قال سفير كوريا الجنوبية كيم يونج هيون، إن مصر، مهد الحضارة الإنسانية، أسرت العالم بتراثها الثقافي الرائع منذ آلاف السنين، وستظل مصدر إلهام للعالم، وهي أم الدنيا، مؤكدا أنه منذ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لكوريا في عام 2016، والتي نشطت الشراكة التعاونية الشاملة، تم تطوير العلاقات الكورية المصرية بشكل هائل ومستمر، كما أن مصر من أكبر الشركاء في التصدير في القارة الأفريقية، حيث ارتفع حجم التجارة ثنائي الاتجاه إلى 3.2 مليار دولار أمريكي في العام الماضي. وأشار السفير، خلال الاحتفال بالعيد الوطني الكوري|، إلى أن مصر هي واحدة من الوجهات الاستثمارية المهمة لكوريا في إفريقيا، وقد وصل الاستثمار الكوري في مصر الآن إلى 800 مليون دولار أمريكي مع 34 شركة كبرى تعمل في مصر، فيما تشارك شركات كورية مثل كوريا للطاقة المائية والنووية ودوسان إينربيليتي في بناء أول محطة للطاقة النووية في مصر في الضبعة. وتابع: «ستقوم شركة هيونداي روتيم، التي تزود مترو القاهرة بقطارات عالية الجودة منذ عام 2012، وستقوم بتوفير 40 قطار مترو إضافي سيتم تصنيعها هنا في مصر بأيدي عمالة مصرية بالشراكة مع شركة مصرية، وذكر أن البلدين يتعاونان في التحول الأخضر من خلال مشروع القناة الخضراء لقناة السويس حيث سيتم استبدال قوارب السحب التي تعمل بالديزل في قناة السويس بقوارب وعبارات سحب الغاز الطبيعي المسال الصديقة للبيئة». وتابع: «يزداد انجذاب المزيد من الكوريين إلى مدى عمق الثقافة المصرية وجمال طبيعتها حيث يتعافى عدد السياح الكوريين الذين يزورون مصر إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا بعشرات الآلاف. ومع ذلك، يظل هذا العدد دون الإمكانيات التي يمكن الوصول إليها خاصةً وأن 30 مليون كوري من أصل 55 مليون نسمة يسافرون إلى الخارج سنويًا». وأشار إلى أن كوريا نهضت من تحت أنقاض الحرب الكورية قبل 70 عاما، لتصبح قوة اقتصادية وديمقراطية رائدة ومحددة للاتجاه الثقافي، أصبحت كوريا الآن في المركز الثاني عشر بين أكبر الاقتصادات والمرتبة السابعة تجاريًا في العالم، وتعد إحدى الدول الأكثر ابتكارًا، وهي في مقدمة الدول في مجال التكنولوجيا المتطورة، كما تعد كوريا واحدة من أكبر مصنعي السيارات، وبناء السفن، ومنتجي الصلب، ومصنعي بطاريات السيارات الكهربائية على مستوى العالم. وتتجاوز حصة كوريا في السوق العالمية لأشباه الموصلات (شرائح الذاكرة) 70%، وفي هذا العام أصبحت كوريا الدولة السابعة في العالم التي تنجح في إطلاق الأقمار الصناعية إلى المدار باستخدام صاروخ فضائي محلي الصنع، كما تعتبر هي الدولة الوحيدة في التاريخ الحديث للعالم التي تحولت من دولة متلقية للمساعدات الدولية إلى دولة مانحة للمساعدة الإنمائية الرسمية. وتابع: «ترغب كوريا في استضافة معرض بوسان العالمي لعام 2030. بوسان، البوابة التي تربط قارة أوراسيا والمحيط الهادئ، ومركز الخدمات اللوجستية في المناطق الاقتصادية الكبرى، نحن واثقون أن بوسان لديها الكثير لتقدمه للسلام والازدهار العالميين، كما تخطط لاستضافة المؤتمر الافتتاحي لزعماء كوريا وأفريقيا في كوريا في يونيو من العام المقبل وذلك بحضور ال54 قائد لدول القارة الإفريقية»، مضيفا أن مصر تبرز كواحدة من أهم شركاء كوريا في هذه المنطقة.
