غزة: ارتفاع أعداد الشهداء يوميا فى قطاع غزة عقب انتهاء الهدنة

كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، عن أزمات خطيرة يعاني منها قطاع غزة خاصة بعد انتهاء الهدنة، خاصة بالنسبة لارتفاع عدد الشهداء.
وأظهرت الإحصائيات أنّ المعدل اليومي للضحايا قبل الهدنة الإنسانية كان يتراوح ما بين 300 إلى 350 قتيلا يوميًا، لكنه ارتفع إلى أكثر من 500 منذ استئناف إسرائيل هجماتها لليوم السادس على التوالي.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن إسرائيل وسعت منذ انهيار الهدنة الإنسانية دائرة استهداف المدنيين بشكل صادم بما في ذلك تصعيد تدمير كلي للمربعات السكنية واستهداف مدارس تأوي آلاف النازحين بغرض رفع الكلفة البشرية من الضحايا، فيما استهدفت قوات الاحتلال ولا تزال المدنيين الفارين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس التي تديرها الأمم المتحدة والمساجد والكنائس والمخابز وخزانات المياه وسيارات الإسعاف، على نطاق لم يسبق له مثيلا من قبل.
وأوضح المرصد في بيان إلى أن التصعيد الإسرائيلي الحاصل في قتل المدنيين يتناقض مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية بأنها وضعت خطة مع إسرائيل لتقليل الأضرار التي قد تلحق بالمدنيين عقب انهيار الهدنة الإنسانية المؤقتة.
وأكد أن الارتفاع القياسي للمعدل اليومي للشهداء في غزة، يدحض إعلان وزارة الخارجية الأمريكية بأن واشنطن لا ترى دليلا على تعمّد إسرائيل قتل المدنيين في غزة، وأنها تحث على بذل المزيد لحماية سكان القطاع، لافتا إلى أنّ إسرائيل تمارس جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة وتنتهك بشكل صارخ مبادئ القانون الدولي الإنساني وقواعد الحرب بشأن ضرورة ضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم تحت أي مبرر.
من جانبه حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الأربعاء، من انهيار كامل وشيك للنظام العام في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، وذلك في رسالة غير مسبوقة إلى مجلس الأمن شدد فيها على وجوب إعلان وقف إنساني لإطلاق النار، وتابع: يمكن أن يعرّض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر مع القصف الإسرائيلي المستمر، ومع عدم وجود ملاجئ أو حد أدنى للبقاء.
وأضاف: قد يصبح الوضع أسوأ مع انتشار أوبئة وزيادة الضغط لتحركات جماعية نحو البلدان المجاورة، وتابع: قوّضت قدرات الأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني بنقص التموين ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات وتزايد انعدام الأمن، والوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة قد تكون لها تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى السلام والأمن في المنطقة.
واستطرد: المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية استخدام نفوذه لمنع تصعيد جديد ووضع حد لهذه الأزمة، داعيا أعضاء مجلس الأمن إلى «ممارسة الضغط لتجنب حدوث كارثة إنسانية».
وفي إطار المعاناة داخل قطاع غزة، حذّرت سلطة المياه من المخاطر التي قد تترتب على إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ تهديداته باستخدام مضخات كبيرة لضخ مياه البحر، إلى داخل قطاع غزة، بحجة إغراق الأنفاق، لأن ذلك سيتسبب بحدوث كارثة مائية وبيئية ومخاطر جسيمة، وخصوصاً على المياه الجوفية قد يصعب تداركها مستقبلاً.
وتابع: تنفيذ هذا التهديد بضخ مياه البحر، سيكون له آثار مدمرة على الخزان الجوفي الساحلي في قطاع غزة، من حيث ارتفاع معدلات ملوحة المياه الجوفية بشكل غير مسبوق، بسبب ملوحة مياه البحر والتي تقدر بحوالي 30 الف ملجم/ لتر، ما سيؤدي إلى تدمير الخزان الجوفي، وبالتالي القضاء على أي أمل مستقبلا في إعادة تأهيله، ويأتي ذلك لينسف الجهود الكبيرة والمضنية التي بُذلت خلال السنوات السابقة لمعالجة وضع الحزان الجوفي وتجاوز الكارثة البيئية التي كانت محدقة بالقطاع في العام 2020، وتهدد باستحالة استمرار الحياة فيه.
وذكرت أن ضخ مياه البحر أسفل القطاع في طبقات رملية سيؤدي إلى خلخلة وتمييع التربة الرملية، وبالتالي حدوث هبوط في سطح الأرض في العديد من مناطق القطاع، وهو ما ينذر بانهيار ما تبقى من منازل ومباني وبنية تحتية، وزيادة نسبة الملوحة في التربة، ما سيجعلها غير قابلة للزراعة.