أعلنت سلطة الطيران المدنى السودانى، أمس، تمديد إغلاق المجال الجوى السودانى أمام الحركة الجوية حتى العاشر من يوليو الجارى، وذلك باستثناء الرحلات ذات «الأغراض الإنسانية« وجرى إغلاق المجال الجوى السودانى أمام حركة الطائرات بعد اندلاع الصراع العسكرى بين الجيش وقوات الدعم السريع، فى منتصف إبريل الماضى. وقصف الجيش السودانى مواقع لتمركز قوات الدعم السريع شرقى الخرطوم بالمدفعية الثقيلة، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع والطيران الحربى فى سماء العاصمة، وفقًا لما أفادت به مصادر لموقع سكاى نيوز عربية. وشمل القصف مبانى الإذاعة والتليفزيون فى أم درمان وشارعى السيد على وكافورى فى الخرطوم بحرى ومحيط القيادة والقصر الجمهورى وشارع الستين فى الخرطوم. وبحسب خبراء عسكريين، فإن الطلعات الجوية وعمليات القصف المدفعى العنيف على مواقع الدعم السريع قد تعقبها عمليات تمشيط للقوات الخاصة للجيش بهدف التأمين وبسط السيطرة. وأكدت قوات الدعم السريع أن قواتها أفشلت فى منطقة شمال بحرى محاولة من جانب القوات المسلحة السودانية لإسناد منطقة الكدرو العسكرية المحاصرة. وقالت، فى بيان على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «تصدى أشاوس الدعم السريع لقوات الجيش السودانى بقوة، وكبدوا المعتدين خسائر فى الأرواح والعتاد، واستولت قواتنا على 5 مركبات عسكرية بكامل عتادها الحربى وعدد من الأسرى، بينهم جرحى، تم تحويلهم لتلقى العلاج». وأكد الدعم السريع أن قواته فى أتَمّ الجاهزية لدحر قوات الجيش السودانى، معلنة أن قوات الدعم السريع قطاع شمال دارفور قامت بتسليم 14 من جرحى الجيش للجنة الدولية للصليب الأحمر. من جانبها، حذرت نقابة أطباء السودان المركزية من خطورة استمرار اغتيال الكوادر الطبية واستهداف المستشفيات بسبب القتال الحالى بين الجيش وقوات الدعم السريع، والذى دخل شهره الثالث، وسط مخاوف من «انهيار كامل» للنظام الصحى فى البلاد. وفى تطور آخر، شهدت منطقة الفتيحاب ومحيط سلاح المهندسين هدوءًا، وسط تراجع سماع إطلاق النار، بينما نفذ الطيران التابع للجيش السودانى طلعات استطلاع جوى فى مدينتى الخرطوموأم درمان، فى الوقت الذى أطلقت فيه قوات الدعم السريع المضادات الأرضية. وتواصلت معاناة السكان بعدد من أحياء منطقة الفتيحاب فى الحصول على مياه الشرب مع استمرار توقف محطة المقرن للمياه بعد تعطل محول الكهرباء فى المحطة. وبحسب ممثلة مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين، لاورا لو كاسترو، «تعبر كل ثلاثين ثانية خمس أسر سودانية الحدود إلى تشاد عبر بلدة أدرى». إلى ذلك، ناشدت نائبة رئيس البعثة الأممية للسودان، المنسقة الإنسانية المقيمة فى السودان، كليمونتين أونكويتا سلامى، طرفى النزاع احترام حقوق الإنسان وحماية المدنيين، وذلك وفقًا لتصريحات لها، أمس. بينما اغتالت قوة مسلحة، أمس الأول، إخصائى مختبرات فى أحد المستشفيات بمنطقة «الدروشاب» شمال الخرطوم ليرتفع عدد الضحايا من الكوادر الطبية منذ اندلاع القتال فى منتصف إبريل الماضى إلى نحو 23 طبيبًا وعاملًا فى القطاع الصحى. كما أحرقت مختبرًا بالكامل، وتعرضت لجميع الكوادر الصحية والمرضى، ما أدى إلى إخلاء المستشفى بالكامل وخروجه تقنيًّا عن الخدمة بصورة كاملة. فى السياق ذاته، حذرت نقابة أطباء السودان المركزية من خطورة استمرار اغتيال الكوادر الطبية واستهداف المستشفيات بسبب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقالت، فى بيان لها: «المآسى لن تتوقف مادامت الحرب مستمرة بكل فداحة»، مؤكدة أنها ستسعى للعمل مع حلفاء العمل الطوعى لتوفير المساعدة قدر الإمكان لإنقاذ الحالات الحرجة رغم صعوبة التواصل. واستمر خروج المستشفيات فى العاصمة وولايات دارفور عن الخدمة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. كما يعانى القطاع الصحى فى المدن والمناطق الأقل خطورة نقصًا حادًّا فى الكوادر الطبية والإمدادات العلاجية، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائى لساعات وأيام طويلة. وارتفع عدد الضحايا من الكوادر الطبية منذ اندلاع القتال فى منتصف إبريل الماضى إلى نحو 23 طبيبًا وعاملًا فى القطاع الصحى. ويعمل الأطباء والكوادر الطبية فى كل أنحاء السودان وسط «ظروف كارثية بالغة التعقيد» لإنقاذ المرضى والمصابين، وسط انهيار شبه كامل للقطاع الصحى، الذى صار مسرحًا لساحات المعارك والقتال، وفقًا لما رصدته تقارير إعلامية. وقُتل نحو 2800 شخص، ونزح أكثر من 2.8 مليون هربًا من الاشتباكات الدائرة بين طرفى الصراع. وتسبب القتال بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع فى أزمة إنسانية كبيرة، حيث يحتاج 25 مليون شخص فى السودان لمساعدة وحماية، بحسب الأممالمتحدة.