ربما فجأة تظهر بقع حمراء في أماكن متفرقة من الجسم، تثير الحكة ومع إهمال التشخيص والعلاج المبكر تتحول إلى ما يعرف بالصدفية، ليس مرضا خطيرا ولا معديا، لكنه مؤذى نفسيا، لكونها مستمرة صيفا وشتاء، علاوة على أنها قد يؤدى لتشوه الجلد في الجزء المصاب، وتظهر في أماكن متفرقة من الجسم، لكن أشهرها للغالبية هي صدفية الأظافر. يقول الدكتور هشام الغمرى، أخصائى الجلدية والتجميل، في تصريحات ل«المصرى اليوم» أن الصدفية ( psoriasis)مرض جلدي مزمن وغير معد ناتج عن خلل بالمناعة الذاتية يؤثر على دورة حياة خلايا الجلد، فيؤدي إلى تراكم الخلايا على سطح الجلد بسرعة، لتشكل قشورًا فضية سميكة وطبقات مثيرة للحكة وجافّة وحمراء ومن الممكن تحسن حالة المريض بصورة واضحة، لكنها وفجأة تعود الصدفية مرة أخرى. تتراوح بقع الصدفية من بضعة بقع صغيرة من القشور إلى انتشار واسع يجتاح مناطق كبيرة من سطح الجلد. وأوضح أنها سبعة أنواع، لكل منه أعراضه المصاحبة له: الصدفية اللويحية (Plaque Psoriasis)، وهو النوع الأكثر شيوعًا عند المصابين بالمرض ويظهر هذا النوع من الصدفية على شكل قشور فضية تتركز غالبًا على فروة الرأس والركبتين والمرفقين وأسفل الظهر. صدفية الأظافر(nail psoriasis) تؤثر على أظافر اليدين والقدمين، مما يؤدي ظهور حُفَرٍ صغيرة في الأظافر وتغير لونها ونموها بشكل غير طبيعي، ولدى العامة هي الأشهر لأنها مكشوفة للعين. الصدفية النقطية ( Guttate Psoriasis)تظهر على صورة بقع حمراء صغيرة أو وردية خاصة على جذع الجسم والأطراف، وغالبًا ما تحدث نتيجة للإصابة بالتهابات بكتيرية مثل التهاب الحلق والجهاز التنفسي. الصدفية المحمرة للجلد ( Erythrodermic Psoriasis)، وهي أقل أنواع الصدفية انتشارًا بالجلد وتكون على شكل طفح جلدي أحمر متقشر يغطي معظم أجزاء الجسم ويسبب حكة وألم شديد. ومن أسباب تحفيز هذا النوع من الصدفية هو حروق الشمس الشديدة وتناول بعض الأدوية. صدفية الثنايات ( Inverse Psoriasis)، وتظهور في صورة بقع جلدية حمراء ناعمة وملتهبة تتركز في ثنايا الجلد مثل الإبطين، وبين الأفخاذ، وتحت الثدي والمناطق التناسلية. الصدفية البثرية Pustular) Psoriasis) وتظهر عادة على شكل بثور بيضاء غير معدية مليئة بالصديد في مناطق صغيرة من الجسم، مثل اليدين والقدمين، ولكن من الممكن أن تنتشر أحيانًا لتظهر في أي مكان من الجسم.. صدفية التهاب المفاصلPsoriatic) arthritis) يحدث في 5%- 7% من المرضى الذين يُعانون من الصدفية ويسبب تيبس وتورم وألم بالمفاصل وفي الحالات الشديدة قد تؤدي لحدوث تشوهات دائمة في المفصل. مشيرا إلى أنه رغم اختلاف أعراض الصدفية من شخص لآخر ولكن هناك بعض الأعراض المشتركة مثل، ظهور طبقة حمراء سميكة من الجلد مغطاة بطبقة قشرية ذات لون فضي، مسببة الحكة عادةً في المرفقين والركبتين وفروة الرأس والجذع وباطن القدمين. جفاف وتشقق بالجلد المصاب مما يسبب الحكة أو النزيف. صدفية الأظافر تكون على شكل حفر في الأظافر مع تغير لونها وزيادة سمكها، وتنمو بشكل غير طبيعي وفي النهاية تنفصل الأظافر. يعاني بعض المرضى من «التهاب المفاصل الصدفي»، ويعاني المريض من مفاصل متيبسة ومنتفخة ومؤلمة. ولفت «الغمرى» إلى العوامل التي تزيد الإصابة بالصدفية، وهى إصابة الجلد سواء بالجروح أوالخدوش أو الحروق الشمسية، الضغوط النفسية، الإصابة بعدوى البكتيريا العقدية في الحلق تزيد معدل الإصابة بالصدفية النقطية، التدخين، استخدام بعض الأدوية (مثل: الليثيوم وهيدروكسي كلوروكين)، التعرض للبرد القارس يؤدي إلى جفاف الجلد وزيادة أعراض الصدفية، وتناول المشروبات الكحولية. وعن علاج الصدفية، أوضح «الغمرى» أنه مكون من العلاج الموضعي مثل الكريمات والمراهم المرطبة. العلاج الضوئي، ومع التقدم التكنولوجي يستخدم ليزر إكسيمر (Excimer laser). أدوية عن طريق الفم، وأدوية عن طريق الحقن، والعلاج البيولوجي حيث تعمل هذه الأدوية على تغيير الجهاز المناعي بطريقة تؤدي إلى وقف دورة المرض وتحسين أعراضه. ولأن الوقاية خير من العلاج، وجه «الغمرى» عدة نصائح لمريض الصدفية في فصلى الشتاء والصيف، وهى التدفئة بشكل جيد بارتداء الملابس الكثيفة والقفازات وعدم التعرض للبرد القارس خاصة في حالة وجود الصدفية بالأطراف، الحرص على الترطيب المستمر للجلد مثل الفازلين الطبي لمنع تشققات الجلد وتكوين الأصداف الجديدة، الاستحمام بالماء الفاتر، لأن الماء الساخن في فصل الشتاء يفقد البشرة الزيوت الطبيعية مما يعرضها للإصابة بالجفاف. التعرض للشمس لفترات قصيرة بعد شروق الشمس وعند الغروب يساعد في علاج الصدفية مع الإلتزام بالعلاج الطبي، حيث يساعد ذلك على الإكتشاف والعلاج مبكرا. يمنع استخدام المشروبات الكحولية والتدخين وفي فصل الصيف، لابد من تجنب التعرض المباشر للشمس أثناء فترة الظهيرة لفترات طويلة لأنها تزيد من نشاط الصدفية، وإذا تعرض يفضل ارتداء الملابس الفاتحة وذات الأكمام الطويلة حتى تغطي معظم أجزاء الجسم والنظارات الشمسية والقبعات. استخدام واقيات شمس تناسب نوع البشرة، قبل التعرض للشمس بنصف ساعة وتجدد كل ساعتين. التعرض للشمس لفترات قصيرة بعد شروق الشمس وعند الغروب يساعد في علاج الصدفية مع الإلتزام بالعلاج الطبى. تجنب الجروح والخدوش والحروق ومسببات الحكة، لأنها تساعد على عودة المرض، وتناول كمية كافية من الماء تتراوح مابين ثمانية إلى عشرة أكواب من الماء يوميًا للحفاظ على ترطيب الجلد. في حالة التعرض لنوبات الحر الشديدة يجب تجنب التوتر العصبي والتدخين والاهتمام بالنظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة.
