ترحيب بقرار مجلس الأمن لوقف الأعمال القتالية فى السودان خلال شهر رمضان

رحبت وزارة الخارجية السعودية بتبني مجلس الأمن قرارًا بالأغلبية يدعو إلى وقف الأعمال القتالية في السودان خلال شهر رمضان المبارك.
وعبرت المملكة عن أملها بأن تلتزم جميع الأطراف السودانية بقرار مجلس الأمن بما يحافظ على السودان وأرواح شعبه، وعلى روحانية الشهر الفضيل، مجددةً دعوتها لكل الأطراف إلى الالتزام بمخرجات محادثات جدة الرّامية إلى تحقيق مصلحة الشعب السوداني من خلال الإسراع في الاتفاق حول مشروع وقف العدائيات وحل الأزمة عبر الحوار السياسي، بما يحقق الاستقرار والازدهار للسودان وشعبه .
واعتمد مجلس الأمن الدولي قرارًا مقدمًا من المملكة المتحدة، يدعو إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية في السودان خلال شهر رمضان، وسعي جميع أطراف الصراع إلى التوصل لحل مستدام عبر الحوار، وذلك بتأييد 14 عضوًا.
ويدعو القرار جميع الأطراف إلى ضمان إزالة أي عراقيل، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن، ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط التماس، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.
وتشمل تلك الالتزامات حماية المدنيين والأعيان المدنية، والتعهدات بموجب إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان «إعلان جدة».
ويشجع القرار المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان على استخدام مساعيه مع الأطراف والدول المجاورة لاستكمال وتنسيق جهود السلام الإقليمي، وخلال الصراع الدائر فقدت أعداد لا حصر لها من الأرواح، وتمزقت الأسر وتشردت، وفي مواجهة هذه المأساة، اتجهت أنظار المنظمات الإنسانية بشكل ملفت إلى السودان، إلا أن عبء تمويل هذه المنظمات يقع في كثير من الأحيان على عاتق الحكومات والجهات المانحة الفردية التي تدرك أهمية عملها في تخفيف المعاناة الإنسانية في الوقت، الذي ظهرت فيه الانقسامات بين السودانيين خلال المظاهرات المتتالية المناهضة أو المؤيدة لكل من رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع محمد حمدان، وبحسب تقارير، استأنف المجلس النرويجي للاجئين (NRC) عمله في السودان لتقديم المساعدة الإنسانية للاجئين والنازحين داخليًا، حيث أعلن أنه يتم سنوياً تخصيص مبلغ يتراوح بين 1 إلى 3 ملايين دولار للبرامج التعليمية والمساعدة الاستشارية والقانونية. كما أنه وفقاً للإحصائيات، فإن أكثر من 47 ألف مواطن سوداني، شاركوا في البرامج التعليمية والاستشارية والمعلومات والمساعدة القانونية لعام 2023 فقط، وأكثر من 44 ألف شخص في 2022 في مدن مختلفة من السودان، في الوقت الذي يرى فيه البعض أن إعلان المفاوضات غير المباشرة بين طرفي النزاع لن يحقق غايته في إيقاف الصراع وهناك حاجة ماسة للمفاوضات الجدية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أنه في ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني، صوت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، ووفقا للأمم المتحدة، فقد أدى القتال منذ 15 إبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى مقتل آلاف السودانيين ونزوح نحو 8 ملايين آخرين.
وأمس الأول، كان قد وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال اجتماع للمجلس نداء إلى «جميع الأطراف في السودان لاحترام قيم رمضان من خلال وقف الأعمال العدائية، وأضاف جوتيريش: يجب أن يؤدي وقف الأعمال العدائية إلى إسكات الأسلحة بشكل دائم في كل أنحاء البلاد ورسم طريق ثابت نحو سلام دائم للشعب السوداني»، محذرا من الأزمة الإنسانية «ذات الأبعاد الهائلة» والمجاعة التي تلوح في الأفق.
وذكر تقرير للوكالة أنه في حين أيد معظم أعضاء المجلسن الدعوة لوقف إطلاق النار خلال رمضان، أبدى بعض الدول تحفظا، ولا سيما الصين وروسيا، وقال السفير السوداني الحارث إدريس، بأن البرهان، بدعوة الأمين العام، فيما دعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات للبحث في هذه القضية، وتابع: النزاع أدى حتى الآن إلى نزوح 8.3 ملايين شخص، فر 1.7 مليون منهم إلى خارج البلاد، ويحتاج نصف السكان البالغ عددهم 50 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية، و«أقل قليلاً من 18 مليون شخص على طريق المجاعة»، أي «بزيادة 10 ملايين شخص مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي»، بحسب جريفيث، مشددا على أنه بهدف منع تدهور الوضع في شكل أكبر، يجب إدخال مزيد من المواد الغذائية، وكذلك البذور لزراعتها للموسم المقبل، لكنه تدارك «ليست لدينا أموال»، مبديا أسفه لعدم الاهتمام الدولي بالأزمة في السودان.
ووفقا للوكالة الفرنسية، فتبلغ قيمة خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة المخصصة للسودان عام 2024، 2.7 مليار دولار، لكنها مولت بنسبة 4% فقط.