توقيع أمر شراء الوقود النووي لمحطة الضبعة النووية    التنمية المحلية: انطلاق مؤتمر إصلاح وتمكين الإدارة المحلية 27 نوفمبر لعرض إنجازات برنامج تنمية الصعيد    قناة السويس تمد العمل بتخفيضات رسوم عبور عدة أنواع من السفن حتى يونيو 2026    البورصة المصرية تربح 4 مليارات جنيه بختام تعاملات الأربعاء 19 نوفمبر 2025    فقدان التفوق الجوي.. مخاوف إسرائيلية من بيع واشنطن إف 35 للسعودية    ترتيب الدوري المصري الممتاز قبل انطلاق الجولة الرابعة عشر    الإسماعيلي ينفي شائعات طلب فتح القيد الاستثنائي مع الفيفا    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأنجولي سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية    أمين مجلس الجامعات الأجنبية: استكمال القرارات الجمهورية ل 11 فرعا و10 طلبات قيد الدراسة    ارتفاعات وشيكة في أسعار الذهب.. اشتري قبل فوات الأوان    بعثة زيسكو الزامبي تصل القاهرة الخميس لمواجهة الزمالك    عمرو عثمان: أكثر من 13717 نشاطا توعويا لمكافحة الإدمان بمحافظات الجمهورية    الطقس غدا.. ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة خطيرة صباحاً والعظمى بالقاهرة 29    الفنان محمد صبحي يغادر المستشفى بعد تعافيه ويعود إلى منزله    عمرو مصطفى يطمئن على تامر حسني: ربنا يشفيك ويعدي الوجع بسرعة    معرض رمسيس وذهب الفراعنة في طوكيو.. الأعلى للثقافة: دليل على تقدير اليابان لحضارتنا    فيلم بنات الباشا المقتبس عن رواية دار الشروق يُضيء شاشة مهرجان القاهرة السينمائي    وزير الصحة: دول منظمة D-8 تعتمد إعلان القاهرة لتعزيز التعاون الصحي المشترك    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    اسعار كرتونه البيض للمستهلك اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي العاشر لأدب الطفل تحت عنوان "روايات النشء واليافعين" بدار الكتب    حقيقة عودة كهربا إلى الأهلي في يناير    وصفات طبيعية لعلاج آلام البطن للأطفال، حلول آمنة وفعّالة من البيت    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المديرة التنفيذية ل«جرينبيس الشرق الأوسط» ل«المصري اليوم»: لن نحقق العدالة المناخية إلاّ بقطع الطريق أمام الوقود الأحفوري
نشر في المصري اليوم يوم 16 - 12 - 2023

يمثل التغير المناخي تحديا كبيرا يواجه الكوكب والبشر، التأثير على الكوكب يعني تضرر البشر بشكل مباشر، لذا تشهد الفترة الحالية انتفاضة ضد التعامل برعونة مع التغير المناخي والتحذيرات التي تطلقها المنظمات والهيئات التي تصب اهتماما على التوعية والتحذير من مغبة التغيرات المناخية التي عاجلا أم اجلا سوف تلحق بالضرر على الجميع وتعد خطرا حقيقي وملموس على المجتمعات الأكثر ضعفا وفقرا، لذا كانت «جرينبيس الشرق الاوسط وشمال افريقيا» حاضرة في مؤتمر cop28 للتأكيد على تحذيراتها من الصمت والتجاهل تجاه قضية التغير المناخي.
حاورت «المصري اليوم» غوي النكت، المديرة التنفيذية ل«جرينبيس الشرق الأوسط»، للتعرف أكثر وعن قرب عن وجهة نظر المنظمة في التحرك الدولي وخاصة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تجاه القضايا الخاصة بالتغير المناخي وتداعياته على حياة الشعوب والبشر.
حدثينا عن أهداف منظمة جرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والدور الذي تلعبه في نشر الثقافة الخضراء؟
لقد نشأت جرينبيس الشرق الأوسط للعمل من أجل الدفع نحو مستقبل أكثر خضرة واستدامة وأكثر إنصافًا وعدلًا، تُقدّم المنظمة الحلول للمشاكل البيئية الرئيسية التي تعاني منها منطقتنا، وبخاصّة حالة الطوارئ المناخية، ومن خلال عملنا، نتعاون مع صنّاع القرار، الشباب والمجتمع المدني المحلي، لمواجهة التحديات البيئية والمناخية، وبخاصّة حالة الطوارئ المناخية، ونعمل على تطوير حلول مستدامة تساعد على تحقيق التنمية العادلة والشاملة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونُركّز في عملنا بشكل خاص على تعزيز الانتقال العادل للطاقة، حيث نقوم بتوفير منصات للحوار والتعاون مع الحكومات والمجتمع المدني والخبراء لتطوير سياسات واستراتيجيات الطاقة المستدامة.
إنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي موطننا، ونحن نهتم بشدة بشعوبها ومجتمعاتها والتحديات المناخية والبيئية الفريدة والمُلحّة التي تواجهها، فضلاً عن الحلول التي تقدمها لإحداث تغيير إيجابي ودائم. لذلك، يتركّز جزءٌ كبيرٌ من عملنا على بناء صلة وصل بين حركة المناخ العالمية وصانعي السياسات على المستوى المحلي.
وإيماناً منّا بالمسؤولية الجماعية، نحنُ على يقين أنّه من الممكن أن نحافظ معاً على تنوّع الثروات الطبيعية التي تغتني بها منطقتنا وعلى تعدّدية مجتمعاتنا المحلية لتعيش أجيال المستقبل بكرامة وسلام على كوكب عادل ومستدام. لذلك نعمل في جرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفق نهج تعاوني إبداعي خلاّق لتقليص الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الأزمة المناخية العالمية، ونشجّع على إيجاد الحلول المبتكرة في إطار محلي لتمكين مجتمعاتنا من الازدهار والعيش بانسجام مع البيئة التي تحتضنهم.
ما هي رسالة جرينبيس للمشاركين في مؤتمر الأطراف؟
تُعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من بين المناطق الأكثر عرضة للتأثيرات السلبية لتغير المناخ على مستوى العالم، وذلك بسبب التحديات الجغرافية والبيئية الخاصة بالمنطقة، مثل الجفاف المتزايد، وندرة المياه، والتغييرات الجذرية في الأنماط الجوية، التي تُحمّل هذه الدول أعباء كبيرة بالفعل. لذلك، يُشكّل مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (cop28) فرصة ذهبية لنا كدول متضررة في المنطقة، واختبارًا مفصليًا لاتّفاق باريس من أجل مواجهة الحقائق، وتصحيح المسار، وتوفير فرصة حقيقية لتنفيذ الحلول.
وبنهايةِ عامٍ قاس شهدنا فيه تسجيل درجات حرارة قياسية ومقتل الآلاف جراء الفيضانات في ليبيا، وانتشار الحرائق الغابات في كل من والجزائر وسوريا وتونس ولبنان، نحن الآن في سباقٍ زمني مع أزمة المناخ التي تسير بخطىً سريعة، لذا يتعيّن على قادة العالم أن يتحركوا بأسرع ما يمكن.
حان وقت التخلّص التدريجي والعادل من جميع أنواع الوقود الأحفوري، بما في ذلك النفط والغاز والفحم، وهو ما يجب أن يكون الطموح المشترك لرئاسة المؤتمر والجميعن ونعلم تماماً أن تحقيق ذلك يمثل تحديات، فإننا نؤمن أيضاً بأنه هدفاً قابلاً للتحقق – على أن يكون سريعاً ومنصفاً – لتحقيق التحول إلى مصادر الطاقة المتجدّدة، المفتاح لهذا هو التميز الذي بموجبه تسير الدول المتقدمة أولاً وبأسرع وتيرة- وأن توافق على حزمة تمويل شاملة للدول الفقيرة التي تحتاج إلى دعم الانتقال إلى مستقبل يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة والتعامل مع تصاعد تأثيرات التغير المناخي، إضافةً إلى ذلك، نحن بحاجة إلى حزمة تمويل موثوقة تتضمّن تفعيل صندوق جديد للخسائر والأضرار، وخطوات فاعلة تُلزم الملوّثين التاريخين بدفع ثمن الدمار المناخي والأضرار التي تسبّبوا بها.
إنّ الحلول في متناول اليد وجاهزة، لذا لا يوجد أيّ سببٍ يمنع الحكومات من حل هذه الأزمة في الوقت الراهن، فنحن بحاجة إلى قرارات جريئة وحكيمة تضع مستقبل الكوكب والأجيال القادمة فوق كل اعتبار.
ما أبرز القضايا التي سعت جرينبيس للضغط عليها في مؤتمر cop28؟
في وقت تنال المجتمعات الأكثر ضعفاً النصيب الأكبر من تداعيات التغيّر المناخي القاتل، كّل يومٍ يمرّ دون تغيير حقيقي هو بمثابة حكم بالأشغال الشاقة أو حتى بالموت لهذه المجتمعات، وإنهاء هذه المعاناة يأتي في صلب العدالة المناخية.
لذلك، رفعنا الصوت عالياً وطالبنا بأن يتخذ قادة العالم القرار الجريء والحاسم لإنهاء خطط توسيع إنتاج واستخدام الفحم والنفط والغاز وتسريع التخلص التدريجي والمنظم والمُنصف من الوقود الأحفوري والتحول التدريجي إلى الطاقة المتجددة.
كما تحدثنا مراراً عن ضرورة أن يفضي التقييم العالمي إلى نتائج تفتح الباب أمام إجراءات تحويلية للحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية والاستجابة للتأثيرات المناخية المتزايدة، ومن المؤكد أنّ النجاح لا يمكن أن يكون ممكناً إلا من خلال حزمة تمويل موثوقة تتناسب مع احتياجات العالم الحقيقي، تتضمّن تمويلاً كافياً ومستداماً لصندوق جديد للخسائر والأضرار، وتقودنا نحو إلزام الملوّثين التاريخيين بدفع ثمن الدمار المناخي والأضرار التي تسبّبوا بها.
ما هي التحديات التي واجهتكم في هذا المؤتمر؟
نُوافق في منظمة جرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رئاسة مؤتمر الأطراف على أنّ التقليص التدريجي في الاعتماد على الوقود الأحفوري أمرٌ لا مفرّ منه وأساسي، لكننا مُقتنعون بأنّ الطموح المُشترك لقمّة المناخ ينبغي أن يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك وأن يشمل التخلّص التدريجي والعادل (وليس مُجرّد التخفيض التدريجي) من جميع أنواع الوقود الأحفوري، بما في ذلك النفط والغاز والفحم.
وفي وقت نُدرك أنّ هذا الأمر يُمثّل تحدياً حقيقياً، وبخاصة للبلدان التي تعتمد اقتصاداتها بشكلٍ كبيرٍ على إنتاج النفط والغاز، فإنّ هذا التحدّي المُتمثّل في جعل التحوّل إلى أنظمة الطاقة الخالية من الوقود الأحفوري عادلاً هو أمرٌ يجب علينا أن نتقبّله بكلّ شجاعة وطموح وابتكار.
في المقابل، يجب أن يسعى جدول أعمال مؤتمر الأطراف الطموح إلى توحيد جميع الفاعلين والمعنيين، بدءًا من الحكومات والشركات وصولاً إلى المجتمع المدني، والشباب، والنساء والمجتمعات الأصلية والضعيفة عبر بذل جهودٍ مشتركة لتحقيق تقدم شاملٍ يجمع الجميع، باتجاه العمل المناخي الحقيقي.
ما هي الأنشطة نظمتها جرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤتمر الأطراف؟
نسعى جاهدين في جرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تمكين شباب المنطقة، وضمان سماع أصواتهم على طاولة المفاوضات في مؤتمر الأطراف، وبعد أن استطاع مخيّم العدالة المناخية الأخير في لبنان أن يجمع شباب الجنوب العالمي المُندفع، وقالوا في رسالتهم لقد حان وقت العمل والتحرّك! لذا إيماناً منّا بدور الشباب في العمل المناخي، أرسلنا مرّة أخرى وفداً من الشباب إلى مؤتمر الأطراف، الذين يُمثلون المجتمعات الأكثر تضرراً في منطقتنا، من العراق والمغرب وتونس إلى الأردن ولبنان، الفلبين وكينيا. وقد قاد وفد الشباب النقاشات المفتوحة خلال مشاركتهم في عدد من الفعاليات.
لقد أطلقنا أيضاً معرض «رؤى المستقبل» الذي أتى استراتيجياً ليتزامن مع رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف (cop28). ويتصوّر هذا المعرض مستقبلًا بديلًا لدولة الإمارات العربية المتحدة تمّ تطويره انطلاقاً من رؤية الشباب بالتعاون مع ثلاثة فنانين يقومون بتحويل رؤيتهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وكجزء من عمل جرينبيس لتعزيز النقاش في مؤتمر الأطراف الحالي بشأن تحول دولة الإمارات إلى الطاقة المتجددة، أطلقنا بالشراكة مع جامعة أبوظبي في دبي دعوة لتقديم أوراق بحثية أكاديمية تستكشف الآفاق التحويلية لقطاع الطاقة والاقتصادن بعد التقييم الدقيق لأكثر من 70 ورقة بحثية، تسلّم المشاركون الفائزون جوائزهم، ويقام حفل توزيع الجوائز في المؤتمر الدولي لمستقبل أكثر استدامة (ICASF) الذي يعقد في دبي هذا الأسبوع، وقد تم اختيار الفائزين بسبب رؤاهم البديلة التي تضع رفاه الإنسان ورخائه فوق الربح والنمو.
وقد شارك تحالف «أمة لأجل الأرض» في استضافة ست فعاليات مختلفة في مؤتمر الأطراف هذا العام، منها خمسة تقام داخل «جناح الإيمان»، تتناول هذه الفعاليات العمل المناخي من وجهة نظر دينية، وتركّز على مجموعة متنوعة من المسائل بما في ذلك التمويل الإسلامي المناخي، ندرة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أماكن العبادة الخالية من الوقود الأحفوري، تطويع التنوع لمستقبل مستدام، استعادة المساحات الطبيعية والحلول البيئية، والعادات الرمضانية الخضراء.
ما هي رسالتكم في مؤتمر الأطراف؟
للأسف، شارفت أزمة المناخ على مراحل لا يمكن العودة منها، والأشخاص الذين يفتقرون إلى أدنى المقومات للدفاع عن أنفسهم يعيشون في صراع مستمر من أجل البقاء: المزارعون الذين يشهدون فشل محاصيلهم، البدو الرّحل في الصحراء الذين تختفي واحاتهم، نساء المجتمع الأهواري في أهوار جنوب العراق اللواتي دُمّرت سبل عيشهنّ بسبب الجفاف.
لذا حان الوقت لقادة الدول ورؤساء الحكومات المجتمعين في مؤتمر الأطراف بنسخته الثامنة والعشرين أن يتخذوا إجراءات جماعية جريئة، سريعة ومُلزمة تحدّ من سطوة كبار الملوّثين على مستقبل البشرية، وبالتالي من الاحترار العالمي، إذا استطعنا أن نصل إلى اتفاقٍ على التخلص التدريجي والعادل من كل أشكال الوقود الأحفوري في نص قرار المؤتمر، فإنّ قمّة المناخ ستكون شهادة حقيقية وإنجاز تاريخي غير مسبوق في العمل المناخي العالمي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة. وهذا الأمر لا يتطلّب سوى جهداً جماعياً ورؤية مشتركة لمستقبلٍ مستدامٍ وعادلٍ للجميع.
ما هي أهم الإنجازات والمكاسب التي وصلنا إليها في مؤتمر cop28؟
نجحت رئاسة مؤتمر الأطراف (cop28) في دولة الإمارات العربية المتحدّة في تحقيق عدد من الإنجازات والقرارات البارزة خلال الأيام الأولى على انطلاقه، بما يمكن وصفه بداية قوية ومفعمة بالأمل، وخصوصًا في المجالات الرئيسية كالتمويل المناخي والتحوّل إلى الطاقة المتجدّدة.
على خلفية الإجماع التاريخي الذي تمّ التوصل إليه في اليوم الأوّل من مؤتمر الأطراف القائم على تفعيل صندوق الخسائر والأضرار الجديد، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدّة مساهمتها بمبلغ 100 مليون دولار، ممّا حدد مسار إجمالي التعهدات التي وصلت الآن إلى أكثر من 700 مليون دولار.
أمّا بالنسبة لمسألة الوقود الأحفوري، فلا نزال نحتاج إلى إحراز تقدمٍ ملموسٍ في هذا السياق. فالبرغم من أنّ الدعوة المُشتركة لرئاسة مؤتمر الأطراف (cop28 ( ووكالة الطاقة الدولية (iea) شكّلت خطوةً بالغة الأهمية ومهّدت الطريق نحو التخفيض التدريجي للوقود الأحفوري خلال هذا العقد بما لا يتخطّى عتبة 1.5 درجة مئوية، إلا أنّنا نحتاج إلى إلتزام بالتخلّص التدريجي العادل والكامل من كل أنواع الوقود الأحفوري، من المُؤكد أنّ التركيز على التخفيض التدريجي خلال هذا العقد يُشكّل نقطة البداية فقط لما يتوّجب علينا القيام به.
ومن المهم أن يُشكّل مقدمة لالتزامٍ شاملٍ أكثر- وهو التخلّص التدريجي العادل والكامل من كل أنواع الوقود الأحفوري بحلول منتصف القرن، بما في ذلك النفط والغاز والفحم. مع العلم أنّ التحرّك في هذا العقد تحديداً يُعتبر أمراً مهما جداً، ولا يمكن أن يكون طوعياً على الإطلاق. ومن غير الممكن أن يُفسح المجال لمشاريع نفط وغاز جديدة.
في المقابل، كان هناك تقدماً على صعيد مجال الطاقة النظيفة، حيث وقّعت أكثر من 120 دولة تعهّدًا يهدف إلى مضاعفة قدرات الطاقات المتجددة في العالم ثلاث مرات ومضاعفة وتيرة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030 – بما في ذلك ثمانية دول من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الإمارات العربية المتحدة، ولبنان، واليمن، وتونس، والمغرب، وسوريا، وعمان والأردن. مع العلم أنّ المملكة العربية السعودية كانت من أبرز الدول التي امتنعت عن التصويت، بالإضافة إلى الصين والهند.
ماذا عن الإتفاق المتعلٌق بصندوق الخسائر والأضرار؟
لقد رحّبنا في جرينبيس بالاتفاق المتعلّق بصندوق الخسائر والأضرار فعلى الرغم من أنّه ليس مثالياً، إلا أنه خطوة أولية حيوية من أجل ضمان حصول المجتمعات المُتضررة على الدعم الذي تحتاجه بشدّة، كما رحبت بالمبلغ الذي تعهدت به دولة الإمارات العربية المتحدة للصندوق، ال100 مليون دولار وقد وصلت قيمة المساهمات إلى أكثر من 700 مليار دولار.
في وقت سيكون لكل مُساهمة مالية أثراً كبيراً على المجتمعات التي تُعاني من آثار تغيّر المناخ، يتعيّن على البلدان المتقدمة الغنيّة أن تُقدم مساهمات كبيرة للصندوق الجديد، ويجب إلزام الصناعات المُلوّثة أن تدفع أيضاً.
لكن في المقابل تبقى هذه التعهدات تزال بعيدة جداً عن تغطية احتياجات البلدان النامية التي تقدر بأكثر من 400 مليار دولار، كما أنّ تفعيل صندوق الخسائر والأضرار بالكامل وتأمين استدامته، يُعتبر مسألة أساسية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعدالة المناخية – ومن المهم هنا أن يتم تقديم هذه الأموال على شكل منح، وتأمين التمويل اللازم وليس على شكل قروض منعاً لزيادة الأعباء على البلدان التي تُعاني بالأصل من تحديات ومشاكل اقتصادية.
ما هي أهم الإنجازات والمكاسب التي حققها هذا المؤتمر؟
أهم الإنجازات تفعيل صندوق الخسائر والأضرار، حيث تعّهدت الدول بتقديم أكثر من 700 مليون دولار لصندوق التمويل الجديد، وهي مساهمات سيكون لها أثر كبير على حياة المجتمعات المُستضعفة والمتضرّرة من الكوارث المناخية. والآن، سننتظر لنرى ما إذا كانت الدول الأكثر ثراءً والمسؤولة عن أزمة المناخ ستأخذ مسؤولياتها على محمل الجد وتوفر الموارد اللازمة للصندوق.
وكان هناك تقدماً على صعيد مجال الطاقة النظيفة، حيث وقّعت أكثر من 120 دولة تعهّدًا يهدف إلى مضاعفة قدرات الطاقات المتجددة في العالم ثلاث مرات ومضاعفة وتيرة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030 – بما في ذلك ثمانية دول من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الإمارات العربية المتحدة، ولبنان، واليمن، وتونس، والمغرب، وسوريا، وعمان والأردن. مع العلم أنّ المملكة العربية السعودية كانت من أبرز الدول التي امتنعت عن التصويت، بالإضافة إلى الصين والهند.
وقد اختُتم المؤتمر باعترافٍ نهائي ولأول مرة بالحاجة إلى الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري بطريقة عادلة وذلك لتحقيق صافي الصفر بحلول عام 2050 بما يتماشى مع العلم، لكن المجتمعات التي تقف في الخطوط الأمامية المواجِهة لأزمة المناخ تحتاج إلى أكثر من ذلك، يجب أن تلتمس هذه المجتمعات التزاماً ثابتاً وحازماً بالتخلص التدريجي السريع والمنصف والمموّل بشكلٍ جيد من جميع أنواع الوقود الأحفوري على أن تترافق مع حزمة تمويل شاملة للدول النامية لكي تتمكن من التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والتعامل مع التأثيرات المناخية المتصاعدة.
ماذا عن الإتفاق المتعلٌق بصندوق الخسائر والأضرار وإنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية؟
لقد رحّبنا في جرينبيس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالاتفاق المتعلّق بصندوق الخسائر والأضرارن فعلى الرغم من أنّه ليس مثالياً، إلا أنه خطوة أولية حيوية من أجل ضمان حصول المجتمعات المُتضررة على الدعم الذي تحتاجه بشدّة، كما رحبت بالمبلغ الذي تعهدت به دولة الإمارات العربية المتحدة للصندوق، ال100 مليون دولار وقد وصلت قيمة المساهمات إلى أكثر من 700 مليار دولار.
في وقت سيكون لكل مُساهمة مالية أثراً كبيراً على المجتمعات التي تُعاني من آثار تغيّر المناخ، ينبغي أن تكون هناك آلية واضحة وملزمة لتأمين تمويل مستدام ويتعيّن على البلدان المتقدمة الغنيّة والمسببة تاريخيا لأزمة المناخ أن تُقدم مساهمات كبيرة للصندوق الجديد، ويجب إلزام الصناعات المُلوّثة أن تدفع أيضاً.
لكن في المقابل تبقى هذه التعهدات بعيدة جداً عن تغطية احتياجات البلدان النامية التي تقدر بأكثر من 400 مليار دولار. كما أنّ تفعيل صندوق الخسائر والأضرار بالكامل وتأمين استدامته، يُعتبر مسألة أساسية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعدالة المناخية – ومن المهم هنا أن يتم تقديم هذه الأموال وعلى شكل منح، وليس على شكل قروض منعاً لزيادة الأعباء على البلدان التي تُعاني بالأصل من تحديات ومشاكل اقتصادية.
أمّا بالنسبة لإعلان دولة الإمارات عن إنشاء صندوق «ألتيرا» (ALTERRA) بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية، فإننا نُرّحب بهذا الصندوق الجديد وهذه المبادرة في حال انطلقت من التقنيات والحلول المستدامة التي أثبتت جدواها. ونتحدث هنا تحديداً عن الحلول القائمة على الطاقة المتجددة، بعيداً عن الحلول الخاطئة التي تشتت الجهود عما يجب القيام به بالفعل لمواجهة أزمة المناخ مثل تقنيات احتجاز الكربون والطاقة النووية. وفي هذه الحالة فقط يُمكن لهذا النوع من المبادرات أن تُشكّل عامل تغيير قوي في المعركة العالمية لمواجهة التغيّر المناخي.و لكننا نؤكد أن هذا التويل لا يغني عن الحاجة لحزمة تمويل شاملة للدول النامية على شكل منح.
ماذا عن الالتزام بتقديم الدعم المتزايد لإجراءات التخفيف من الآثار والتكيُّف؟
هناك اشارة واضحة لإنهاء عصر الوقود الأحفوري، إلى جانب الدعوة إلى زيادة مصادر الطاقة المتجددة والكفاءة على نطاق واسع هذا العقد، لكنها مدفونة تحت العديد من الانحرافات الخطيرة وبدون وسائل كافية لتحقيق ذلك بطريقة عادلة. وبطريقة سريعة .
لن تجد عبارة «التخلص التدريجي» في النص، ولكن هذا هو ما سيتطلبه العلم والانتقال العادل بعيدًا عن الوقود الأحفوري بما يتماشى مع درجة حرارة 1.5 درجة مئوية، عند تنفيذه على نحو مستدام.
ما هي الرسالة التي وُجّهت في cop28 وسيتم العمل عليها في النسخ القادمة؟
لا يمكن أن تتحقق العدالة المناخية إلّا عندما نقطع الطريق أمام المُسبب الرئيسي لأزمة المناخ التي تمّ فرضها علينا- وهو الوقود الأحفوري. لكنّ نتائج مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين هي بلا شكّ بداية النهاية لعصر الوقود الأحفوري. وعلى الرغم مما تمّ التوصل إليه، أو حتى ما لم يتمّ تبنّيه في الاتفاق النهائي لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في دبي، فإن العمل المناخي الهادف سيبقى أكثر إلحاحاً من أيّ وقت مضى.
في العام المقبل، تستعد أذربيجان لاستضافة قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ (cop29) – وهي عبارة عن دولة أخرى منتجة للوقود الأحفوري. ورسالتنا ستبقى نفسها وهي آن الأوان للتخلّص التدريجي والعادل والمموّل من الوقود الأحفوري، مع وضع حد فوري للفحم الجديد والنفط والغاز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.