فعاليات «الإسكندرية للفيلم القصير».. كاملة العدد

شهد عروض أفلام الدورة التاسعة لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، فى سينما مترو، حضورا كامل العدد من قبل الجمهور، وحرص جمهور مدينة الإسكندرية على التواجد ومشاركة صناع الأفلام العروض الأولى لأعمالهم، وإجراء مناقشات معهم عقب الانتهاء من المشاهدة، إذ تقام عروض أفلام المهرجان حتى غد- 21 فبراير - مجانية ومفتوحة للجمهور.
وأقيم ماستر كلاس للمخرج محمد ياسين فى مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، بحضور الجمهور والنقاد ووسائل الإعلام، أمس الأول، تحدث خلاله حول كيفية تحضير المخرج لفيلمه قبل التصوير، وآليات التنسيق مع جميع الأقسام الرئيسية ومنها التصوير، الديكور، الموسيقى، الملابس، وغيرها، كما تطرق المخرج محمد ياسين أيضا إلى كيفية قراءة السيناريو، وتوجيه الممثلين قبل التصوير.
وبمشاركة 9 مخرجين من صناع الأفلام فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، تحدث المخرجون عن أعمالهم وكواليس صناعتها وأهمية هذه الخطوات فى مشوارهم الفنى، وشهدت المناقشة التى أعقبت العرض تفاعلا كبيرا مع الحضور، وأدار الندوة الناقد محمد نبيل.
وتحدث المخرج «توبى أندريا» عن فيلمه «Chiatura»: قررت صنع نهايتين للفيلم، لأن هذا الأمر يجعله يقدم رسالتين مختلفتين، والرسالة الثانية من الفيلم تعطى للمشاهد أملا فى المستقبل، والفيلم ليس عن قصة حقيقية، بل هو فيلم روائى.
وقال المخرج العباس حميد الدين عن فيلمه «فى شىء»: أنا سعودى الجنسية، لكنى نسبت الفيلم لمصر فى المسابقة، بسبب شركة الإنتاج، مشيرا إلى أن الفيلم يتحدث عن آثار الحرب التى لا تنتهى بالرغم من توقفها، وأضاف: الفيلم به رسالة عالمية من وجهة نظر الأطفال، فكان نصف الفيلم مليئا بالفرحة، لكن الحرب غيرت كل شىء.
وقالت الأردنية روان وليد مخرجة فيلم «حى» المشارك فى مسابقة الطلبة: مقاسات وبعد الصورة فى المرآة غير حقيقية، ولفتت إلى أن العمل كان مشروع تخرجها، وأضافت: كنت أريد أن أربط شخصين بطريقة غير مباشرة، وهو أول فيلم لى، وخضت تحديا كبيرا بهذه التجربة خاصة فيما يتعلق بتوفير الميزانية.
وتابعت: تخصصى قسم إذاعة وتليفزيون، وجزء من شغلى فى الصحافة، وفكرة الفيلم ظلت تراودنى 3 سنوات، لكن العمل الفعلى على المشروع أخذ 40 يوما من بداية التحضير.
وشارك المخرج الجزائرى شاكر بوكيف بفيلمه «أوليفيا»، وقال إنه كان يتوقع هذا الحضور الكبير، لأن الجمهور السكندرى ذواق، وهذه المرة الثانية التى يشارك فيها فى مهرجان الإسكندرية، وسعيد للغاية بتقديم أفلامه فى مصر.
وحضر مناقشة الأفلام أيضا المخرج علاء الدين جابر، و«فازيلى شوبرينا» الذى أكد كل منهما ضرورة عرض الأفلام القصيرة على الشاشات الكبيرة، مثمنين دور المهرجان الحيوى فى هذه المنطقة من العالم.
وشهدت الدورة التاسعة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير ندوة تكريمية للفنانة سماء إبراهيم والتى كرمها المهرجان بجائزة «هيباتيا» عن مجمل أعمالها ودعمها للأفلام القصير، وقالت «سماء» خلال ندوة تكريمها إن الأفلام القصيرة هى التى تدعمها وتضيف لها وليس العكس.
وأوضحت «سماء» أن صناع الفيلم يكون لديهم وجهة نظر فنية وتقنية خارج التوقعات، ومجرد المشاركة بمثل هذه الأعمال تكون إضافة للفنان للتعرف على فكر جديد.
وأشارت سماء إبراهيم إلى أن مشاركتها فى الأفلام القصيرة شكلت فارقا كبيرا فى حياتها، موضحة: «وأشكر كل من يجتهد خارج الصندوق».
وتحدثت سماء عن أخيها أيمن الخياط، الممثل الراحل الذى أثر كثيرا فى حياتها وكانت تزوره فى المسرح وهى فى سن صغيرة، وأوضحت: «إرث أخى الراحل أيمن الخياط هو الخطوة التى دفعتنى لحبى للفن».
وتابعت: «أول عرض بانتومايم قدمته عام 1986، وكان العمل عن أن الآلة قد تسيطر على الإنسان البشرى إذا استخدمها بدون وعى»، موضحة: «وأسست أنا وأخى الراحل أيمن الخياط وأسرتى فرقة مسرحية ونعافر حتى اليوم لكى تكون لنا فرقة مسرحية».
وكشفت «سماء» أنه فى 2000 قدمت أول تجربة فيلم قصير لها مع المخرج أكرم فريد بعنوان «3 ورقات»، مشيرة إلى أن أكثر عمل أثر فيها نفسيا كان الفيلم القصير «زوار الشمس».
وتحدثت عن الأفلام القصيرة أنها تنتج بأعداد كبيرة منذ سنوات، ومعهد السينما لديه كم وكيف من الأعمال تحمل تجارب ومحاولات مهمة جدا.
وأشادت سماء إبراهيم بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، ومنحه فرصة لصناع هذه الأعمال للعرض، مشيرة إلى أن تحقيق الربح المادى سيحدث بالتدريج، ولكن الأهم هو تحقيق الربح الثقافى المرتبط بالوعى ومرهون بتوصيلها لفئة أكبر من الجمهور.
وخلال الندوة تحدث المخرج مونى محمود، المدير الفنى للمهرجان، الذى أدار الندوة، أنهم يتباحثون حاليا لعقد بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم لعرض الأفلام القصيرة فى المدارس، وتشجيع الطلاب على صناعة الأفلام باستخدام هواتفهم أيضا.
وعلى هامش فعاليات المهرجان أيضا أقيمت ندوة بالتعاون مع ملتقى «ميدفست إيجيبت»، بقصر ثقافة الأنفوشى، بدأت بعرض أفلام تتحدث عن علاقة الصحة بالأفلام، بحضور الفنان مينا النجار، مؤسس الملتقى، وأدارها دكتورة جيداء مكى، أستاذ أمراض المخ والأعصاب واستشارى طب النوم بكلية الطب جامعة الإسكندرية بحضور صناع الأفلام والكتاب.
وقال الدكتور مينا النجار إنه سعيد بالتعاون مع مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، لعرض أفلام مصنوعة جيدا عن علاقة الصحة بالسينما وتأثير الأعمال على المشاهدين نفسيا وصحيا.
وأكد مينا النجار أنه حرص على إنتاج أفلام تسجيلية وتجريبية وروائية جيدة الصنع، لأن كل ما يعرض له تأثير على المتلقى.
وعبر مؤسس ميدفست عن أهمية عرض الأفلام والمناقشة مع الجمهور حول السينما خاصة عن الطب، والتعليق عليها، وتابع: «أنا عينى على مهرجان الإسكندرية منذ 3 سنوات.. وشايف إنه بيفرق وبيتطور وشكل الحضور يفرح».
كما عبر عن سعادته بالشراكة مع مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، وغيره من المهرجانات الكبرى، إلى جانب الانتقال إلى الجامعات والمحافظات، والمشاركة فى عروض دولية للتواصل أكثر مع الجمهور.
وضمن فعاليات المهرجان تستمر إقامة ورشتين الأولى للأطفال وتشرف عليها المخرجة نيفين شلبى والأخرى للمخرج خالد الحجر.
كان حفل افتتاح الدورة التاسعة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، قد انطلق فى دار أوبرا الإسكندرية بحضور نجوم الفن ووسائل الإعلام وجمهور السينما بعروس البحر المتوسط الأسبوع الماضى، بحضور الفنان رمزى العدل والمنتج محمد العدل، ودكتور خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة، والمخرجة نجوى نجار، والمخرج عمر عبد العزيز، والممثلة رشا مهدى، سامية أسعد، والمنتجين صفى الدين محمود ومعتز عبد الوهاب.
وتضم إدارة المهرجان محمد محمود رئيسًا، ومونى محمود للإدارة الفنية، ومحمد سعدون مديرًا، وهو احتفالية سينمائية تقام كل عام، أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويهدف لنشر ثقافة الفيلم القصير، وتبادل الثقافات العربية الدولية، تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة ووزارة الشباب والرياضة.