تستعد كوت ديفوار لاستضافة النسخة 34 من كأس أمم أفريقيا، للمرة الثانية في تاريخها بعد مرور 40 عاما على التنظيم الأول للبطولة القارية في ساحل العاج. وبدأ العد التنازلي لإطلاق صافرة بداية البطولة مع المواجهة المرتقبة بين أصحاب الأرض وغينيا بيساو يوم السبت 13 يناير. وقد خصّص البلد المضيف نحو 20 ألف متطوع من الشباب و17 ألف فرد من الشرطة و2500 مشرف طوال المنافسة، حيث يتوقع المنظمون قدوم نحو 1.5 مليون زائر، خاصة من دول مالي وبوركينا فاسو وغينيا وغانا، الدول المجاوة لساحل العاج. وسبق أن احتضنت كوت ديفوار البطولة القارية مرة واحدة فقط في تاريخها، وكان ذلك عام 1984، في فترة كانت تقتصر المشاركة على 8 منتخبات فقط، عكس نظام البطولة القادمة«24 منتخبا». وتزينت العاصمة الاقتصادية ابيدجان بالبالونات البيضاء التي تحمل شعار «أكوابا» (أهلا وسهلاً بلغة أكان)، على الجسر المؤدي إلى منطقة «لو بلاتو»، حيث تنتشر اللوحات الإعلانية بصور لاعبي «الفيلة». كما يعرض التجار الذين اعتادوا بيع التماثيل والأقنعة والأقمشة، نسخا مقلّدة لقميص منتخب كوت ديفوار الذي يُباع بنحو 10 يورو، إلى جانب سلعهم في الأيام الأخيرة. ومن المتوقع أن تقيم المنتخبات ال24 في 5 مدن، بالإضافة إلى أبيدجان وملعبيها، وسيتم توزيع الفرق بين العاصمة السياسية ياموسوكرو، ومدينة بواكي الكبيرة، وميناء سان بيدرو جنوب غربي البلاد، وكورهوجو في الشمال. وأعلن الرئيس الحسن واتارا خلال خطابه بمناسبة العام الجديد: «دعونا نحشد جهودنا لجعل هذه الدورة بمثابة احتفال عظيم بالشباب وكرم ضيافة كوت ديفوار والأخوة الأفريقية». وتُولي كوت ديفوار أولوية مطلقة لتنظيم حدث استثنائي، باعتبار أنّه يُشكّل فرصة وجسر عبور نحو تنمية البلاد. وأظهرت الحكومة استعدادا لإنفاق ما يلزم لضمان نجاح الحدث، حيث استثمرت 1.5 مليار دولار أميركي تقريبا. بالإضافة إلى الملاعب الستة التي بُنيت أو جُدّدت، تم إنشاء الطرق وتشييد الجسور والفنادق ومدن كأس الأمم الأفريقية لإقامة الفرق خلال السنوات الأخيرة، وتضاعف العمل على نحو كبير خلال الفترة الأخيرة قبل نهاية عام 2023. وتأمل جماهير كوت ديفوار أن تبتسم العروس الأفريقية لمنتخب الأفيال بالوصول للمباراة النهائية المقررة في 11 فبراير المقبل، وأن يظفر منتخب بلادهم باللقب للمرة الثالثة في تاريخه بعد ان سبق وفاز بنسختي 1992 و2015. وقد أوقعت القرعة منتخب البلد المضيف بالمجموعة الأولى، في مواجهة كل من نيجيرياوغينيا الاستوائية وغينيا بيساو، حيث يستهل الفريق الملقب ب«الأفيال» مشواره بمواجهة غينيا الاستوائية في مباراة الافتتاح على ملعب «الحسن واتارا» في أبيدجان يوم 13 يناير الحالي. وبعد 5 أيام من الافتتاح، يواجه الفريق الإيفواري نظيره النيجيري على ذات الملعب، على أن يختتم دور المجموعات بمواجهة غينيا الاستوائية يوم 22 من الشهر ذاته. ويشارك منتخب كوت ديفوار في البطولة للمرة ال25 في تاريخه، و يحتل حاليا المركز رقم 49 عالميا في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) للمنتخبات، وتبلغ قيمته التسويقية 329.98 مليون يورو. فيما يتصدر عثمان ديوماندي، مدافع سبورتنج لشبونة البرتغالي، قائمة أعلى لاعبي الفريق قيمة تسويقية بمبلغ 40 مليون يورو، متفوقا على أقرب ملاحقيه أوديون كونسو، مدافع باير ليفركوزن الألماني، الذي تبلغ قيمته 35 مليون يورو. كما يضم المنتخب الإيفواري كوكبة من النجوم ، يأتي على رأسهم سيباستيان هالر نجم بوروسيا دورتموند الألماني، ولاعب الوسط فرانك كيسيه، لاعب أهلي جدة السعودي، وكريستيان كوامي، مهاجم فيورنتينا الإيطالي. كما يبرز اسم سيرجي أورييه، قائد الفريق، مدافع نوتنجهام فورست الإنجليزي، الذي سبق له اللعب في تولوز وباريس سان جيرمان في فرنسا وتوتنهام الإنجليزي وفياريال الإسباني.
