مشاركون: «صندوق الأضرار» انتصار للدول النامية

أدت حالة من ردود الفعل الإيجابية بشأن تنظيم قمة المناخ «COP 27»، التي انعقدت في شرم الشيخ، مع وضع خطة عمل لبرنامج التكيف في عام 2023.
وقال الأمين التنفيذى الجديد لتغير المناخ التابع للأمم المتحدة، سيمون ستيل، إن الحوار حول كيفية التصدى لتداعيات التغير المناخى على المجتمعات أثّر على مصادر رزقها وسبل عيشها، لافتًا إلى أنه خلال مؤتمر الأطراف ال27 تم إرساء قواعد صندوق الخسائر والأضرار الذي يعد انتصارًا للدول النامية ويؤسس لركيزة أساسية في القدرة على التصدى للأضرار والخسائر المترتبة على تغير المناخ. وأشار «ستيل»، في كلمة خلال الجلسة الختامية لمؤتمر المناخ، بحضور وزير الخارجية سامح شكرى، إلى أن تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في إبريل الماضى، والذى تم إقراره والاتفاق عليه من طرف العلماء الدوليين، أكد أن الانبعاثات العالمية ينبغى أن تنخفض بداية عام 2025، كما تناول ضرورة تخفيض الانبعاثات إلى النصف بحلول 2030، حيث أعطينا ضمانات بأنه ليس هناك أي مجال للانتكاسات أو التراجع.
وأكد أن برنامج عمل التخفيف سيصل إلى المنجزات هذا العام، لافتًا إلى أنه تم وضع خطة عمل لبرنامج التكيف في عام 2023، والتى ستعمل على وضع المكونات المرتبطة بالهدف الجماعى العالمى حول القدرة على الصمود والتكيف، مشيرًا إلى أن جميع الأطراف تعاهدت على العمل من أجل الابتعاد عن الوقود الأحفورى بما فيه النفط والفحم والغاز، وأن المجتمع المدنى له الفضل لما وصلنا إليه.
وأوضح أن ملايين البشر كانوا يتابعون عمل المؤتمر من أجل التغلب على التحديات وتذليل العقبات، وأن أصوات هؤلاء البشر كان لها الأثر على وضع السياسات والمطالب، ولابد من إعطاء فرصة جديدة لمنظومة التمويل العالمية، ولبنوك التنمية متعددة الأطراف، مع إعادة النظر بها وإصلاحها من أجل توجيه التمويلات والخبرات وإعطاء دفعة للتمويل الخاص.
وقال المتحدث باسم المجموعة الإفريقية: «أتينا إلى شرم الشيخ للمضى قدمًا في التنفيذ إزاء الأعمال المناخية والتصدى إلى التصاعد والطوارئ المناخية التي تؤثر على ملايين المستضعفين في إفريقيا والبلدان النامية الأخرى واستعادة الأمل والعدالة المناخية لمن يعانى أكثر من غيره».
وهنَّأ رئاسة القمة على الانفراجة التي حدثت في الترتيبات التمويلية في هذا المجال المهم، على خلفية إنشاء صندوق جديد وتركيبات تمويلية لمساعدة البلدان النامية للتصدى للخسائر والأضرار من خلال توفير ومساعدة بموارد إضافية جديدة، معربًا عن تطلعه إلى التعاون من أجل تفعيل هذا الصندوق، إذ إن القمة رفعت مستوى الطموح من أجل تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.
وأوضح ممثل السعودية أن رئاسة المؤتمر قامت بجهود مع جميع الدول الأطراف في سبيل الوصول إلى مخرجات شاملة متوازنة وعادلة تأخذ بعين الاعتبار الأولويات والظروف المختلفة للجميع، مضيفًا أنه يدلى ببيان نيابة عن رابطة الدول العربية، إذ أكد أن المجموعة تتفق وتؤيد بيان مجموعة ال77 والصين، كما تؤكد ضرورة الالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، وبالأخص مبادئ العدالة والمسؤولية المشتركة متباينة الأعباء.
وأضاف ممثل المملكة المتحدة أن المفاوضات بشأن الخسارة والأضرار لم تكن هينة، ولكن ما تم الاتفاق عليه يعد إنجازًا كبيرًا، وأن القرارات التي تم اتخاذها ستشكل دافعًا كبيرًا وتدعم الدول النامية لتحقيق التكيف مع التغيرات المناخية، لافتًا إلى أن حجم الاحتياجات التي تنتظر العالم كبيرة وتحتاج لمزيد من العمل حتى يتسنى لنا أن نحقق المرجو منها.
وأشار ممثل تحالف البلدان والغابات المطيرة إلى أن قرار المؤتمر احتفظ بأهداف اتفاق باريس من حيث منع ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة للحد من انبعاثات الغاز أو بلوغ الحياد الصفرى، لافتًا إلى أن الغابات المطيرة لها دور أساسى في الحد من الغازات الدفيئة وبلوغ هدف منع ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة، وأن دول الغابات المطيرة شرعت في اتخاذ اللازم من أجل الحد من الانبعاثات وزيادة قدرات احتباس الكربون التي بلغت 9 ميجاتون من الكربون. وأعربت ممثلة تركيا عن الأمل في أن تسمح نتائج مؤتمر المناخ في تسريع الأعمال لمعالجة تغير المناخ، مؤكدة أهمية تحقيق هدف عالمى قابل للتحديد، خاص بتمويل المناخ والعمل على توفير احتياجات الدول النامية، ووضع تمويلات وإطار زمنى وتعزيز الشفافية في هذا الإطار. وأشارت إلى أهمية إنشاء صندوق الخسائر والأضرار الذي مثّل نقطة فاصلة خلال المفاوضات في مؤتمر شرم الشيخ، ولفتت إلى أن تركيا سوف تعمل على تنفيذ برنامج التكيف العالمى، موضحة أن التكيف سوف يساعد البلدان المختلفة على تحقيق أهداف التكيف الموضوعة.