من مصر إلى فيرجينيا.. «طبق الكشرى يغزو قلوب الأمريكان»

في أحد شوارع مقاطعة أرلينجتون، إحدى المقاطعات في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، تباغتك رائحة البيوت المصرية بعد صلاة العصر، وتجد صنوفًا من الطعام المصرى الأصيل تحيطك «ملوخية، وممبار، ومحشى، وويكة، وبالتأكيد الكشرى».. هناك تشعر كأنك في أحد أزقة المحروسة، ثم تجد لوحة كبيرة أمامك على أحد المحال «ملك الكشرى»، وبداخل المكان تجد وجوهًا مصرية وأغانى وطنية، وكأنك انتقلت في لحظة من أمريكا وعدت إلى وطنك. صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أجرت لقاء مع أيوب مترى ونادية جمعة، رجل وامرأة تركا مصر منذ سنوات طويلة، واستقرا في الولايات المتحدة هما وعائلتهما، وظل الوطن بعاداته وتقاليده وأكلاته الشهيرة يحتل المكانة الكبرى في قلبيهما، لذلك قررا أن يعرفا مختلف الجنسيات في ولايتهما على مصر وأكل مصر، وتحديدًا «كشرى مصر».
«مترى وجمعة» كانا يعملان في أحد مطاعم الأكل الجاهز بمدينة أشبورين بولاية فيرجينيا، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس مطعم خاص بالكشرى المصرى، وكانا يتنافسان على مَن يصنع أفضل طبق كشرى على طريقته الخاصة، وبعدها اتحدا، وافتتحا المطعم عام 2019. كان الشعور الأول لزائرى المطعم من جنسيات مختلفة أنهم يتعجبون من طبق الكشرى، ومن مكوناته المتعددة والمختلفة، ولكن عندما يتذوقون طعمه يعجبهم بشدة، ويظلون يترددون عليه مرارًا وتكرارًا، حتى أصبح طبق الكشرى في ولاية فيرجينيا له شهرة واسعة.
وقال «مترى» ل«واشنطن بوست»: «فى حين أن اسم المطعم قد يشير إلى أن شخصًا واحدًا له السيادة على الطبق، فإن الحقيقة هي أن الكشرى هو جهد مشترك، فنحن بمثابة مملكة. لا يوجد ملك لها، نحن فريق كامل نعمل سويًّا».
وأضاف: «وصف أحد الأصدقاء الأمريكان طبق الكشرى بأنه عبقرى، وهو تأكيد إضافى بأن الوجبة الجيدة لا تحتاج دائمًا لمكونات باهظة الثمن. ويمكن للفقراء أن يأكلوا مثل الأمراء، مقابل جزء بسيط من التكلفة».
جاء «مترى» من محافظة سوهاج، بينما نشأت «جمعة» في مدينة الإسكندرية، وكل منهما له نشأة مختلفة عن الآخر، وبالتالى أسلوب حياة وطرق متنوعة لطهى الطعام، لذلك قدما في مطعمهما صنوفًا أخرى من الطعام المصرى، مثل الحمام والمحشى والملوخية والفول والفلافل والبسبوسة وغيرها.