انطلق مع مطلع الألفية وجذبته الدراما المصرية قبل 10 سنوات.. محطات في حياة بطل «الثمن» باسل خياط

فقد الثقة بالنساء، ورفض الارتباط الجاد حتى يقع في غرام سارة.. هي شخصية الفنان باسل خياط في المسلسل اللبناني الثمن، والذي استطاع جذب الجمهور إلى العمل الدرامي بالأداء الثابت والثقة بالنفس وتبدّل ملامح الوجه بين الموقف والثاني، إذ يقدم دور رجل لم يعرف يومًا معنى الحُب ولا تحركه المشاعر بل يتنقل بين العلاقات بسهولة ويهتم بالحياة العملية وإدارة شركته الهندسية المرموقة، إلى أن يكتشف شعور الحب للمرة الأولى ويعيد حساباته ويقرر التصالح مع ذاته وعقدة خيانة والده لوالدته التي هزّت في عينيه صورة المرأة.
يشعرك المسلسل عند مشاهدته، بأنه يقترب من روح الأعمال الدرامية التركية إلى حدًا كبير، إذ تُأخذ قصته عن المسلسل التركي «ويبقى الحب»، لكن ما يزيد التفاصيل تقاربًا، تقديم باسل العمل الدرامي بأداء وتعبيرات وجه كادت تقترب من الممثل باريش أردوتش، في المسلسل التركي «حب للإيجار»، حيث كان يقدم دور مالك إحدى الشركات والعاشق الذي تفصله مسافات ومشاكل عن الوصول إلى حبيبته الممثلة التركية إلتشين سانجو، قصتهما تتشابه ونظراتهما وحتى غمزة العين -بمشهد مداعبة باسل خياط أو زين بالمسلسل لابن حبيبته سارة- والثبات الإنفعالي بتصرفاتهما، تجمعهما في شكل نهائي يوشك على أن يصبح نسخة متطابقة، ورغم أن تقديم خياط دور العاشق ليس الأول، إلا أن أدائه للدور امتزج فيه الخداع والاحتيال في بعض الأوقات.
وباسل ممثل سوري ولد في حي بغداد بالعاصمة السورية دمشق عام 1977، انطلق نحو عالم التمثيل والفن منذ أن كان في الثامنة من عمره حيث شارك في مسرح الأطفال، عندما تقدم لاختبارات القبول بالمعهد العالي للفنون المسرحية تم رفضه في المرة الأولى، كان من أعضاء اللجنة التي رفضته الفنان السوري العالمي غسان مسعود، وهي اللجنة نفسها التي عادت وقبلته في العام التالي.
تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل على نحو مكثف في الدراما التلفزيونية السورية، كانت انطلاقته الفعلية عام 2000 من خلال مسلسل أسرار المدينة.
وفي السينما فكان من أبرز أعماله فيلم باب الشمس والذي عُرض بمهرجان كان السينمائي في عام 2004، للمخرج يسري نصر الله، واعتبرته مجلة تايم الأميركية واحد من أفضل 10 أفلام تم عرضها في 2004. وحاز الممثل على جائزة أدونيا السورية كأفضل ممثل دور أول في مسلسل «أحلام كبيرة» عام 2004، وحصل على جائزة الميوريكس دور كأفضل ممثل عربي عن دوره في مسلسل عشق النساء عام 2015، وفي نفس العام شارك في لجنة تحكيم اكتشاف المواهب التمثلية «عرب كاستنج» على تليفزيون أبو ظبي.
شارك في العديد من الأعمال الفنية المصرية، بداية من عام 2013، ظهر للمرة الأولى في مسلسل نيران صديقة، والذي تدور أحداثه حول مجموعة من الأصدقاء تربطهم ببعضهم البعض صداقة قوية منذ الدراسة، مع توالي السنوات ورغم افتراق بعضهم نتيجة اختلاف مجالات الحياة تعود الروابط بينهم من جديد، وتفتح مواجهات وأسرار تنتهي بأحداث مفاجئة.
بالعام التالي، شارك في مسلسل مكان في القلب، وتدور أحداثه حول ملك وهي الفنانة غادة عادل التي تسعى لتسترد حقها في ميراث والدها الذي فارق الحياة دون أن يعرف جميع من حوله أن له ابنة من صلبه فيما عدا مدير القصر الذي كان يعد بمثابة كاتم لأسراره، ولكن تصطدم في رحلتها هذه بأقارب والدها الذين يرفضون الاعتراف بها ويحاولون الاستحواذ على القصر، مما يدفع ملك للبحث عما يثبت بشكلٍ دامغ نسبها لوالدها .
وأنضم إلى فريق مسلسل السيدة الأولى، بطولة غادة عبدالرازق، ويرصد المسلسل قصة حياة مريم وهي السيدة الأولى زوجة رئيس الجمهورية بالعمل الدرامي، والتي تتزوجه بعد أن ينفصل عن زوجته الأولى ووالدة أبنائه، طموح مريم كبير فهي تسعى للسيطرة على الحكم خاصة بعد تعرض الرئيس لمحاولة إغتيال، وتكالب جميع رجال السلطة على كرسي الحكم.
اتسعت مساحة أدواره في مسلسل «طريقي»، ذلك في عام 2015، إذ قدّم شخصية زوج الفنانة شيرين عبدالوهاب الذي يعاملها بقسوة، وتدور أحداث المسلسل حول فنانة تكافح للصعود من الصفر، حيث تواجهها عقبات عديدة على الصعيد المهني والشخصي، منذ كانت فتاة تعيش في إحدى القرى الريفية حيث والدها من أعيان البلد، وتسكن في سرايا وسط الفلاحين لأنها تعاني باستمرار من القهر من قبل أفراد أسرتها بسبب عشقها للغناء.
وفي عام 2016، حل باسل خياط في مسلسل الميزان، حيث أطل من جديد مع الممثلة غادة عادل، وتدور أحداث المسلسل في إطار تشويقي، داخل كواليس عالم الجريمة والمحاكم والمحاماة، بما يخصها من ألاعيب وخطط وقضايا مختلفة، من خلال حبكة مليئة بالمفاجآت.
لمع خياط في العمل الدرامي 30 يوم، وتركز القصة على طارق حلمي، طبيب نفسي شاب متزوج ويحظى بابنة اسمها فريدة على وشك أن تُتم عامها الأول، في عيد مولد فريدة الأول، يأتي لعيادة طارق مريض يُدعى توفيق المصري، ويجسد ذلك الدور باسل خياط، يشرح لطارق تجربة يرغب بتنفيذها، تتلخص في أنه سيختار شخصًا يدعوه المُختار ويقحمه في دوامة من الأزمات المُدمرة للنفس على مدى ثلاثين يومًا.
حصل باسل على فرصة العمل مع الفنانة يسرا لأول مرة، بالمسلسل الرمضاني «حرب أهلية»، عام 2021، في دور العاشق المحتال، تدور الأحداث حول حياة مريم التي تضطرها الظروف لترك ابنتها تمارا وتتعرض لمحاولات النصب من باسل خياط إذ قدم دور طبيبها النفسي بالعمل الدرامي الذي حاول سرقة ممتلكاتها.
أما أخر أعماله الفنية المصرية، مسلسل منعطف خطر، الذي عرض العام الماضي، ويشارك في دور المقدم هشام، الذي يجري تحقيقًا في جريمة قتل مؤثرة مشهورة عثر على جثتها داخل سيارة مرشح لرئاسة نادي وطني، وهو عمل درامي قصير يتألف من 15 حلقة فقط، حتى يعود هذه الأيام جاذبًا أنظار الجمهور المصري، لكن بمسلسله اللبناني الطويل «الثمن».
مسلسل الثمن قصة حب حقيقية أم علاقات سامة؟
مُهندسة أرملة، تعاني من صعوبة تحمل نفقات علاج طفلها المريض بالسرطان، وتسعى للبحث عن المال لتغطية تكلفة إجراء جراحة لإنقاذ الصغير من الموت في اللحظات الأخيرة، مستغلة حصولها على وظيفة في واحدة من أكبر شركات المشروعات الهندسية في لبنان وتتقدم بطلب سُلفة تقودها إلى نهاية مؤسفة.
تفاصيل عرضتها الحلقات العشر الأولى من مسلسل الثمن، الذي يركز في قصته على ضغوطات الحياة والقرارات الخاطئة لتجاوزها، وتلخصها الفنانة اللبنانية إليسا بصوتها واحساسها في أغنية تتر البداية والنهاية، إذ تقول: «لما المصايب يكتروا ببينو المعادن، مين حدّك لفترة ومين للآخر، ما تتاخد بالعواطف صدِّقني الحب مواقف، أكبر غلطة بهيدي الدنيي قدّام الحب صغيري بهالزمن كل شئ إلو ثمن».
أحداث المسلسل نجحت خلال الأيام الماضية وحتى وقتنا الحالي في استقطاب جمهور أكبر لمشاهدتها، ويصبح العمل الدرامي اللبناني ضمن قائمة المسلسلات الأعلى مشاهدة في مصر، ضمن إحدى المنصات الرقمية، إذ يحتل تحديدًا المركز الثاني لينافس المسلسل المصري موضوع عائلي، بطولة ماجد الكدواني، الذي تقدمه حاصلا على المركز الأول.
الفنان باسل خياط أو زين بالمسلسل، يقدم دور البطولة بالعمل الدرامي، فهو مالك الشركة الهندسية التي تتقدم المهندسة بطلة العمل في الانضمام إليها، والذي يستغل حاجتها للمال ويختبرها بعرض مشروط مقابل قضاء ليلة واحدة معه وتوافق الثانية بعدما وجدت تلك الطريقة الوحيدة لإنقاذ طفلها المصاب بالسرطان قبل يوم واحد من فقدان الأمل نهائيًا في تحسن حالته الصحية.
لم يتوقع باسل خياط موقفها إذ اعتقد أنها امرأة تختلف عن كل النساء الذي قابلهن، ليكتشف فيما بعد أسباب قرارها وحكاية مرض ابنها بالسرطان، يظل يعتذر لها ويحاول خلال الحلقات التكفير عن ذنبه تجاهها بتحقيق أحلامها والتوقف عن إزعاجها أو الظهور في حياتها.
خياط، هو متعدد العلاقات حتى يقع في حُب المهندسة المعمارية سارة وتتحول حياته من بعدها، يسلط المسلسل الضوء على أسباب تقليله من النساء ورأيتهن جميعهن خائنات، حيث تربى في أسرة ثرية على يد والدته التي أشبعته كلمات سلبية ضد النساء وتحديدًا الخائنات، حيث تعرضت الأم إلى الخيانة من زوجها والد باسل خياط، لكن تعلق الفنان بالمهندسة يحرره من العقدة ويقوده إلى التغيير، يعيد حساباته وتتبدل نظرته للنساء، بعدما يتهم والدته بأنها المسؤول الأول عما وصل إليه ورفضه الزواج.
على الجانب الثاني، يظهر شريك باسل خياط في إدارة الشركة وهو الفنان نيقولا معوض، وتربطهما قرابة أولى، يجسد دور المدير المرح المتعاون مع الجميع على عكس باسل خياط التعسفي في قراراته العملية بالشركة ومع الموظفين، وتدريجيًا يقع في حب المهندسة سارة أيضًا، ويعجب بحياتها حيث تربي طفلها بمفردها وتتحمل مسؤوليات علاجة كما هي نموذج ناجح بالشركة، في الوقت ذاته لا يعلم نيقولا الأسرار بينها وقريبه الشريك بالشركة باسل خياط، ولا تزال الأحداث مستمرة تظهرها الحلقات المقبلة.
شخصية المهندسة الأرملة، سارة، تقدمها الفنانة رزان جمال، وهي الأم والزوجة التي توفي حبيبها وزوجها بعد سنوات قليلة من زواجهما تاركة طفلًا لها، فيما تسبب زواجهما من خسارته لعائلته الثرية التي رغبت في إجباره على الزواج من إحدى نساء العائلة، وأخيرًا تتحسن العلاقات بين سارة وعائلة زوجها، بسبب مرض ابنها بالسرطان ولجؤها إليهم للحصول على المال ورغم حياتها الشاقة تهتم سارة بحياتها العملية وتختار العمل في شركة هندسية مرموقة تعمل بها صديقتها بالجامعة، الممثلة سارة أبي كنعان، المعروفة بالمسلسل باسم ديما، تسهل عليها الحصول على الوظيفة وتنصحها بإخفاء أمر ابنها عن مالكي المؤسسة.
تستمر نجاحات سارة بالمسلسل وتحصل على جائزة تقديرية على مشروع أطلقته في دبي، وهو ما يلزمها على البقاء في الشركة لاستكمال المشروع، وسط تلك الأحداث يركز المسلسل على تصرفات صديقة سارة التي تقع في غرام نيقولا معوض مالك الشركة، الذي يحبها ولا يعلم إلى الآن ما نهاية تلك العلاقة الغرامية، فيما يسلط العمل الدرامي الضوء على شقيق زوج سارة المتوفي وخيانته لزوجته، وتتصاعد المشاكل في منزل عائلتهم بسبب تلك التصرفات.
يعرض العمل الدرامي إخراج اللبناني فكرت قاضي خلال أربعة أيام أسبوعيًا وتدور الأحداث في لبنان وهو يحاكي المسلسل التركي «ويبقى الحب»، الذي عرض للمرة الأولى في 2006. تدور قصة مسلسل ويبقى الحب حول المهندسة الطموحة شهرزاد التي تعيش حياة صعبة بعد وفاة زوجها، إذ تحاول جاهدة جمع المال الكافي لمعالجة ابنها كان المصاب بسرطان الدم، وتلجأ شهرزاد لمديرها أنور الذي يستغل حاجتها للمال لابتزازها.
نال العمل الدرامي إعجاب النساء، كما حصل باسل خياط على وصف الرجل التوكسيك (السام) الجذاب، إذ احتارت الفتيات والنساء في شخصيته فوجدت بعضهن أنه رجل يمكن تحمل تصرفاته -على سبيل المزاح- رغم تعمده إيذاء مشاعر النساء وأرجعن ذلك إلى أناقته وجاذبيته، قائلات: «توكسيك لكن متعاطفين معاه»، فيما وصفت أخريات تصرفاته بغير المقبولة والمؤذية لمشاعر النساء غاضبين من مواقفه في الحلقات الأولى، لكن هل تستمر ردات الفعل هكذا أم تتحول مع تغيرات الأحداث، هو ما سيظهر الأيام المقبلة.