أعياد ثورة يوليو أعادت لى ذكريات الكفاح والنضال.. فقد كُلفت المخابرات المصرية بقيادة البكباشى زكريا محيى الدين بإنشاء فرع لمقاومة القاعدة البريطانية فى قناة السويس.. وفرع لمساعدة ثوار الجزائر بقيادة المرحوم الصاغ فتحى الديب.. وفرع لمقاومة الاحتلال البريطانى فى جنوب اليمن برئاسة المرحوم الصاغ عزت سليمان...إلخ، وعندما انتهت عمليات القنال بتوقيع اتفاقية الجلاء، التى تشرفت بالمساهمة فيها كلفنى الصاغ فتحى الديب باستقبال أول دفعة من رجال المقاومة بالجزائر حيث قمت بتسليمهم للقوات المسلحة لتدريبهم على كيفية محاربة الاحتلال الفرنسى بكفاءة .. كما كلفنى الصاغ فتحى الديب بالسفر إلى سوريا لإحضار أسلحة الجامعة العربية التى كانت فى مخازن الجيش السورى أيام حرب فلسطين 1948.. وتم إحضار هذه الأسلحة وتهريبها إلى الجزائر كما تم تهريب شحنات أخرى بعد ذلك لم أعرفها!.. كانت مساعدة الحركات التحررية ضد الاحتلال مبدأ رئيسياً للثورة من منطلق مساعدة أشقاء لنا عانوا من الاحتلال مثل ما عانته مصر من الاحتلال البريطانى لمدة 72 عاماً!.. علاقة مصر بالجزائر هى علاقة كفاح ودم وإخوة، لكن مع شديد الأسف تعرضت هذه العلاقة إلى محنة كبيرة قام بها الصغار الذين يشغلون أماكن الكبار بسبب مباراة فى كرة القدم!!.. وأقول للذين يريدون أن يحصروا الانتماء الوطنى فى كرة القدم فقط.. إن الانتماء الوطنى الحقيقى مستقر فى القلوب والعقول وليس محشوراً فى أقدام لاعبى كرة القدم!!.. ثورة يوليو التى تبنت مواقف ومبادئ عظيمة منذ قيامها أصبحت تهاجم الآن حتى ممن كانوا يؤيدونها ويتحمسون لها ثم انقلبوا عليها بعد وفاة الرئيس عبدالناصر!!.. كل ثورة لها إيجابياتها وأخطاؤها.. ولكن ماذا نقول فى النفاق الذى وصل إلى درجة مفزعة!!.. كما أن السادة الذين يتقبلون هذا النفاق ويصدقونه ويسعدون به ولا يردعونه هم أكبر المساهمين فى هذا البلاء!!.. عموماً النفاق داء أحست به البشرية على مر العصور، لكن حجمه وتأثيره يتفاوت حسب النظام السياسى!!.. لنا الله.