متحف آثار ملوى.. حكاية شعب

فى 22 سبتمبر من كل عام، تحل ذكرى الاحتفال بإعادة افتتاح وتطوير متحف آثار ملوى بمحافظة المنيا، ويحتفل المتحف بالذكرى السابعة على إعادة افتتاحه، إذ استقبل أمس زواره من المصريين بالمجان.
المتحف يضم 950 قطعة أثرية، أبرزها تمثال مزدوج ل«بيبى عنخ إيب» مصنوع من الحجر الجيرى الملون يرجع إلى عصر الأسرة السادسة الدولة القديمة، وتمثال لإحدى بنات الملك أخناتون تم اكتشافة فى تل العمارنة، وتابوت من الخشب المذهب يرجع إلى العصر المتأخر.
وتقول جيهان نسيم، مدير عام متحف ملوى، إن المتحف طرأت عليه تغيرات عدة منذ اعادة افتتاحه من 7 سنوات، إذ تم تغيير سيناريو العرض المتحفى بالمتحف ليسرد عن طريق قاعاته حكايات وتفاصيل الحياة اليومية لأهل المنيا قديما وعاداتهم وتقاليدهم وحرفهم وصناعاتهم الموروثة، وذلك من خلال ثلاث قاعات للعرض المتحفى، تشمل القاعة الأولى القطع الأثرية التى تصور الحياة اليومية للمصرى القديم والأسرة المصرية القديمة، والقاعة الثانية تشمل القطع الأثرية مجموعة من الأوانى الفخارية، والحلى وأدوات الزينة وأوانى حفظ العطور والمسارج، تلك التى تصور الحياة اليومية للأسرة المصرية القديمة، وكذلك مجموعة من التماثيل البرونزية والخشبية والتمائم والتوابيت توضح الحياة الجنائزية عند المصرى القديم وطرق الدفن.
أما القاعة الثالثة فتحتوى على القطع الأثرية التى تصور التدرج التاريخى للحضارات التى مرت على مصر منها الحضارة الفرعونية واليونانية والقبطية والإسلامية.
ولفتت مديرة المتحف إلى دوره كمؤسسة تواصل مجتمعى، وأنه لم يصبح مكانًا للعرض المتحفى لقطع أثرية أو زيارات مدرسية ورحلات، ولكنه أصبح منارة للجميع، موضحة ان القسم التعليمى هو المسؤول عن المشاركات المجتمعية المختلفة، وكذلك تنظيم ورش العمل عن الحرف التراثية مثل السجاد والفخار وأدوات الزينة والخوص، بالإضافة إلى تنظيم مسارح عرائس وسينما الأطفال لعروض تاريخية ملفتة للأطفال، بجانب الإذاعة المتحفية، والتى تقوم برواية حكاية القطع الأثرية، والمعارض المؤقتة بتسليط الضوء على قطع أثرية بعينها وتناول قصتها وتاريخها بعمق. أما عن قسم التربية المتحفية، فقالت مدير متحف ملوى، إنه يستقبل كل الفئات ومنهم ذوو الهمم، إذ يقوم بعمل أنشطة مميزة، أبرزها ورش «برايل»، وكذلك لقاءات كبار السن. وتابعت «نسيم» أن عمل المتحف يمتد إلى خارج أسواره، فقسم الوعى الأثرى يعقد لقاءات بالمدارس عن سلوكيات وأدبيات زيارة المتاحف واحترام تاريخنا العظيم.
تجدر الإشارة إلى أن تاريخ إنشاء متحف ملوى يرجع إلى عام 1961م، يهدف إلى وجود متحف إقليمى يضم آثار منطقتى تونة الجبل والأشمونين بالمنيا، وتم افتتاحه لأول مرة فى 23 يونيو 1962 بمحافظة المنيا فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وضم الآثار التى تنتمى إلى عصور مختلفة، فقد كانت منطقة ملوى إحدى المناطق الأثرية المهمة فى مصر، حيث كانت هذه المنطقة مسرحًا للحضارات الفرعونية والإغريقية والرومانية وفى منطقتى الأشمونين وتونا الجبل ترك آباؤنا وأجدادنا آثارًا باقية على مر العصور.
وأنشئ بالفعل على مساحة حوالى 600 متر مربع، وصمم من الخارج على شكل صرح فرعونى رائع، مستلهم من شكل معبد الكرنك، وكانت تحده حديقة جميلة بمدخله تزخر بنباتات وأشجار تخطى عمرها 50 عاما، وهو الوحيد بمنطقة الصعيد، ويعد أكبر المتاحف الإقليمية فى مصر، وكان يضم 4 قاعات لعرض مقتنيات الآثار، مقسمة على طابقين وموضوعة بفاترينات زجاجية على جدران محترقة، وتحطمت أبوابه وبعض الجدران من الداخل والخارج، وتم نقل مقتنياته المتبقية لمخازن وزارة الآثار، وكان المتحف يضم قبل اقتحامه نحو 1089 قطعة أثرية تعود لعهود تاريخية عديدة، لكن تشترك فى الانتماء المكانى لإقليم المنيا.
وتمت إعادة افتتاح المتحف فى 22 سبتمبر 2016، عقب إعادة تطويره وتأهيله، بعد تعرضه لأعمال عنف وسرقة ونهب عقب فض اعتصام «رابعة والنهضة» فى أغسطس عام 2013، وبلغت التكلفة الإجمالية لأعمال تطوير المتحف 11 مليون جنيه.