مفتى الجمهورية: قرار الحرب يتخذه الحاكم ولا تتخذه جماعة أو طائفة.. والقتال لا يكون إلا تحت راية (صور)

أكد الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية، أن قرار الحرب أو السلم قرار لا تتخذه أي جماعة وإنما يتخذه الحاكم، والقتال لا يكون إلا تحت راية بمعنى راية الدولة وراية ولى الأمر، ولا يصدر قرار الحرب إلا ممن وكله الناس باتخاذ هذا القرار، فلا جهاد ولا قتال إلا تحت راية، لأن الدولة هي التي لديها استخبارات وأسرار، مؤكدًا أن حدود مصر كما هي من قديم الزمان، ولا بد أن نعى قضيتنا ونعى حدودنا، ونقول كلمة لا رياء فيها ولا مجاملة لأحد بأن الدفاع عن الوطن والدولة الوطنية بحدودها المعروفة واجب شرعى.
جاء ذلك اليوم، خلال محاضرة ألقاها بقاعة المؤتمرات الكبرى بجامعة سوهاج الجديدة، بعنوان «الوسطية في الإسلام»، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بحضور الدكتور حسان النعمانى رئيس الجامعة، ونواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، ورجال الدين الإسلامي والمسيحى بالمحافظة، وعدد كبير من الطلاب.
ودعا مفتى الجمهورية، جموع المصريين إلى ضرورة التكاتف من أجل مواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بنا، قائلاً «كن في ظهر بلدك وخلف قيادتك من أجل أن تعبر السفينة لأن السفينة إذا غرقت سيغرق الكل ولن ينجو أحد».
وقال مفتى الجمهورية، أن العيون الساهرة التي باتت تحرس في سبيل الله هي عيون وأجساد محرمة على النار، ومن ثم فإن المسلم الوسطي هو الذي يعتز بدينه ويسعى إلى تطبيقه، فضلاً عن أهمية تمييز الإنسان بين الحق والباطل حتى يمكنه القدرة على الفلترة بين الشائعات والحقائق، أو الرجوع إلى أهل الإختصاص حتى لا يتحمل وزرها، واختتم كلمته بأهمية الإيمان بالتنوع والإختلاف كسمة وسطية في الإسلام.
وأكد الدكتور شوقي علام، أن أهم معيار للفهم البشرى للدين هو معيار الوسطية، حيث أنها العنوان الحقيقى للدين الإسلامى، منوهاً إلى ضرورة أن يجعل المسلمين الوسطية عنواناً لهم، وضرورة الإبتعاد عن الأفكار الصادرة من أعداء الوطن والهادفة إلى خلق الطاقة السلبية، متحدثاً عن الدور الرائد الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية والتي تعد من أعرق المؤسسات الدينية، حيث أنها تعد طليعة المؤسسات الإسلامية التي تتحدث بلسان الدين الإسلامي في جمهورية مصر العربية، ودعم البحث الفقهي بين المشتغلين به في كل بلدان العالم الإسلامي، حيث تقوم بدورها التاريخي والحضاري من خلال وصل المسلمين المعاصرين بأصول دينهم وتوضيح معالم الإسلام، وأحكامه في كل ما استجد على الحياة المعاصرة.
وأعرب الدكتور حسان النعمانى رئيس جامعة سوهاج، عن خالص سعادته بقبول فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام أحد أهم الأعلام الدينية المصرية البارزة، الذي يتبنى منهجاً فكرياً مستنيراً دعوته للحضور للجامعة، والمشاركة بإلقاء ندوة تثقيفية وتوعوية لأبنائنا الطلاب عن وسطية الدين الإسلامي.
وأكد النعماني، على تأييد كافة منسوبي الجامعة لموقف الدولة، والاصطفاف مع القيادة السياسية في كافة الإجراءات والتدابير بشأن رفض مصر لتصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريًا من أرضهم، أو أن يأتي ذلك على حساب دول المنطقة، لافتاً إلى أن الجامعة تحرص على تنظيم مثل تلك اللقاءات الفكرية التثقيفية، والتي يحاضر بها رموز وشخصيات بارزة في مختلف المجالات العلمية والسياسية والثقافية والدينية، وذلك بهدف توسيع آفاق الطلاب الفكرية، وتنمية مهاراتهم المعرفية، لخلق جيل واع بتحديات العصر، يمتلك القدرة على مواجهتها، ومؤهل للمساهمة في نهضة الوطن.