أجرت ألمانيا أول دراسة من نوعها لمعرفة الوضع الحالي للاجئين الأوكرانيين، حيث استقبلت أكثر من مليون لاجيء منذ 24 فبراير الماضي، وتعد أكبر دولة أوروبية استقبلت اللاجئين من أوكرانيا، مستفيدة من تجربتها السابقة عام 2015 حينما فتحت الباب أمام اللاجئين السوريين، في إطار سياسة «الباب المفتوح» التي اتبعتها المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل. كشفت الدراسة أن 80% من اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا من النساء، كما أن 73% من اللاجئين حاصلين على مستوى تعليمي مرتفع ولديهم خبرات عملية، كما الغالبية منهم عثروا على سكن خاص وبعضهم سكن مع أفراد الأسرة والأصدقاء والمعارف الذين يعيشون بالفعل في ألمانيا، كما بلغ نسبة الحاصلين على تصريح إقامة 90% مما أجرى عليهم الدراسة. ويمثل الأسر التي لديها أطفال في سن المدرسة 91٪، وهناك طفل واحد على الأقل يذهب إلى مدرسة في ألمانيا، وما يقرب من 60 % من الأطفال في سن رياض الأطفال يذهبون إلى مركز للرعاية النهارية. الدراسة أجريت عبر عدد من مراكز الأبحاث تحت رعاية وزارة الداخلية الالمانية، وتعليقا على هذه النتائج، قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر: « اللاجئون يشعرون بالترحيب، ويتعلمون اللغة الألمانية، والأطفال يلتحقون بالمدارس وحضانات الاطفال، كما يتمتع الأغلبية منهم بمستوى جيد من التعليم ومستعدون للإندماج، كما وجد الكثير منهم منازلهم الخاصة، والتسجيل بدورات الاندماج ويشاركون في الحياة الاجتماعية«. بينما قال وزير العمل هوبرتوس هيل: «أولوية الحكومة الألمانية في التعامل مع اللاجئين هي الحماية والمساعدة الإنسانية، ثم تقديم كل الخدمات التي تسمح لهم بالاندماج في سوق العمل بعد اجتياز كورسات اللغة الألمانية المجانية، ونطمح لمساعدة من يريد البقاء مستقبلا«. استطلعت الدراسة أكثر من 11 ألف مواطن أوكراني تتراوح أعمارهم بين 18 و70 فروا إلى ألمانيا بين 24 فبراير 2022 و8 يونيو 2022 وتم تسجيلهم في مكاتب البلديات بمختلف الولايات الألمانية، من أجل ضمان حصولهم على تصاريح الإقامة اللازمة، والمساعدات الاجتماعية اللازمة. توصلت الدراسة إلى أن 17% منهم يعملون بالفعل في ألمانيا حاليا، ونصفهم يحضرون دورة لغة، كما أن أكثر الأسباب لاختيار ألمانيا والفرار إليها من جحيم الحرب في أوكرانيا أن أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو المعارف يعيشون هنا بالفعل، يبلغ نسبتهم 60 بالمائة. كما ذكرت الدراسة إلى أنه في ضوء القرار الجماعي من الاتحاد الأوروبي بشأن منح اللاجئين الاوكرانيين الحماية المؤقتة وتصاريح إقامة فورية، وفر لهم فرص الحصول على تصاريح عمل أو مزايا من مركز العمل وكذلك مكتب الرعاية الاجتماعية. ورغم كل ما سبق، كشف 34 % ممن شملتهم الدراسة رغبتهم في مغادرة ألمانيا بعد نهاية الحرب الأوكرانية، بينما يرغب 26 % البقاء في ألمانيا لفترة أطول، في حين لم يحدد 27 % مستقبلهم في أي دولة.
