أنا نهلة رمضان .. ملهمة «عاش يا كابتن» وأميرة ورديان الإسكندرية

«أكثر ما يحزني حالة اليأس عند البعض، حسابات الوقت الحالي تقلقهم وتدفعهم إلى التسليم مبكرًا وعدم المراهنة على المستقبل، أقول لهؤلاء راهن وستصل».. جزء من ظهور خاف للرباعة المصرية نهلة رمضان قبل عدة سنوات.
تخوض الرباعة المصرية نهلة رمضان تحديًا جديدًا لرفع أثقالًا جسدية لحقت بها خلال السنوات الأخيرة وألزمتها الفراش لتبتعد بعد مسيرة حافلة بالإنجازات الرياضية والاجتماعية.
مرض الأم بداية القصة ودافع النجاح
عانقت نهلة رمضان الحياة في أبريل 1987 وتفتح وعيها على حي الورديان، تركت تطوعًا ألوان الطفولة والمرح وانجذبت إلى «الحديد».
لعبت الأم الدور الأول والأهم في مسيرة نهلة رمضان على عكس المتوقع، فوالدها المدرب ومصدر عشق الرياضة ورفيق الإنجازات الأولى.
تدين نهلة رمضان بجزء كبير من نجاحها واستمرارها إلى والدتها التي منحتها الدعم منذ اللحظة الأولى وحصرت على مرافقتها في الفعاليات الداخلية رغم مرضها، استقبلت نهلة مؤازرة والدتها بإنجازات متتالية منحت «الأم» سعادة مواجهة المرض.
وتقول نهلة عن هذه الفترة «والدي اصطحب جميع أشقائي إلى الساحة لممارسة رياضة معينة إلا أنا، وهو ما ترك في نفسي إحساس سيء وكأن شيئا ما ينقصني».
مثل رحيل الأم نقطة فارقة في حياة نهلة تقول عنها: «كان تحدي كبير، شعرت باليأس وعدم الرغبة في الاستمرار خاصة أنني سأخوض بطولة مهمة بعد أيام، ولكني تغلبت في النهاية».
سلسلة إنجازات
أظهرت نهلة رمضان تفوقًا منذ المنافسة الأولى وحققت عدد من الإنجازات مثل برونزية بطولة العالم 2002بالتشيك حيث حققت المركز الثالث في الخطف والخامس في النتر والثالث في المجموع لتتوج بالبرونزية.
حمل عام 2003 الكثير من اللقطات المضيئة، ذهبية الجائزة الكبرى في المجر، وذهبية بطولة العالم بكندا بمجموع 262.5 كجم إلى جانب ثلاث ذهبيات ببطولة العالم بالمكسيك تحت 20 عام وتم تكريمها كأفضل لاعبة خلال البطولة، وذهبية بطولة العالم للشباب ببيلا روسيا في 2004.
وفي الجزائر حصدت نهلة رمضان 3 ذهبيات لتكون الوجه الأول في بطولة دورة الألعاب الأفريقية 2007 فيما كان الظهور الأخير بحصد المركز الخامس في أوليمبياد لندن 2012.
عاش يا كابتن
أعادت المخرجة مي زايد، سيرة البطلة «المختفية» من خلال فيلم عاش يا كابتن عام 2021.
ويرصد فيلم «عاش يا كابتن» رحلة سعي «زبيبة» صاحبة ال14 عامًا، لتحقيق حلمها بأن تكون بطلة العالم في رفع الأثقال، مثل ابنة مدربها «نهلة» بطلة العالم السابقة ورائدة اللعبة في إفريقيا، من خلال التدريب يوميًا تحت إشراف كابتن «رمضان» بشوارع مدينة الإسكندرية.
وأكدت مي زايد، إن فكرة الفيلم راودتها قبل 13 عامًا تقريبًا، عقب فوز نهلة رمضان ببطولة العالم في رفع الأثقال، إذ أثارت هذه الحكاية اهتمامها الشديد ورغبتها في معرفة حجم قوة الفتيات في هذه الرياضة.
وحقق الفيلم رواجًا كبيرًا وشارك في عدة مهرجانات محلية وعالمية يأتي أبرزها القاهرة السينمائي وتورنتو السينمائي«في دورته ال45.
مرض يكمل سلسلة أزمات
عانت نهلة رمضان من عدة أزمات عقب مشاركة أوليمبياد 2012 سواء على المستوى الإنساني أو الإداري مع اتحاد اللعبة.
ويعد حديث خالد قرني مدرب منتخب مصر لرفع الأثقال اليوم، هو نهاية سلسلة من الحديث عن أزمة البطلة المصرية.
وأوضح القرني: «نداء إلى الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والسيد رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية للوقوف إلى جانب إحدى اهم وأفضل بطلات مصر الرياضيات».
وواصل: «ترقد الان بأحد المستشفيات بالإسكندرية بعنبر جماعي وما تستحقه بطلة مثلها أن تتلقى علاجها بغرفة منفردة يسمح بها بوجود مرافق لعدم قدرتها على الحركة فهي تعاني من حمى البحر المتوسط تسبب لها نزيف، وذئبة حمراء بالمفاصل أدت إلى تيبسها، واخيرا تم اكتشاف إصابتها بضمور في العضلات».