بعد إدانته بالتجسس.. إيران تنفذ حكما بالإعدام بحق «عميل للموساد» (القصة الكاملة)

بعد إدانته بعدة تهم منها، «التواصل مع أجهزة أجنبية، منها الموساد، وتعمد جمع معلومات سرية، بالإضافة إلى التعاون مع متواطئين للإضرار بالجمهورية، وتقديم وثائق إلى أجهزة أجنبية»، نفذت الجهات المختصة في إيران، اليوم السبت، حكما بالإعدام بحق عميل «لم يذكر اسمه»، لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد»، وذلك في سجن زاهدان بإقليم سستان وبلوخستان.
ففي إبريل عام 2022، بدأت السلطات المعنية فى إيران التحقيق مع 3 أشخاص «مدنيين»، على خلفية تواصلهم مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد»، في قضية «التجسس»، وفق ما كشفت وكالة أنباء «إيرنا» الرسمية في إيران.
تقديم وثائق إلى «جهات أجنبية»
وأوضحت «إيرنا» في بيان: «تواصل هذا الشخص مع أجهزة أجنبية، منها الموساد، وعمد إلى جمع معلومات سرية، بالإضافة إلى تعاونه مع متواطئين يهدفوا إلى الإضرارا بالجمهورية الإيرانية، وكذلك قدم وثائق إلى أجهزة أجنبية منها الموساد».
وأشار البيان إلى إن المتهم، سلم بالفعل معلومات سرية إلى ضابط في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية – الموساد- بهدف الترويج لجماعات ومنظمات معارضة للجمهورية الإسلامية، لافتا إلى أن طلبا قدم من أجل الاستئناف بحق الحكم الصادر ضد العميل إلا أن طلب الاستئناف قوبل بالرفض.
إيران والقبض على «شبكة جواسيس»
قال رضا طلائي، المتحدث باسم وزارة الدفاع، إن سبب مؤامرات النظام الصهيوني المختلفة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن ردعنا يأتي من صناعتنا الدفاعية، وقوتنا الصاروخية، ومكونات أخرى من سلطتنا، وهي نفس المجالات التي تمكنا فيها من تحويل الاعتماد منذ 45 عامًا إلى الاعتماد على الذات لأكثر من 90٪ من صناعة الدفاع اليوم، ولهذا السبب لا يقف الأعداء مكتوفي الأيدي لإضعاف هذه السلطة وتدميرها.
وأضاف المتحدث، أن النظام الصهيوني وشبكة دعمه لديهم دوافع تجاه مثل هذه القضايا لأنهم يعلمون أن قوة الردع الإيرانية وتفوقها سيكونان حاسمين في تحييد تهديدات أعدائنا، لذا؛ إنهم يريدون إضعاف قوة الردع هذه. وبالتوازي مع التقدم التقني والتكنولوجي والصناعي والإنتاجي الذي نحققه من خلال الاعتماد على العلماء والنخب، يجب علينا أيضًا حماية وتأمين المعلومات الخاصة بأصولنا وقوتنا العسكرية.
وبحسب وكالة فارس للأنباء، فإن حماية المعلومات التي تقوم بها وزارة الدفاع بمساعدة مجتمع استخبارات البلاد لها مهمة في هذا المجال ويجب أن تهتم بالتوازي مع كل تقدم يتم تحقيقه حتى لا تتأثر هذه التطورات بنفوذ وتخريب وتصرفات العدو، سواء بمحاولة تعطيلها أو إلحاق أي ضرر بها لانحرافها عن مسارها في الدفاع عن البلاد».
يشار إلى أنه في ديسمبر 2022، أعدمت إيران شنقاً أربعة أشخاص بعد إدانتهم بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، حيث تتهم طهران إسرائيل بتنفيذ هجمات تخريب واغتيالات تستهدف برنامجها النووي.
بينما تتهم الولايات المتحدة وإسرائيل إيران بشن هجمات صاروخية وبمسيرات تستهدف القوات الأمريكية وسفن مرتبطة بإسرائيل في الخليج.
تحتل المركز الثاني عالميا بعد الصين في «الإعدام»
من جهتها، تؤكد مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان منها منظمة العفو الدولية، أن إيران تحتل المركز الثاني عالميا بعد الصين لجهة أحكام الإعدام المنفذة.
وفي تقرير صادر نوفمبر الماضي، أفادت منظمة «حقوق الإنسان في إيران»، ومقرها النرويج، بأن الجمهورية الإسلامية أعدمت أكثر من 600 شخص منذ مطلع العام، في أكبر عدد من الإعدامات خلال 8 سنوات.