اتفقت مصر وسلطنة عُمان على ضرورة دفع الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى السودان، بما يحفظ أرواح وممتلكات الشعب السودانى الشقيق، فى حين تبادل طرفا النزاع فى السودان «الجيش السودانى وقوات الدعم السريع» الاتهامات بخرق الهدنة الإنسانية التى تم التوصل إليها لمدة 24 ساعة. وأوضحت القوات المسلحة السودانية أنه تم عرض مقترح هدنة من أطراف دولية لمدة 24 ساعة للنواحى الإنسانية، وافقت عليها القوات المسلحة، إلا أن ميليشيا التمرد لم تلتزم بها ولم تتوقف مناوشاتها فى محيط القيادة والمطار. فى المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع قيادة القوات المسلحة بتحريك قوات عسكرية وميليشيات مسلحة من عدة مدن نحو الخرطوم، ومحاولة هذه القوات مهاجمة أماكن تمركز لها فى أولى ساعات الهدنة. ووفق ما ذكرت وكالة «أسوشيتد برس»، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، إن 270 شخصًا على الأقل قُتلوا، وأكثر من 2600 آخرين أصيبوا منذ اندلاع القتال. وأكد الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة السودانية أن المرحلة الثانية من العمليات العسكرية بدأت فجر الثلاثاء الماضى، لعملية تأمين المناطق المحيطة بالقيادة العامة، وصولًا إلى وسط الخرطوم بالتزامن مع بقية المناطق تدريجيًا. وأضاف عبر «فيسبوك» أن هناك متابعة لمعلومات دقيقة بفصول عملية التآمر، لافتًا إلى وجود مؤشرات قوية بتورط أطراف إقليمية ومحلية سيتم الإفصاح عنها فى الوقت المناسب. وتلقى سامح شكرى، وزير الخارجية، اتصالين من وزير خارجية سلطنة عُمان، بدر بن حمد بن حمود البوسعيدى، ووزير خارجية المملكة المتحدة، جيمس كليفرلى، تناولا تطورات الوضع فى السودان، حيث حرص على استعراض الجهود التى تقوم بها مصر لاحتواء الأزمة، واتصالاتها مع الأطراف الفاعلة إقليميًا ودوليًا، والتأكيد على خطورة استمرار المواجهات الحالية التى تصيب جميع أبناء الشعب السودانى بأضرار بالغة. كما أجرى «شكرى» اتصالًا مع نظيره التشادى، محمد صالح النضيف، وأكدا على ضرورة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار على وجه السرعة، بما يضع حدًا للخسائر فى الأرواح والممتلكات، ويحقن دماء الشعب السودانى. وفى إطار حرص وزارة الخارجية على متابعة أوضاع الجالية المصرية، تعكف السفارة المصرية بالخرطوم على التواصل الدائم مع الطلبة المصريين وتجمعات الجالية للاطمئنان عليهم وتوجيه النصح والإرشادات الخاصة بسبل توفير الحماية والأمن لهم ولأسرهم. وميدانيًا، أجلت القوات المسلحة السودانية الطلاب العالقين بجامعة الخرطوم، ودعت قوى سياسية سودانية قيادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى تحكيم صوت العقل وتغليب الحكمة ووقف الحرب فورًا، واللجوء لحل القضايا بالحوار لا عبر فوهات البنادق.