المطر والعواصف تبعثر خيام النازحين بغزة، والرعاية الصحية تنهار، والخوف يتصاعد من تفاقم الأوضاع، لتصبح أسوأ مما هى عليه، حسب تقرير لصحيفة «جارديان» البريطانية حول تردى الأوضاع الإنسانية بالقطاع. وقال التقرير إن الشتاء بعواصفه المطيرة ورياحه العاتية يجتاح القطاع الساحلى، ليقتلع ويبعثر الخيام وينال من النازحين الذين بلغ عددهم نحو 1.8 مليون فلسطينى منذ بدء الهجوم الإسرائيلى. وما يزيد الطين بلة أن كثيرًا ممن هربوا صوب الجنوب فى الأسابيع الأولى من الهجوم فروا وليس معهم سوى ملابس الصيف وسط أجواء الخريف، ومن ثم ليست لديهم ملابس شتوية أو بطاطين ومراتب ينامون عليها، وهو ما يشكل خطرًا مزدوجًا عليهم. وأشار التقرير إلى أن النساء يضعن حملهن فى الخيام بظروف غير صحية تفتقر إلى التعقيم، بينما يتسبب الدخان المنبعث من «الحطب المشتعل» فى تفاقم الأمراض التنفسية. كما لفت إلى أن أولئك الذى يفتقرون إلى الأدوية اضطروا فى بعض الأحيان إلى الذهاب لنحو عشر صيدليات بحثًا عنها، وغالبًا دون جدوى. وقالت سيدة فلسطينية، تدعى سعاد قرموط، والتى أُجبرت أيضًا على مغادرة بيت لاهيا: «لا نرى أى شىء جيد هنا على الإطلاق، نعيش فى برد شديد، ليس هناك مراحيض، ننام على الرمال، بينما يلتف الأطفال حول الحطب المشتعل التماسًا للدفء، وأنا مريضة بالسرطان، وليست هناك مرتبة أنام عليها، وأكاد أتجمد وأنا أنام على الرمل». ولفت التقرير إلى أن الفلسطينيين النازحين، الذين تحدثوا فى رفح الأيام القليلة الماضية، يحكون قصصًا مشابهة تتمثل فى التعرض لعاصفة من الطقس شديد البرودة، وسط ازدحام كبير وظروف غير صحية ونقص الغذاء والمأوى الملائم.
