مصر تدعو إلى خطوات حاسمة لمواجهة التحديات العالمية

شاركت مصر ضمن فعاليات الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة العشرين بالعاصمة الهندية «نيودلهى»، والمنعقدة على مدار يومين، بمشاركة نحو 30 رئيس دولة وكبار المسؤولين من الاتحاد الأوروبى والدول المدعوة ونحو 14 رئيس منظمة دولية.
وقال عبدالفتاح السيسى، خلال كلمته، إن مصر تتطلع إلى إسهام «قمة العشرين» في اتخاذ خطوات حاسمة إزاء التحديات، التي تحول دون التعافى الاقتصادى وبلوغ التنمية المستدامة.
وأضاف أن «تحقيق أهدافنا المشتركة، وسط تحديات غير مسبوقة تواجهنا اليوم، يتطلب منظورًا شاملًا، لصياغة ترتيبات مستقبلية، محورها النظام متعدد الأطراف، استنادًا إلى مقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وقواعد القانون الدولى، وتعظيم دور المؤسسات الدولية في الاستجابة الفعّالة للأزمات والتحديات».
وشارك الرئيس، في القمة الأفريقية الأوروبية المصغرة، التي عقدت على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين، وجمعت قادة وممثلى دول ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا وفرنسا، وجنوب إفريقيا ونيجيريا، وجزر القمر باعتبارها دولة رئاسة الاتحاد الإفريقى، وذلك بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبى ومؤسستى البنك الدولى وصندوق النقد الدولى.
وأوضح المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، أن القمة شهدت مناقشة مستجدات عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، خاصة عضوية الاتحاد الإفريقى في مجموعة العشرين، حيث تم الترحيب بهذه الخطوة، وأكد الرئيس السيسى أنها تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لإتاحة الفرصة لوضع أولويات القارة على الأجندة الدولية.
وأضاف أن القمة شهدت كذلك تباحثًا معمقًا بشأن الأوضاع الدولية الراهنة وانعكاساتها السلبية على قضية الأمن الغذائى، حيث أكد السيسى أن إحدى أهم أولويات الرئاسة المصرية للنيباد هي تفعيل البرنامج الإفريقى الشامل للتنمية الزراعية بما يدعم الأمن الغذائى في إفريقيا.
ولفت إلى أن الرئيس أكد مجددًا ما أعلنته مصر في إطار مواجهة أزمة الغذاء، بشأن استعدادها لاستضافة مركز عالمى لتخزين وتداول الحبوب، بالتعاون مع شركاء التنمية، للتصدى لهذا التحدى، ودعمًا لمنظومة العمل الدولى متعدد الأطراف.
إلى ذلك، أجرى الرئيس السيسى عددًا من اللقاءات الجانبية على هامش القمة مع عدد من القادة والرؤساء، إذ التقى الرئيس، شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبى، وشهد اللقاء تأكيد قوة العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى ودوله الأعضاء، في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التي تواجههما على ضفتى المتوسط، وحرص كل طرف على تعزيز هذه العلاقات وأطر التعاون على مختلف الأصعدة.
وقال متحدث الرئاسة إن اللقاء شهد تأكيد الحرص على أهمية استمرار التنسيق المشترك وتعزيز الحوار المتبادل في هذا الخصوص لتدعيم علاقات الصداقة بينهما في ضوء المصالح والتحديات المشتركة.
كما ثمّن رئيس المجلس الأوروبى جهود مصر في العمل على تسوية الأزمات القائمة بالمنطقة، واستضافتها أعدادًا كبيرة من اللاجئين، وكذا دورها المحورى في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية.
والتقى الرئيس السيسى، أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وتناول اللقاء متابعة تطورات مختلف أوجه العلاقات بين الجانبين، وأعرب الرئيس عن التطلع لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبى استنادًا إلى مبادئ الاستفادة المتبادلة والمصلحة المشتركة، وذلك كركيزة للتكامل والاستقرار الإقليمى، وباعتباره شريكًا مهمًّا في عملية التحديث التي تشهدها مختلف القطاعات التنموية في مصر، بما في ذلك مشروعات البنية التحتية الكبرى، ومشروعات الطاقة،
والتحول الأخضر.