، بالنظر إلى أن تقدم التضخم توقف على نطاق واسع حول مستوى 3٪.
يذكر أن أي ضعف في بيانات سوق العمل الأمريكية يمكن أن يترجم إلى ارتفاع في أسعار الذهب لأنه يعني تزايد فرص خفض الفائدة من قبل الفيدرالي، وخفض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائدا لحائزيه.
الجدير بالذكر أن قرارات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الكندي والبنك المركزي الأوروبي زادت من التوقعات في الأسواق بإمكانية لجوء الفيدرالي الأمريكي إلى تيسير السياسة النقدية قريبًا للعمل على عدم توسيع الفارق في السياسة النقدية وأسعار الفائدة بينه وبين البنوك المركزية العالمية.