علقت عدد من الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية على ظهور الرئيس مبارك في التليفزيون المصري لإلقاء خطابه إلى الشعب المصري بمناسبة ذكري ثورة 23 يوليو، بالقول إنه أراد بظهوره الرد على شائعات حالته الصحية، خاصة مع استياء الحكومة المصرية مؤخراً مما نشرته بعض الصحف الغربية عن صحة مبارك. وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية في تقرير لها اليوم، إن مبارك بدا ب"صحة جيدة" بالنسبة إلى رجل تتردد شائعات حول مرضه حتى وإن كان ظهر"نحيلاً وشاحباً" إلي حد ما أثناء إلقاءه خطاب ذكرى ثورة يوليو"، مضيفة أن ما تم نشره عن صحة الرئيس" مبالغ فيه" ونابعاً من الفضول الطبيعي لدى المصريين بشأن صحة مبارك، الذي يحكم أكبر الدول سكاناً في العالم العربي، ولم يحدد من سيخلفه إلي الآن. ووصفت الصحيفة الوضع الصحي للرئيس مبارك بأنه من "المحظورات في مصر"، متعجبة من عدم إعلان الرئيس حتى الآن عن موقفه تجاه الترشيح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في ظل انحسار المنافسين الرئيسيين على المنصب بين نجله جمال والوزير «عمر سليمان» رئيس جهاز المخابرات، والدكتور «محمد البرادعي» الدير العام السابق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من ناحيتها، ذكرت صحيفة «واشنطن تايمز»، أنه من المحتمل أن تتحول مصر إلى"كابوس" بعد مبارك، واضعة ثلاث سيناريوهات لمستقبل القاهرة بعده تتمثل في، أما تولية نجله جمال أو أحد من كبار النخبة الحاكمة السلطة، أو بقاء الوضع السياسي كما هو، أو حدوث معركة على الحكم مع جماعة الإخوان المسلمين. وقالت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب «تشاك فريليش»، بعنوان"مصر تواجه مستقبلاً غامضاً"، إن "وصول الإخوان المسلمين للحكم سيكون كابوساً لمصر في المقام الأول، وللولايات المتحدة وإسرائيل"، فالأمر سيبدو كأنه سقوط أكبر دولة عربية سياسياً وعسكرياًَ في المنطقة في يد جماعة راديكالية، بما سيؤثر على دورها كقوة للاستقرار في المنطقة ولاعب في عملية السلام". في حين، قالت إذاعة"صوت أمريكا" في تقرير لها أن الحكومة المصرية مستاءة من التقارير التي ترددت حول صحة الرئيس مبارك، البالغ من العمر (82 عاماً)، مرجعة تنامي الشائعات حول مبارك إلي الرغبة في "ملء الفراغ" في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن خلفية مبارك في السلطة، خاصة أن البديل السياسي المستقبلي الوحيد المتمثل في البرادعي، خفتت الحماسة تجاه لشروطه التي وضعها لقبول الترشح ولزيارته الكثيرة لأوربا. من ناحيتها، وصفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الشائعات الأخيرة التي ترددت حول صحة الرئيس بأنها" غير مبالغ فيها"، قائلة في مقال ل «تسفي برايل» إن مبارك هو أطول الحكام في مصر مكوثا في السلطة بعد محمد علي في القرن 19، وأن أي رئيس محتمل بعده عليه أن يتعامل مع ميراث مبارك من نظام تعليم فاشل، وبنية تحتية مُدمرة، ورقابة على وسائل الإعلام، فضلاً عن مئات المظاهرات في الشوارع، وحركات المعارضة كالإخوان المسلمين، وقضايا حقوق الإنسان.
