وصف الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، الثورة المصرية ب«الفيل الطائر»، استنادا إلى عنصر المفاجأة الذي اتسمت به في أحداثها، بشكل فاجأ العالم أجمع، مما يستلزم الصمت وتدوين الملاحظات عنها. وقال في حواره لبرنامج «مصر تنتخب» مع الإعلامية لميس الحديدي، إن التغيير في مصر بعد الثورة «كبير»، ورغم نظر البعض إليه بشيء من الشك، فإن الأمور «تسير إلى برلمان منتخب بشكل ديمقراطي وهذا من أفضل مكاسب الثورة». وأضاف: «كل من الشباب، والجيش، والقوى السياسية شعر كل منهم بالتمكين وأن لديه القدرة»، مؤكدا أن «القدرة يجب أن تكون قدرة التكاتف وتضافر جهود كافة الأطراف للمضي في تحقيق مطالب الثورة». وأشار إلى أهمية تطبيق تجربة «جنوب إفريقيا» بعد التحرر، حيث نبذ زعيمها «نيلسون مانديلا» أحقاد الماضي ونظر إلى الأمام وعمل على المصالحة، وهو ما يجب تطبيقه في مصر كي تنطلق إلى النهضة والتقدم. ووصف القلق من القوى الإسلامية ب«غير المبرر»، مضيفا «فالمحك هو التعرف على هذه القوى لأننا نسمع عنهم ونخشاهم فقط دون التعامل معهم». وعن حوار القوى الإسلامية مع الولاياتالمتحدة، قال: «تقابلت مع إسلاميين وأشادوا بالسفيرة الأمريكية»، لافتا إلى أن لقاءاته بهم «تبشر بالعقلانية»، وأنهم لم يتحدثوا معه عن إلغاء معاهدة «كامب ديفيد» لكنهم تحدثوا عن «تحمل كل طرف لمسؤولياته». وشدد «فريدمان» على أن «الأمر بعد مبارك مختلف تماما، بعد أن أحدث فراغا سياسيا بسبب حجبه للتيارات الإسلامية و تخويف الغرب والولاياتالمتحدة من التعامل معها». وأضاف أن «الاختلاف سيأتي حتما لكنه غير مقلق، كونه طبيعيا، وعلينا تعزيز نقاط الاتفاق». وقال إن مبارك «انتهى نهاية حزينة»، و«أخطأ بإصراره على البقاء في السلطة خطأً استراتيجيا قاتلا، فضلا عن انهيار الدولة بسياسات فاشلة وخصوصا في الأعوام العشر الأخيرة». وعن تأثير تولي الإسلاميين زمام البلاد على المساعدات الأمريكية، علق بأن: «كل طرف سيقدم نفسه للآخر، وهذا ما سيحدد العلاقات المقبلة».