فى الشوارع يخرج الأطفال من منازلهم مسرعين، ويستعد الكبار لعودة الذكريات، إنها منطقة البراجيل فى الجيزة، إذ يحتفل جميع أبنائها بقدوم شهر رمضان، من خلال تعليق الزينة والمجسم الخشبى لمسجد، يصممه شباب المنطقة، تعبيرًا عن الفرحة العارمة باستقبال الشهر الكريم. عدد كبير من الأهالى يتجمعون للمشاركة فى تزيين الشوارع، ولم ينسوا هذا العام دعمهم القضية الفلسطينية ومساندتهم أبناء الشعب الفلسطينى الشقيق فى المحنة التى يعانون منها، حيث حرصوا على وضع عَلَم وكلمة فلسطين على المجسم الذى صنعوه لشهر رمضان. احتفالات أهالى البراجيل لا تقتصر على تعليق الزينة وتصميم المجسم، بل تشارك إحدى فرق الفنون الشعبية فى الاحتفال، من خلال ذكر الله والأناشيد والأغانى، التى تُذكر بقدوم شهر الصيام، وسط فرحة كبيرة لسيدات ورجال وأطفال وشباب وكبار، منهم مَن يجلسون على مصاطب المنازل والمحال التجارية، وآخرون يجلسون على كراسى، وتحيط بهم أكواب الشاى والقهوة. أهالى المنطقة قالوا، ل«المصرى اليوم»، إن فكرة الاحتفال بالمجسم والفرق الشعبية بدأت منذ أكثر من 40 عامًا: «البداية كانت بفكرة يلتف حولها الأطفال، وتم تنفيذها، وظلت مستمرة، وبالبهجة نفسها طوال تلك السنوات، وظل الاحتفال بالطريقة نفسها سنوات طويلة، وتختلف فيه بعض الأشياء، ويتطور كل سنة عما قبلها». ورغم مرور تلك السنوات التى كانت تُقام فيها تلك الاحتفالية، فإن قليلين مَن يعرفون قصة نشأتها، حين بكت طفلة صغيرة رغبة فى فانوس، صنعه لها شاب، فأعجب بقية القرية ليقرر أن يصمم لهم مجسمًا لمسجد كبير الحجم، تحتفل به القرية، ويستمر ذلك العمل حتى الآن، ويتطور، حيث يختلف التصميم كل سنة، والطفلة التى بكت هى «جليلة»، والشاب الذى صنع الفانوس هو «سيف الدين».
