«من الدكة إلى التاريخ».. كيف منحت الإصابة بطاقة ذهبية للحراس؟

على مر التاريخ كان لحراس منتخب مصر دورًا بارزًا، في تتويجاته بالبطولات، وخاصة بطولة كأس الأمم الإفريقية، التي يمتلك «الفراعنة» الرقم القياسي في الفوز بها بعدد 7 تتويجات.
فبداية من الحارس يوناني الأصل براسكوس الذي ارتدى قميص «الفراعنة» في التتويج بلقب أمم إفريقيا للمرة الأولى عام 1957، مرورًا بعادل هيكل الذي حرس عرين مصر في التتويج الثاني عام 1959، ولن ننسى الدور البارز الذي قام به ثابت البطل في نسخة 1986، ونادر السيد في بطولة بوركينا فاسو 1998، والثلاثية التاريخية الذي حققها منتخب مصر 2006 ،2008، 2010 في حراسة «السد العالي» عصام الحضري.
وبخلاف بطولات إفريقيا، تألق بعض الحراس في محافل رياضية كبرى، مثل أحمد شوبير في كأس العالم 1990، ومحمد الشناوي في كأس العالم 2018، والذي كان مشاركته على حساب عصام الحضري مفاجآة من العيار الثقيل، لكنه أكد الرؤية الثاقبة لأحمد ناجي مدرب حراس مصر بذلك التوقيت، بعدما قدم مستويات رائعة، وحصل على جائزة أفضل لاعب في مباراة «الفراعنة» ضد أوروجواي، على الرغم من الخسارة القاتلة أمام «السيليستي».
لكن بخلاف التألق في المباريات والتتويجات، صادف الحظ السيء بعض الحراس مثل أحمد الشناوي وشريف إكرامي في نسخة أمم إفريقيا 2017، ومحمد الشناوي في نسختي 2021، و2023 الجارية الآن في كوت ديفوار.
نسخة 2017 وتألق الحضري
شريف إكرامي، حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر، الذي كان في الترتيب الأول لحراس «الفراعنة» في كأس الأمم الإفريقية 2017، منعته الإصابة من المشاركة في البطولة، بعدما شعر بآلام في العضلة الخلفية خلال المران الأول للفريق بالجابون، ليفشل الحارس في إكمال المران رفقة لاعبيه، ويغيب عن مباراة مصر الأولى في البطولة الإفريقية أمام مالي.
وعوض أحمد الشناوي غياب شريف إكرامي في مواجهة مالي، لكن لم تأتي الرياح كما اشتهت السفن المصرية، ليتعرض حارس الزمالك في ذلك التوقيت للإصابة خلال الشوط الأول من مباراة منتخب مصر أمام مالي، حيث لم يستطع الحارس إكمال اللقاء بسبب آلام الإصابة، وشارك بدلًا منه عصام الحضري.
وابتسم الحظ لعصام الحضري الذي حل بديلًا لأحمد الشناوي خلال مباراة مصر ومالي، ليصبح بذلك أكبر لاعب سنًا يخوض البطولة القارية عمره 44 عامًا ويومين، ويحطم الرقم السابق الذي كان بحوزة مواطنه حسام حسن الذي شارك في نسخة 2006 وهو يبلغ من العمر 39 عامًا وخمسة أشهر و24 يومًا.
نسخة 2021 وبزوغ نجم أبوجبل
بدأ محمد الشناوي بطولة كأس الأمم الإفريقية 2021 أساسيًا وتألق في حراسة عرين «الفراعنة» بدور المجموعات، قبل أن يسقط حارس الأهلي أسيرًا في يد الإصابة التي تعرض لها خلال مواجهة كوت ديفوار في دور ال16 من «الكان»، ليضع عصام الحضري مدرب حراس مصر في ذلك الحين في ورطة، ويغيب عن باقي المباريات حينها، لكن محمد أبوجبل، الذي حل مكانه تحمل المسؤولية وأثبت قدراته على تحمل هذه المسؤلية الكبيرة، ليكون حديث الساعة في مصر بذلك التوقيت، بعدما قاد «الفراعنة» لبلوغ المباراة النهائية، قبل أن يخسر المنتخب اللقب في مباراة درامية أمام السنغال بركلات الترجيح.
نسخة 2023 وانتكاسة محمد الشناوي
بعد أقل من عامين على نسخة 2021، تكرر السيناريو ذاته، مع محمد الشناوي الذي قاد تشكيل منتخب مصر في مباريات دور المجموعات كاملة، قبل أن يتعرض لإصابة قوية على مستوى الكتف في الدقيقة الآخيرة من مباراة الرأس الأخضر بالجولة الثالثة من مجموعات «الكان»، ليشارك محمد أبوجبل الذي ظل محافظًا على مركزه كحارس ثان لمنتخب مصر وهو ما أدخل شعور الطمأنينة على نفوس المشجعين، لكنه خلف العديد من التسائلات، أهمهما، هل يكرر أبوجبل سيناريو 2021 ويقود الفراعنة للمباراة النهائية مرة آخرى ويدون اسمه من ذهب في خانة حراس مصر الكبار؟