«شكرًا لأنك أسعدتني».. قصة مقتل «ممرضة أكتوبر» على يد زوجها بسبب «ياميش رمضان وصلاة التروايح»

ممرضة أكتوبر أو «ملاك الرحمة»، هكذا اشتهرت «فاطمة سعيد»- الممرضة بمستشفى أبوالريش في القاهرة- 20 عامًا، التي كانت تحلم بالزواج من زميلها الممرض «محمد»، ظنته فارس أحلامها، إلا أنه بعد 6 أشهر فقط من زواجهما أنهى حياتها ب3 طعنات بجانبها الأيمن، وعضها ولسعها بسكين مكوي، داخل مسكنهما في منطقة دهشور بالجيزة.
القصة الكاملة لقتل «ممرضة أكتوبر»
الممرضة الشابة، كتبت في ال19 من نوفمبر الماضي على صفحتها بموقع «فيسبوك»: «اليومٌ أتممتٌ عامي ال19.. أول عيد ميلاد في أول سنة جواز، وكان مميزًا بوجود شريك حياتي شكرًا لأنك أسعدتني وفجأتني في اليوم ده، ويارب سوا طول العمر».
مع مرور الأيام، عانت «فاطمة» تصرفات الزوج الذي أجبرها على الجلوس في المنزل وترك عملها، والغيرة عليها بشكل مريب من أقرب الناس إليها «حتى لو كان حضن خالها أو عمها»، وفق شقيقتها، وظل يعايرها مع قدوم شهر رمضان الكريم بقوله «اللي أهلك رموكي ومحدش بعت لكِ الياميش»، تحكي عن ذلك أمها «كنت بروح في الموسم بس المشوار بعيد عليا، لأني ساكنة في الخانكة بالقليوبية وهي بدهشور آخر الدنيا».
تسبق الدموع، كلام الأم المكلومة، وتواصل الحكي: «بنتي جاءت تفطر معايا هو وزوجها من يومين، كان لازق فيها، كونه لا ريد أن تحكي ليّ ما يفعله بها من تعذيب وضرب وإهانة بالغة، ولما رأيت وجهه به تشوه سألتها: يا بنتي مين عمل فيكِ كده؟.. دارت عليا وقالت: (ده زيت جه عليا) خلافًا للحقيقة أن زوجها لسعها».
المشهد الأخير في حياة «عروس دهشور»
الأم تقول إن ابنتها كانت تخبئ أسرار بيتها، لكنها حين فاض بها روت لها «دى حماتي بتعايريني وابنها، بأنكم مش جبتم ليّ موسم رمضان»، تندب والدة «فاطمة»: «ياريته كان قاللي كنت جبت له، ومكانش قتلها كان سابها لنا نور عيني».
إحدى صديقات «فاطمة»، روت أنها شاهدتها قبل ساعات من الجريمة وسألتها «مال وشك»، فردت عليها «مفيش حاجة»، إذ لاحظت وضعها مكياجًا وروجًا على غير عادتها لتداري به آثار تعدي الزوج عليها.
أنهال «محمد» على زوجته بعد إفطار رمضان أمس، بسكين مطبخ بعد تطور الخلاف بينهما حول «ياميش رمضان» ورفضه خروجها من المنزل باستمرار خاصةً لأداء صلاة التروايح، ما استدعى تدخل الجيران الذين حملوا الزوجة للمستشفى حيث حضر أهل المتهم بعد أن لفظت أنفاسها متأثرةً بالطعنات التي سٌددت لها بجسدها.
زميلات «فاطمة» وأفراد أسرتها يرثونها: «دى آية بتمشى على الأرض، وبسبب لين قلبها أُطلق عليها (ملاك الرحمة) داخل محل عملها».
أهل «فاطمة»، يؤكدون أن زميلها «محمد.أ»، تقدم للزواج منها والزيجة تمت قبل 5 أشهر، رغم عدم ارتياح والدة «العروس» له، إذ نصحت ابنتها بقولها: «قلبى مش مرتاح له يا بنتى»، فما كان منها إلا أن ردت عليها «يا ماما خايفة أبعد عنك وأتجوز!».
أفراد عائلة الممرضة، من أمام مشرحة زينهم قبل استلام جثمانها، يواصلون الحكي: «(فاطمة) بدل ما تلاقى الرومانسية ذاقت كل ألوان العذاب والإهانة، ووصل الحال لإجبارها على ترك عملها وتحطيم هاتفها المحمول، كى لا تقول ما تتعرض له لوالديها، ولم يكتف الزوج بذلك بل حبسها كى لا يرى الأهل آثار التعذيب على جسدها الهزيل».
أمها تبكي وتقول: «شوفت بنتي متعذبه، وجسمها مشوه لما دخلت أحضر غُسلها».
ويوم الجريمة، دارت مشاجرة بين «فاطمة» وزوجها، لأنه يعايرها بأن «أهلها تجاهلوه ولم يأتوا له ب(ياميش رمضان) مثل كل البيوت بمنطقة دهشور، فضربها وشتمها ثم انهال عليها ضربًا بالسكين»، تقول أسرة المجنى عليها «لما أهله عرفوا باللى حصل خدوا بنتنا العروس للمستشفى، وكانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة في رمضان».
اعترافات المتهم بقتل زوجته
وبعد القبض على الزوج، حاول الإنكار وقال إن المجني عليها كانت تعد الطعام وسقطت على الأرض والسكين غرس بجسدها، إلا أن الكشف الطبي أفاد بوجود شبهة جنائية فاعتراف بإقدامه على ارتكاب الجريمة، بسبب طلب الضحية الخروج لأداء صلاة التراويح ورفضه ذلك، فنشبت بينهما مشادة كلامية وطعنها عدة طعنات متفرقة وقبل ذلك دارت بينهما مشاجرة أيضًا بسبب «موسم رمضان».