سمير فرج: توقعات مسبقة بشأن معركة البحر الأحمر.. وإيران أساس المشكلة

قصفت قوات أمريكية وبريطانية فجر أول أمس الجمعة، عدة أهداف لجماعة الحوثيين في اليمن، في محاولة منها لتعطيل قدرة الحوثيين على وقف هجومها على التجارة البحرية عبر البحر الأحمر، والذي يعد أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
من جهته، أكد اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، أن هناك توقعات مسبقة بشأن معركة قادمة في منطقة البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن إيران هي أساس المشكلة بسبب أذرعها في المنطقة العربية.
وأضاف سمير فرج في مداخلة هاتفية له مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد، أن هناك 40% من حركة التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر مرورًا بقناة السويس ومضيق باب المندب، منها 23 ألف سفينة سنويًا يعبرون من قناة السويس، ويتم إدخال نحو 6.2 مليون برميل يوميًا من خلال مضيق باب المندب.
وتابع: مثلث المضايق في المنطقة العربية - قناة السويس ومضيق هرمز ومضيق باب المندب- يتحكمون في حركة التجارة العالمية، لافتًا أن الحوثيون التابعون لإيران اعترضوا سفن تمر من البحر الأحمر من خلال هجمات جوية لمنع عبور السفن إلى الموانئ الإسرائيلية، حيث إن الحوثيون يسيطرون على باب المندب في الوقت الحالي.
وأوضح سمير فرج، أن الغارات الجوية التي شنتها أمريكا وبريطانيا على مواقع الحوثيين في اليمن، قصفت الرادارات ومواقع الصواريخ والذخيرة في اليمن، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت الحوثيين قبل شن ضرباتها العسكرية في اليمن، موضحًا أن هذه الخطوة ذكاء من أمريكا، لأنها لا تريد أن تستهدف المدنيين وهدفها من هذه العمليات مخازن الذخيرة والمعدات.
وأضاف سمير فرج، أن أمريكا استخدمت أحدث الأسلحة والصواريخ في ضرب الحوثيين، موضحًا أن قبرص لم تشارك كدولة في قصف الحوثيين وإنما تحركت الطائرات من قاعدة لديها، موضحًا أن بايدن "رئيس أمريكا" وصف الحوثيين بالتنظيم الإرهابي رغم إلغاءه الوصف من قبل، موضحًا أن الأمر سينتهي خلال أسبوعين بالأكثر مع جماعة الحوثيين.
وأشار سمير فرج إلى أن إيران لن تدخل حرب ضد أمريكا وبريطانيا، ولكنها تحرك أذرعها في المنطقة، لإيصال رسالة للولايات المتحدة تحذير حالة رغبة الأخيرة ضرب الأسلحة النووية في المنطقة، وما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر لا علاقة له بما يحدث في قطاع غزة، مشيرًا إلى هناك أكثر من 2000 رحلة غيرت وجهتها من البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وأردف أن تغيير هذه السفن وجهتها البحرية لطريق رأس رجاء الصالح يمثل زيادة في أسعار التأمين، كما أن هذا الطريق خطير ولا يوجد تأمين كامل لمرور هذه الشاحنات، كما أن مصر لم تتضرر بمفردها من تغيير هذه السفن طريقها البحري إلى رأس رجاء الصالح.
ونوه فرج إلى أن مصر رفضت الانضمام في التحالف الدولي لمواجهة الحوثيين في البحر الأحمر، معقبًا: «مصر ترفض الدخول في أي تحالفات عسكرية»، موضحًا أن مصر تشارك في قوة المهام المشتركة "153" لحماية البحر الأحمر.
وأكد المفكر الاستراتيجي أن اليمن هي التي تسيطر على مضيق باب المندب، وبالتالي جماعة الحوثيين تسيطر على باب المندب الآن.
وبحسب سمير فرج فأن هناك أنواع العمليات العسكرية عبارة عن «دفاعية- تعرضية- هجومية»، وما نشاهده في البحر الأحمر يمر بهذه المراحل الثالثة تبدأ بالدفاعية ثم تعرضية ثم هجومية، كما أن أمريكا وبريطانيا نفذتا غارات جوية تستهدف مواقع عسكرية لجماعة الحوثيين.
واستطرد سمير فرج: أمريكا تضرب أهداف الحوثيين فجرا، حتى لا تتعرض للهجوم دوليا وخوفا من المحاسبة، ومثلما تفعل إسرائيل بحق المدنيين في غزة.
واختتم حديثه قائلًا: «رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، أجرى اتصال هاتفي مع الرئيس السيسي، لإخباره بوجود عملية عسكرية في اليمن، تستهدف مواقع عسكرية لجماعة الحوثيين، وهذا يدل على مكانة وقيمة مصر»، مردفًا: «نحن على علم بهذه العملية قبل حدوثها ب 5 ساعات».