وزير الخارجية: العلاقات المصرية التركية لها جذور تاريخية عميقة

أكد سامح شكري وزير الخارجية على أهمية العلاقات المشتركة بين مصر وتركيا، مشيرا إلى تأكيد الجانبين على وجود ارادة سياسية قوية للارتقاء بالعلاقات سواء على المستوي الثنائي أو في الإطار الإقليمي الامر الذي من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في الإقليم .
وقال «شكري» في مؤتمر صحفي مشترك اليوم مع وزير الخارجية التركي «هاكان فيدان»: إن العلاقات المصرية التركية لها جذور تاريخية عميقة. وفي بداية المؤتمر الصحفي رحب وزير الخارجية سامح شكري بنظيره التركي هاكان فيدان الذي يزور القاهرة لأول مرة عقب توليه مهام منصبه، مشيرا إلى أن التطورات الأخيرة في قطاع غزة استحوذت على جانب كبير من المباحثات .
ونوه «شكري» إلى وجود رؤية مشتركة مصرية تركية بأهمية العمل على تجاوز الأوضاع الانسانية بالغة الخطورة التي تقع على الشعب الفلسطيني في غزة وأهمية احتواء هذا الصراع والإلتزام الكامل بقواعد القانون الدولي والإنساني، وعدم تعريض المدنيين للخطر من أي جانب دون أي ازدواجية أو تفرقة. وأكد وزير الخارجية إستمرار مصر لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور ودعم جهود احتواء الأزمة في إطار إنهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد وزير الخارجية على أن استمرار الاحتلال وعدم وجود أفق سياسي يزيد من تفاقم الأمور، مشيرا إلى أن عدم تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة يثير التوتر والصراع والانزلاق نحو العمليات العسكرية. ونوه الوزير سامح شكري إلى أنه جرى خلال المباحثات مناقشة عدد من القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك على رأسها تحقيق الاستقرار في شرق المتوسط والوضع في سوريا وليبيا والعراق وقضايا المياة .
ولفت إلى أن الزخم الحالي في الاتصالات واللقاءات بين الجانبين المصري والتركي، مشيرا لتوجيهات الرئيس السيسي بأهمية تحقيق المصلحة المشتركة وتوثيق العلاقات بين القاهرة وأنقرة ومعالجة التحديات المشتركة .
وجدد وزير الخارجية سامح شكري التأكيد على ضرورة حل الأزمة الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتناول الأزمة في جميع أبعادها، مشيرا إلى ضرورة حصول الفلسطينيين على حقوقهم، وأهمية التعامل مع التطور الخطير في غزة وضرورة توفير الحماية للفلسطينيين وتوفير الإحتياجات الضرورية. وأوضح وزير الخارجية أن غزة لا تتوافر بها مياه للشرب أو غذاء أو وقود وهو ما نقله له مفوض وكالة الأونروا خلال لقاء مشترك، مشيرا إلى ضرورة إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي مهم باقامة دولة فلسطينية مستقلة والحفاظ على حقوق الإنسان للفلسطينيين وهو ما يتطلب دعما دوليا وأمميا وفق مقررات الشرعية الدولية.
وأكد وزير الخارجية سامح شكري، وجود رغبة مشتركة في تطوير العلاقات بين القاهرة وأنقرة، مشيدا بحجم الاستثمارات التركية في مصر وسعيها لزيادة هذه الاستثمارات، موضحا أن الجانبان سيعملان على مجالات جديدة للتعاون ما يزيد من وتيرة العلاقات بين حوافز مشتركة ومصالح تخدم الشعبين في البلدين.
وأوضح وزير الخارجية أن مصر تتطلع لزيادة الاستثمارات التركية في البلاد وسيكون هناك اليات جديدة تحقق التعاون المشترك.
من جانبه أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن تركيا لها مع مصر ماض مشرق، مشيرا إلى الثقل الاستراتيجي لمصر وأنها المفتاح من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. ولفت إلى وجود تعاون وثيق بين القاهرة وأنقرة من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في الإقليم .
وأشار الوزير التركي إلى لقاءه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، لافتا إلى أنه نقل للرئيس السيسي تحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأوضح وزير خارجية تركيا أن بلاده تدعم وتقدر دور مصر في دعم قضية فلسطين وتوفير المساعدات الإنسانية، موضحا أن تركيا ومصر تتاقسمان الأدوار في دعم القضية الفلسطينية وتوفير الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر معبر رفح .
وقال «نشجب الاعتداءات التي تستهدف المدنيين العزل، مؤكدا على ضرورة حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ووقف اقتحامات الأقصى وبناء المستوطنات. وأشار إلى أن الحل يتمثل في حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. موضحا أن هناك توافق مصري تركي على ضرورة حل الأزمة عبر حل الدولتين، مشيرا إلى أن بلاده تشدد على ضرورة عدم مقتل المدنيين من أي طرف.
ولفت إلى محاولات بعض الدول التدخل زعزعة الاستقرار في الأراضي المحتلة، داعيا إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي الإنساني والقيم الإنسانية، ومنع توسع الاشتباكات جغرافيا، موضحا أن بلاده تقوم بمشاورات مع مصر حول قضية فلسطين.
و دعا فيدان لضرورة إرساء السلام في الشرق الأوسط عبر تفعيل عملية السلام، مشددا على اهمية تأسيس آلية من الدول الاسلامية لوضع الية لضمان تفعيل السلام واهمية نقل المساعدات الإغاثية لغزة. وتطرق الوزير التركي إلى التطورات على صعيد العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا حيث تم رفع مستوي العلاقات الدبلوماسية إلى درجة السفراء .
وقال «دخلنا في مرحلة جديدة نركز فيها على التعاون، كاشفا عن أن حجم التبادل التجاري وصل إلى 10 مليار دولار والهدف وصوله إلى 15 مليار دولار في السنوات القليلة المقبلة، كما وصلت الاستثمارات التركية في مصر 2.5 مليار دولار ومتوقع وصولها إلى 5 مليار دولار. وقال الوزير التركي» أن بلاده تتطلع لتعزيز التعاون مع مصر في قطاع الطاقة، مضيفا: هناك زيادة كبيرة في عدد السياح الأتراك لمصر بعد منح التأشيرة الأتراك في المطارات المصرية، كما أن 227 الف مصري زاروا تركيا للسياحة .
وتقدم وزير خارجية تركيا بالشكر لمصر لترميم جامع سليمان باشا الخادم والذي يعد أول مسجد تاريخي تركي في مصر .
وأكد وزير خارجية تركيا هاكان فيدان أنه عقد اجتماع مع رجال أعمال اتراك في مقر السفارة التركية في مصر، موضحا أنه أستمع لملاحظاتهم حول الوضع الاقتصادي وسبل زيادة الاستثمارات، موضحا أن بلاده تتطلع زيادة الاستثمارات في القطاع الصناعي وسط ترحيب مصري.
وأوضح وزير خارجية تركيا أنه بحث مع رجال الاعمال الاتراك فتح مسارات أخرى للاستثمارات في مجالات أخرى بمصر .
وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن مصر وتركيا بلدان هامان في شرق المتوسط والتعاون بينهم ضروري، موضحا إلى أنه سيتم زيادة التنسيق والتشاور حول الوضع في قطاع غزة وسنتعاون في هذا الإطار، مشيرا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وهذا ما سيحقق السلام في المنطقة، مضيفا: بدون سلام مع الفلسطينيين لن يكون هناك سلام في المنطقة .
ولفت وزير خارجية تركيا إلى أنه سيتم تفعيل مسار عملية السلام بالتشاور مع مصر خلال الفترة المقبلة. وقال وزير خارجية تركيا هاكان فيدان «إن بلاده تعمل بشكل وثيق مع السلطات المصرية لايصال المساعدات إلى غزة، موضحا أن هناك تنسيق تام مع المنظمات التركية والمؤسسات وتعمل لتوفير سبل الدعم والمساعدات لغزة.
ولفت وزير خارجية تركيا إلى أن بلاده سترسل طائرتين اثنتين بعد ارسال طائرة مساعدات لمطار العريش دعما لغزة، مشيرا إلى ضرورة التنسيق التام للمساعدات الجماعية لغزة بتنسيق مع السلطات المصرية، مشددا على ضرورة وصول المساعدات لقطاع غزة وهذا الأمر يعود لمصر بتنسيق الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي، لافتا لضرورة وجود تنسيق بين مصر وإسرائيل بخصوص دخول المساعدات .
وأشاد الوزير التركي بدور مصر في السابق لايصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة .
وكشف عن أن هناك 300 تركي في غزة وأنه يجري التنسيق مع إسرائيل وغزة لإجلاء المواطنين الأتراك وأنه تم بالفعل اجلاء 30 منهم في وقت سابق.