عن الاستقالة المفاجئة للحكومة الفلسطينية وإعادة ترتيب للبيت الفلسطيني.. خبراء يوضحون

أثارت الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء الفلسطينيى، محمد إشتية العديد من ردود الفعل حول أسباب هذه الاستقالة وتوقيتها، واستطلعت «المصري اليوم» آراء خبراء في الشأن الفلسطينى أكدوا أن تقديم الاستقالة في هذا التوقيت ربما يرجع لإنجاح مفاوضات «موسكو» الخاصة بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني.
قال الدكتور في جامعة القدس والمحلل السياسى الفلسطيني، أيمن الرقب ل«المصرى اليوم»، إن نص الاستقالة يوضح أسباب استقالة الحكومة من الظروف التي مرت بها الحكومة الفلسطينية من مضايقات الاحتلال الإسرائيلي، والعدوان ضد قطاع غزة، إضافة للممارسات الإسرائيلية ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
وأشار الرقب إلى توقيت الاستقالة وما تحمله من دلالة، معربا عن اعتقاده أنها جاءت لسببين الأول، مفاده إنجاح جولة الحوارات الفلسطينية في العاصمة الروسية «موسكو» لأول مرة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية ضد غزة، منوها إلى أنه سيكون في صالح الفلسطينيين لما ستفضي بها المفاوضات من حكومة تكنوقراط «حكومة كفاءات» بعيدا عن السياسة، حيث ستذهب إلى ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة إعمار غزة ودمج وزارات السلطة المختلفة في إطار واحد لتحمل الأزمات القادمة في القضية الفلسطينية.
وأوضح الرقب أن الأمر الثانى لهذه الخطوة، من الممكن أن تكون بناء على الضغوط الأمريكية، هو مالايصب في صالح الفلسطينيين، مشيرا إلى أن «واشنطن» لاتريد أن ترى ترتيب للبيت الفلسطينى بشكل كبير جدا.
ونوه إلى عدم استطاعة الولايات المتحدة إخضاع الاحتلال لما هو صالح للفلسطينيين، مستشهدا بإعلان إسرائيل إنشاء أكثر من 3 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، بالرغم من التحذيرات الأمريكية السابقة وهو ما عبرت عنها وزارة خارجيتها من شعورها ب«خيبة أمل» إزاء القرار الإسرائيلي.
وفي السياق نفسه، قال أشرف أبوالهول المحلل السياسي والخبير في الشأن الفلسطينى ل«المصري اليوم» إن استقالة اشتية عادية، توقيتها هام جدا وليس غريبا لتزامنها مع البحث عن حل يوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.
وأوضح «الهول»، أن أحد الشروط الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية في الفترة الحالية هي تغيير السلطة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل بشكل خاص كانت تطلب دائما إصلاح في هيكل السلطة الوطنية الفلسطينية، لافتا إلى أنه على مدار الأشهر الماضية، بذلت جهودا من أجل إقناع السلطة الفلسطينية بإحداث هذا التغييير.
وتابع الخبير في الشان الفلسطينى، بأن استقالة رئيس الحكومة الفلسطينية هي بداية هذا التغيير لأنه في حال نجاح الهدنة في تبادل الأسرى سيتم وصلها بهدنة أخرى يتم فيها تبادل الأسرى العسكريين أو جثامينهم حتى الوصول إلى المرحلة الأهم وهي وقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب التام من غزة أو العودة إلى حدود ما قبل السابع من أكتوبر الماضى، ومن ثم تشكيل حكومة جديدة بالقطاع.
وأشار أبوالهول إلى أن اليوم هو بداية تشكيلها لتكوين حكومة تكنوقراط، أو تكوين حكومة جديدة بإشراف السلطة، منوها إلى أن هذه الحكومة ستقطع الطريق على الاحتلال الذي يتذرع بشكل دائم بأن حركة المقاومة الإسلامية حماس هي من تدير القطاع.
وأضاف أنه إذا ما شكلت حكومة التكنوقراط ستكون بداية لحل الأزمة ووقف العدوان والانتقال إلى ما بعدها التسوية للقضية الفلسطينية والاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية والبدء في السعى لحل الدولتين.
وعن احتمالية مشاركة حماس، بالحكومة قال إنه من المحتمل أن تشارك الحركة في في مشاورات اختيارها، ولكن لن تكون هي من تختارها، مشيرا إلى أنه ستكون هناك مشورة خارجية من أجل السعى إلى اختيار أشخاص يلقون قبول على المستوى الدولي.