«القفاص» مهنة عائلية مهددة بالانقراض

تُعد مهنة «القفاص»، التى تمتهنها عدة قرى على مستوى المحافظات، من المهن المهددة بالانقراض على مستوى الجمهورية، بسبب المخاطر التى يتعرض لها العاملون بها، إضافة إلى أنها مثل باقى الحرف اليدوية، التى يعانى أصحابها من عدم توفيق أوضاعهم ومساعدتهم من قبل الحكومة.
والمهنة عبارة عن تحويل جريد النخل إلى «أقفاص» تستخدم فى تعبئة الفاكهة والخضراوات وغيرها من المنتجات الزراعية، وأقفاص العيش، وتعتمد هذه الصناعة على القوة العضلية، ويتم المحاسبة على الإنتاج، لذلك يلجأ العامل إلى بدء عمله منذ الساعة 5 فجرًا وحتى 12 ليلًا يوميًّا، حتى يحصل على نحو 50 جنيهًا.
ويستخدم أصحاب هذه المهنة عدة أنواع من الجريد، منها الجريد الصعيدى، والجريد «القبلى» من المرازيق بالجيزة، وجريد كرداسى من كرداسة، والجريد الدمياطى من دمياط ورشيد، القلج، المرج، وأخيرًا الجريد البلدى، مشيرين إلى أنه يصنف بالجريد الأخضر الذى تُصنع منه قوائم سميكة للأقفاص، وجريد ناشف ونحصل عليه من محافظات الصعيد منها سوهاج، أسيوط، قنا، لتسديد القفص وتسمى «العيدان»، وتضم الأدوات المستخدمة «لقط ورقيق»، وتختلف كل أداة فى عملها عن الأخرى، حيث يوجد لقط ملفوف ومربع، ويتم الاستخدام حسب العود ملفوفًا أو مستقيمًا.
ويمر التصنيع بأكثر من مرحلة تبدأ بتقطيع الجريد من النخل، وتقشير الخوص «إزالة ورق الجريد»، وتربيط الجريد وحمله ونقله ويأتى بعد ذلك تعتيقه «رصه» وفرده فى الشمس لمدة أسبوعين أو 3 أسابيع فى فصل الشتاء ويومين إلى 3 أيام فى فصل الصيف، كما تأتى مرحلة تصنيعه ويتم تسليك القفص بالسلوك الحديدية وتسمى «الرباط» وتمييز الأقفاص بالبويات ليتم تمييزها عن غيرها، ونقلها وتوزيعها على المحال، حيث يختلف عدد الأسلاك ونوع البويات من تاجر إلى أخر، بأسواق الفاكهة والخضراوات ببنها بمحافظة القليوبية، والصالحية بمحافظة الشرقية، ومركز بدر بالبحيرة، وأسواق إسكندرية وبورسعيد، والعبور.
ومن بين القرى التى تشتهر بها هذه المهنة قرية إمياى مركز طوخ بمحافظة القليوبية، والتى تضم نحو 5 آلاف «حرفى»، يطلق عليهم «قفاصين»، ويعمل بهذه المهنة جميع الأعمار من الأطفال وحتى كبار السن، رجال ونساء وفتيات وشبابًا من جميع مراحل التعليم وحتى التعليم الجامعى؛ لذا تُعد من القرى التى لا تعانى من مشكلة البطالة، حيث يوجد بها أكثر من 150 ورشة لتصنيع الأقفاص.