بعد حصولها على شهادة محو الأمية في عمر ال87 عامًا.. الحاجة «زبيدة»: «التعليم أحسن من الرجالة»

«رسالتي للستات كلهم، اتعلموا، العلام سلاح، والتعليم أحسن من الراجل، التعليم هو اللي باقي».. هكذا نصحت الحاجة زبيدة عبدالعال صاحبة ال 87 عامًا السيدات بالالتحاق بالتعليم مهما كانت أعمارهن.
«زبيدة» رزقها الله من الأبناء ثمانية؛ 4 ذكور و4 بنات، وهي جدة ل13 حفيدًا وحفيدة، لم تتعلم في صغرها، فهي ابنة لرجل لا يرى أهمية في تعليم الإناث، وعقب وفاة والدها أصرت على أن يلتحق أخواتها البنات بالتعليم ووقفت بجانبهن حتى تحقق ذلك فعلًا.
وتقول «زبيدة» في تصريح ل«المصري اليوم»، اليوم، إن «التعليم بينفع الناس كلها، وأنا من يومي وأنا بحب التعليم، لما أبويا وأمي ماتوا في سنة 1940، كان عندي 3 اخوات بنات، وقتها كان عندي تقريبا 5 سنين، وأصغرهم عندها 3 سنين، اشتغلت عليهم وعلمتهم الحمدلله، واحدة منهم بتشتغل ممرضة، والتانية بتشتغل مدرسة، واتجوزا كلهم متعلمين».
بعد أن نجحت في تحقيق مهمتها مع شقيقاتها، بدأت رحلة خاصة مع أبنائها الثمانية، تقول الحاجة زبيدة: «الراجل – جوزي- مكنش بيخليني أطلع من البيت، وركزت مع ولادي، كلهم اتعلموا ومعاهم دبلومات واشتغلوا واتجوزوا، أنا طول عمري بقول التعليم سلاح في إيد الواحد مننا، أوعوا تسيبو التعليم، والقطر مبيفوتش حد، كلنا نقدر نتعلم في أي وقت».
وعن الأهل والمعارف وموقفهم من رغبتها في استكمال رحلة التعليم، تقول «زبيدة»: «الناس هنا أهلنا وناسنا وعايشين مع بعض طول عمرنا، كانوا جدعان طول عمرهم ومحدش اتريق عليا خالص دول كانوا فرحانين».
تضيف الحاجة زبيدة: «أنا طول عمري كنت بعرف أقرأ زي الباجور، بس الكتابة هي اللي مكانتش قوية، عشان كدة روحت فصول محو الأمية، وأهو اتعلمت والحمدلله، أقد أكمل من أولى إعدادي، وربنا يدينا طول العمر ونوصل لأعلى الدرجات».
وبدأت محافظة المنوفية بالعمل في مبادرة «لا أمية مع تكافل» في الأول من يوليو العام الماضي 2022، حيث تم استهداف جميع مستفيدي «تكافل وكرامة» بمحافظة المنوفية، ويبلغ إجمالي عدد الفصول القائمة حتى نهاية ديسمبر 2022 عدد 487 فصلا بإجمالي عدد دارسين 6000 دارس، جار اختبار دارسي 295 فصلا في دورة يناير 2023 م، ومن بين الدارسين السيدة زبيدة.
الجدير بالذكر أن مبادرة «لا أمية مع تكافل» تستهدف مستفيدى برنامج الدعم النقدي المشروط «تكافل وكرامة»، وقد نجحت المبادرة في فتح ما يقرب من 9 آلاف فصل على مستوى الجمهورية من بداية يوليو حتي نهاية ديسمبر الماضي، حيث تعمل على محو أمية القراءة والكتابة للمستفيدين، ويتم العمل بالشراكة مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، بالإضافة إلى أن الوزارة قاربت على الانتهاء من وضع منهجية خاصة بها تحتوي على مجموعة رسائل تنتهجها الوزارة في عملها لتكون جزءا تعليميا وآخر توعويا، كما يتم الاستعانة بحملة المؤهلات من مستفيدي «تكافل» لفتح الفصول ومكلفات الخدمة العامة، وفي هذا الإطار قامت وزارة التضامن الاجتماعي بوضع حقيبة تعليمية تحتوي على كافة الرسائل التي تعمل الوزارة بالتوعية بها ومعرفتها من كافة الفئات المستهدفة، منها «كن واعيا، أسرتك دنيتك، صحتك ثروتك، اتنين كفاية، مجتمعي بجانبي، تكافل وكرامة، اعمل واربح» وغيرها من الرسائل.