الموسيقى.. لغة تجمع العالم العربى فى حفلات لمختلف الأجيال

الموسيقى اللغة الوحيدة التي يفهمها ويتبادلها الجميع، ويستوعبها أصحاب الثقافة العالية والمتوسطة حتى المتدنية لأنها اللغة الوحيدة التي تخاطب العاطفة وليس فقط العقل، تلك الآلات التي تُعزف خلف مطرب يتغنى بكلمات تسحب العقول من الواقع، وتجعل للترفيه معنى، ذلك الشعور عاش معه الجمهور، أمس الأول، وصدحت خلالها اللهجة المصرية داخل مصر بأصوات مطربين عرب، كما أبهج صوت مصر الكينج محمد منير عشاقه في جدة بأشهر أغانيه المصرية، واختتمها برائعته «حدوتة مصرية»، وقدمت 4 حفلات في مصر في التوقيت نفسه، لمطربين شابين، وهما اللبنانيان هبة طوجى وجوزيف عطية، والموسيقار الكبير هانى شنودة، الذي طالما ألف المقطوعات الموسيقية الراسخة في أذهاننا، وإليسا وفرقة مسار إجبارى في الإسكندرية، بجانب حفل مميز على مسرح جدة تحت عنوان «مشوارى» تألق فيه محمد منير، بالتنقل بين الأغانى التي ترتبط كل منها بزمن وذكريات تميزها عن غيرها من الأغانى.
الموسيقى تتعالى من الزمالك إلى جدة
اللبنانية هبة طوجى أحيت حفلًا غنائيًّا مختلفًا من نوعه في دار الأوبرا المصرية بسبب الأغانى التي أطربت الجمهور بها، بين ألبومها «بعد سنين»، والأغانى المصرية مثل «سلم على مصر»، التي نالت إعجاب الحضور وتفاعلوا معها بشكل خاص بسبب عذوبة صوت هبة طوجى، وسبب تميز هذه الأغنية أنها كانت أول تعاون بين شاعر مصرى، وهو نادر عبدالله، والملحن أسامة الرحبانى.
الحفل الذي حظى بحضور جماهيرى ضخم، وأكدت هبة طوجى سعادتها بالغناء في مصر، مشيرةً إلى فخرها بالوقوف على خشبة مسرح الأوبرا، الذي اعتبرته أحد أحلامها التي تحققت، وقدمت الشكر للدكتور خالد داغر، رئيس دار الأوبرا، وكل مَن شارك وأسهم في إقامة ونجاح الحفل.
هبة طوجى تُلهب الحماس في قلوب جماهير الأوبرا
أبرزت «هبة» قدراتها الصوتية، التي تحمل سمات زمن الفن الجميل، وتألقت بمجموعة من أعمالها الخاصة وضع ألحانها الموسيقار أسامة رحبانى، ووزعها قائد الحفل، المايسترو أحمد عويضة، وكان منها «حلم»، «يمكن حبيتك»، «يا حبيبى»، «ضلك حدى»، «خلاص»، «حبيبى خلاص»، «قولى حبيبى»، «مين اللى بيختار»، «بعد سنين»، «لا بداية ولا نهاية»، «أول ما شُفته»، «زمان»، «بلد التناقض».
إلى جانب أحدث أعمالها بعنوان «سلم على مصر»، وأهدتها لمصر وشعبها، بالإضافة إلى عدد من مؤلفات الموسيقى العربية الشهيرة، ومنها «طلعت يا محلى نورها»، «حنا السكران» و«سهر الليالى» و«لو نبقى سوا» باللغة الفرنسية، والتى تفاعل معها الحضور.
أما عن تجهيزات هبة طوجى لهذا الحفل، فقد قالت، في تصريحات ل«المصرى اليوم»: «الغناء في دار الأوبرا حمّلنى مسؤولية كبيرة للغاية، ولكنى كفنانة لدىَّ احترام كبير لكل المسارح التي أغنى عليها لأنى لدىَّ احترام للجمهور والفن الذي أقدمه، لذلك أحب دائمًا احترام جمهورى، وتقديم أفضل ما لدىَّ لهم كى أظل دائمًا في مستوى توقعاتهم».
وتابعت هبة طوجى عن تحمسها للحفل: «متحمسة للغاية لحفلى بدار الأوبرا المصرية، خاصة أنها ليست أول زيارة لى في مصر، ولكنها المرة الأولى في الأوبرا، وأتشرف بالغناء على هذا المسرح العريق، ومعى الموسيقار أسامة الرحبانى، الذي يعزف على البيانو، لذلك كنت سعيدة للغاية، وانتظرت رد فعل الجمهور على هذا الحفل بشوق».
جوزيف عطية «يُبغدد» الحضور في الزمالك
جوزيف عطية فنان لبنانى، عرفه الجمهور المصرى بسبب برنامج «ستار أكاديمى»، الذي حقق به نجاحًا وتمكن من اكتساب شهرة بين زملائه، وأحيا هو الآخر حفلًا غنائيًّا في الزمالك، بحضور عدد كبير من جمهور الشباب، تزامنًا مع إطلاق أغنيته الجديدة «البغددة»، التي تعاون فيها مع الشاعر والملحن عزيز الشافعى، المعروف بأغانيه المبنية على اللحن المقسوم، وحصدت الأغنية عددًا كبيرًا من المشاهدات على موقع الفيديوهات «يوتيوب»، وحصدت شهرة على السوشيال ميديا بسبب كلماتها المميزة أيضًا.
أما مخرج كليب «البغددة» فهو اللبنانى جاد شويرى، المعروف باختياراته المثيرة للجدل والمختلفة، وتحدث جوزيف عطية عن التعاون معه في تصريحات، ل«المصرى اليوم»، حيث قال: «فى البداية أنا كنت قلقان شوية من التعاون معاه، بس قدرنا نتفق هانعمل إيه بالظبط، وجاد شويرى صديقى على المستوى الشخصى، وهو مخرج مميز وله رؤيته الخاصة والفريدة، وأنا أحببت الكليب النهائى، خاصةً بعدما نال إعجاب عدد من المتابعين».
أما عن الأغنية نفسها، فقال «عطية»: «التعاون جاء مع عزيز الشافعى من خلال إنى سمعت الأغنية، وخلصنا تسجيلها خلال شهرين بس، ومتوقعتش إنها هتنجح بشكل كبير، لذلك اتفاجئت، لكن مبسوط أنها عجبت الجمهور المصرى الحمد لله، والحقيقة أنا حبيت الحفلة جدًّا، وحبيت حماس الجمهور فيها، ومانقدرش نختلف إن الجمهور المصرى قاعدة قوية إذا استطاع مطرب كسب قلوبهم يحقق شهرة واسعة في الوطن العربى بشكل عام».
«هانعزف للصبح»..هانى شنودة ثمانينياتى بروح شاب
أحيا الفنان هانى شنودة حفلًا موسيقيًّا ذا روح شبابية، حيث عزف العديد من مقطوعاته الموسيقية التي حفظها الجمهور مثل «الكورة في الملعب»، وذلك على خشبة مسرح الماركيه بالتجمع الخامس، بحضور عدد من الجمهور والضيوف المُحبين للموسيقار الكبير، ومن ضمنهم وزيرة الثقافة، الدكتورة نيڤين الكيلانى، واستقبله جمهوره العريض بتصفيق حار، وبدأ «شنودة» الحفل بمقطوعة موسيقية مع فرقته.
جمع هانى شنودة بين موسيقاه العريقة التي عرفها الجمهور، والروح الشبابية من خلال غناء الفنانتين دينا الوديدى ونوران أبوطالب، كما غنت الفنانة سيمون خلال الحفل، مؤكدةً حبها للفنان هانى شنودة، وفنه الراقى الذي تميز وتألق به طوال هذه السنوات.
وقبل أن يبدأ هانى شنودة العزف، حكى للجمهور عن قصة «بغبغان» وقف ليسمع موسيقاه قائلًا: «كنت أجلس في شرفتى، وأعزف على البيانو، وأراجع الموسيقى التي سأعزفها في حفلى، وإذا ببغبغان يقف على سور الشرفة، ويشرب من كوب النسكافيه الذي وضعته أمامى، وبدأ يسمع الموسيقى، وعندما أنتهى من أغنية يبدأ في إصدار صوت معناه: (إعزف تانى.. كمل)، وكأنها رسالة من الله»، معبرًا عن سعادته باشتياق الجمهور له وحب موسيقاه رغم أنه أتم ال80 من عمره.
محمد منير «كينج» في حفل «مشوارى»
أمسية الجمعة 16 يونيو كانت رائعة، ومليئة بالموسيقى، الدافعة لاستكمال الحياة دون ملل، واختُتمت بحفل «مشوارى»، الذي أحياه الفنان محمد منير على خشبة مسرح «بنش مارك» بمدينة جدة في السعودية، بجمهور كبير شارك «منير» الغناء، وكأن الجميع تربى على أغانيه وكلماتها المميزة، وبدأ الحفل ب«يا سمرة»، واختتمه ب«حدوتة مصرية»، التي دفعت الفنان أحمد سعد إلى البكاء، بل ظهرت الدموع في عينى محمد منير نفسه بسبب تأثره بكلمات الأغنية.
قدمت الإعلامية ياسمين عز حفل مشوارى للنجم محمد منير، وقالت: «مساء الخير، بحبكم، مساء الفن المتنوع والموسيقى العالمية، مساء ليلة من ليالى جدة، ومساء مشوارى، النهارده هنستمتع بمشوار نجم لف الدنيا بفنه».
قدم «منير» مجموعة من أشهر أغانيه، التي لقيت تفاعلًا كبيرًا بين الجمهور، لدرجة أن بعضهم وقفوا لغنائها وتحيته، ومنها «الدنيا ريشة في هوا»، و«للى» و«حدوتة مصرية»، التي اختتم بها حفله.
أكد الكينج محمد منير أنه فخور بتكريمه في السعودية، في حفل تحت عنوان «مشوارى»، تحت قيادة المايسترو هانى فرحات، وحرص، في كلمته للحضور، الذي تجاوز الآلاف، على أن يوجه الشكر على حسن الاستقبال، قائلًا: «لا أملك سوى أن أشكركم من وطنى الأول مثل مصر، وأقصد السعودية، وأشكر الجمهور المستمع الذواق، ربنا يزيدكم من نعيمه وفضله وتنشروا الخير في الوطن العربى».
وهتف الجمهور: «الكبير كبير يا محمد يا منير»، ووجه لهم كل الشكر، وغنى بعدها بصحبة الموسيقار فتحى سلامة، أغنيته الشهيرة «الرزق على الله»، وبعدها غنى «أنا بعشق البحر»، وقال: «إنها من أغانى التسعينيات للفنانة العظيمة ربنا يديها الصحة نجاة الصغيرة، وفى لحظة من اللحظات حبيت أقدمها أتمنى تسعدكم»، كما شهد الحفل تألق الأوركسترا بقيادة المايسترو هانى فرحات، والعازفين العالميين على آلات الكمان والهارب، ومنهم عازف الهارب «فيكتور إسبنولا»، وسط تصفيق وتفاعل الحضور، كما أهدى أحمد سعد- الذي شارك الكينج غناء أغنيتيه «للى» و«سو يا سو»- موالًا جاءت كلماته: «فى الفن أساس ومدرسة.. في الفن أساس ومدرسة تلاميذه بالطوابير.. ياللى بغناك علمتنا لسة الأغانى ممكنة، وزى ما انت بتحبنا إحنا بنحبك أوى أوى يا منير»، وأثار «سعد» أجواء من البهجة حين مازح الكينج: «أنا جاى النهارده لابس بدلة»، وذلك بعدما أثار جدلًا وانتقادات كثيرة، عقب حفله الأخير، قبل أسبوعين، والذى ارتدى خلاله «سعد» ملابس شفافة.
إليسا و«مسار إجبارى» في أولى حفلات الصيف بالإسكندرية
أحْيَت النجمة اللبنانية إليسا حفلًا غنائيًّا ضخمًا بالإسكندرية، بمشاركة فرقة مسار إجبارى، في أولى حفلات الصيف داخل Alex West Club، بحضور العديد من الشخصيات العامة وأهل الإسكندرية.
بدأ الحفل بفقرات الدى جى، ثم فقرات فريق «مسار إجبارى»، واختُتمت فقرات الحفل بالنجمة إليسا، التي قدمت خلال الحفل عددًا كبيرًا من أجمل الأغانى وأشهرها، وتفاعل معها الجمهور.