الحرف اليدوية.. الباب الذهبى للشباب والفتيات لدخول عالم الأعمال بالمحافظات

تزايد اهتمام المحافظات في مصر خلال الفترة الأخيرة بتدريب السيدات على الحرف اليدوية من أجل استثمار تراثها الحرفى والتراثى والترويج لها، بإقامة الورش والمصانع، مما يساهم في خلق فرص عمل للشباب والفتيات، وكذلك فتح أسواق لتسويق المنتجات، من أزياء وأثاث ومفروشات وأدوات منزلية، والذى يتم من خلال المؤسسات الحكومية والبروتوكولات بين المحافظات وكذلك التعاون مع عدد من الدول.
وتحتل الحرف اليدوية والصناعات التقليدية مساحة واسعة من التراث المصرى والتى يتم الاعتماد فيها على مهارات المتدربين الفردية والذهنية واليدوية، باستخدام الخامات المتوفرة في البيئة المحلية والتى تختلف من محافظة لأخرى.
ففى البحيرة، أعلنت الدكتورة نهال بلبع، نائب المحافظ عن بدء تنفيذ المرحلة الثانية من بروتوكول التعاون لتدريب 20 سيدة من محافظة شمال سيناء على كيفية تصنيع السجاد اليدوى، واستخدام نول السجاد اليدوى واختيار التصاميم المستخدمة وكذلك كيفية إعداد المنتج النهائى للتسويق حيث يتم التدريب بمعرفة مدرب من مركز تدريب المرأة المعيلة بمحافظة البحيرة بمقر محافظة شمال سيناء.
يأتى ذلك في إطار التعاون وتبادل الخبرات المتميزة بين المحافظات المصرية، وتفعيلا لبروتوكول التعاون بين محافظة شمال سيناء ومحافظة البحيرة لتدريب سيدات محافظة شمال سيناء على تصنيع السجاد اليدوى نظرًا لتميز وجودة صناعة السجاد اليدوى الخاص بمحافظة البحيرة عن باقى المحافظات.
وأشارت نائب المحافظ إلى أن الهدف من صناعة السجاد اليدوى الحفاظ على التراث واكتساب خبرات تؤهل السيدات لإقامة مشروعات متناهية الصغر لتمكين المرأة اقتصاديًا وتحسين الوضع الاجتماعى لها مما يساهم في إثبات شراكتها وأنها تستطيع تحقيق الأمن الأسرى ومساعدة الزوج بالنفقات لتلبية احتياجات الأساسية والترفيهية مما يساهم في رفع مستواها الاقتصادى.
وأكدت «بلبع» أن تلك الحرفة لا تشترط خروج السيدات من منازلهن ومن الممكن أن تعمل السيدة من داخل منزلها بعد تعلمها تلك الحرفة بالإضافة لتعليمهن صناعة جديدة لم تكن موجودة بالمحافظة بالفعل لما لها من عائد مادى كبير نظرًا لطلب السوق الحالية لمنتجات السجاد اليدوى، ويأتى ذلك إيمانًا من الدولة بالدور الإيجابى لتمكين المرأة ورفع مستواها الاقتصادى.
وفى المنيا، وجه المحافظ اللواء أسامة القاضى، رؤساء الوحدات المحلية بتشجيع العمل على تنمية المشروعات الصغيرة بالقرى ودعم أصحاب هذه الحرف والصناعات من خلال تقديم كافة التسهيلات اللازمة وإقامة معارض ومنافذ في مناطق حيوية لتسويق وعرض المنتجات والمشغولات لتلقى إقبالا من المواطنين.
وأكد المحافظ أن الدولة بكافة أجهزتها التنفيذية تسعى إلى تنمية المجتمعات المحلية وتطويرها بمختلف القطاعات من خلال دعم وتمكين أصحاب الحرف والمنتجات اليدوية عبر العديد من المبادرات والبرامج والمنصات الإلكترونية التي تسهم في تسويق الحرف اليدوية والترويج لتلك المنتجات، إلى جانب توفير فرص عمل للمرأة والشباب ودعم صغار المنتجين والحفاظ على المنتجات التي تشتهر وتمتاز بها المحافظة.
وفى محافظة بنى سويف، ولأول مرة الدخول إلى عالم التصنيع الزراعى، من خلال تدريب 1200 سيدة ريفية في المحافظة على تعلم التصنيع الزراعى لتساهم مع أسرتها في تحسين معيشتها من خلال مبادرة بعنوان «تعزيز فرص المرأة في مجال التصنيع الزراعى».
وتم تجريب الفكرة بالتعاون مع «كندا» في مجال تعليم المرأة الصناعة الزراعية وتسويق منتجاتها في الأسواق، وأثبتت المرأة السويفية أنها قادرة على الزراعة والصناعة ومساعدة زوجها في الحياة وتربية أولادها، مع المحافظة على الأصالة والتراث الريفى المصرى بعاداته وتقاليده.
وتم تنفيذ المشروع في 8 قرى في المحافظة وهى: (طنسا الملق وبنى سليمان وبياض العرب ومنشأة الأمراء وقاى والميمون والنويرة وطوة)، حيث بدأت سيدات هذه القرى في الذهاب من خلال المبادرة المصرية الكندية إلى مصانع المناطق الصناعية الزراعية في محافظة بنى سويف لتعلم الصناعة الزراعية من خلال تدريب حرفى على مصنعات اللحوم والدواجن، وتتعلم صناعة الألبان، وصناعة المخللات وتبدأ في تصنيعها إلى أن وصلت السيدات في هذه القرى إلى إقامة معرض لمنتجاتهن وبدأن التسويق لمنتجاتهن الصناعية الزراعية.
وقالت نرمين محمود، مدير فرع المجلس القومى للمرأة ببنى سويف، إن دور المرأة الريفية في بنى سويف مهم فهى أساس الزراعة والنهوض بها وتطويرها ويحسن من أوضاع الزراعة في المحافظة، لافتًة إلى أن الدولة والمجلس القومى للمرأة يسعيان إلى تمكين المرأة الريفية اقتصاديا واجتماعيًا وسياسيًا
وأضافت أن هذا المشروع المعروف باسم «تعزيز فرص المرأة في مجال التصنيع الزراعى» يهدف إلى تحسين الحالة الاقتصادية للمرأة في قطاع التصنيع الزراعى في محافظة بنى سويف، أولى محافظات الصعيد في مصر، مما يتفق بشكل مباشر مع رؤية مصر 2030 وكذلك مع الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030 التي تتضمن «تطوير قدرات المرأة وإشراكها في سوق العمل، ودعم ريادة الأعمال وتحقيق تكافؤ الفرص لتوظيف المرأة في جميع القطاعات».
كما يتفق المشروع أيضًا مع سياسة الحكومة الكندية لدعم السيدات ويتفق المشروع كذلك مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، حيث يهدف إلى التمكين الاقتصادى للمرأة في قطاع اقتصادى حيوى، هو قطاع التصنيع الزراعى وكذلك دعم المرأة لتعزيز فرصها في تقلد مناصب قيادية وتأسيس شركات لتصبحن صاحبات أعمال. وتستهدف أنشطة المشروع كذلك تصحيح الصور النمطية السلبية للمرأة في مجال سوق العمل.
وسيتم التركيز على التجمعات الإنتاجية التي تعمل فيها السيدات مثل التجمع الاقتصادى للألبان والتجمع الاقتصادى لتجفيف البصل والثوم.
وفى الأقصر، نظمت إدارة تنمية الشباب ورشة عمل تدريبية عن الحرف التراثية في صناعة الخيامية لأندية الفتاة والمرأة بمركز شباب المحافظة، بمشاركة 25 عضوا من أعضاء المركز وذلك على أيدى مدربين متخصصين، وقامت بالتدريب المدربة رباب عبدالمنعم الرشيدى.
وأكد صلاح رشوان، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالأقصر، على حرص وزارة الشباب والرياضة لدعم المرأة في جميع المجالات التي تمكنها من اكتساب الخبرات التي تؤهلها لسوق العمل وبدء مشروعاتهم الخاصة وتنمية مهاراتهم واستثمار طاقتهم وتنمية الإبداع لديهم، مشيرا إلى دعم الدولة المصرية في الحفاظ على الهوية التراثية ودعم الصناعات اليدوية.