«سلطان» يلحق ب «ميزو».. رحيل هادئ ل سامي فهمي في وطنه بعد سنوات الغربة (بروفايل)

حياة مليئة بمفارقات القدر وطعم الغربة المُر، مهما بدا حُلوا، واضطراره للابتعاد عن مصر بعد سنوات من الشهرة والنجاح والتألق، عاشها الفنان الراحل سامي فهمي الذي توفي صباح اليوم، عن 77 عاما، في رحيل هادئ لايختلف عن طباع سامي فهمي، لكنه غير ما شهده الراحل من منحنيات وماتعرض له من محطات صاخبة عصفت بمسيرته واضطرته للإقامة في الولايات المتحدة بعيدا عن بلده، وراء حلم العمل بالإخراج السينمائي، إذ عمل طباخا وعاش مغتربا لمدة 35 عاما، فبعدما كان في أوج نجوميته، ولاجقته شائعة التورط في جريمة قتل في الثمانينات، وعاد في السنوات الأخيرة إلى أحب الأماكن لقلبه ومسقط رأسه الإسكندرية، حيث توفي هناك في المركز الطبي بسموحة، إثر أزمة صحية عانى منها خلال الأيام الأخيرة.
الراحل سامي فهمي اضطر لمغادرة مصر والتوجه للولايات المتحدة التي عاش فيها طوال 30 عاما، بحثا عن تحقيق حلمه الفني بالعمل مخرجا، رغم شهرته في مصر ممثلا كوميديا، والمفارقة أن يتوفي سامي فهمي في مصر التي طالما كان يكتب عن شوقه لها ورغبته في العودة للعمل الفني بها، لم تتحقق الأمنية وأن يعود من خلال الجزء الثاني من مسلسل «حكايات ميزو» التي كانت سبب شهرته وتألقه وتعاونه مع الراحل سمير غانم.
حقيقة هروب سامي فهمي من مصر إلى أمريكا بسبب جريمة قتل
كشف الفنان سامى فهمي أن سبب تركه مهنة التمثيل وهجرته لأمريكا طوال 30 عاما، قائلًا:«الفنان الحقيقي مجنون، ودا اللي ناس كتير مش بتعترف بيه».
30 عاما عاشها سامي فهمي بعد مغادرته مصر، وكان أول عمل قام به عندما سافر للولايات المتحدة هو إعداد القهوة والشاي، بحسب ماحكى في لقاء سابق معه مع الإعلامي عمرو الليثي في «واحد من الناس»، إذ لفت إلى أنه سافر لأمريكا لكي يدرس الإخراج ويعود مرة أخرى، بناءً على نصيحة الفنان حسين فهمي، ولكنه أحب المعيشة في أمريكا، وهو ماأوضحه: «للأسف حبيت أمريكا، لكن أمريكا عندما تفكر فيها بعمق متتحبش» !.
عاش سامي فهمي في الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر منذ 30 عامًا، لكنه ظل عاشقا لمصر ويتمنى لحظة العودة إلى ترابها: «مقدرش أقول عشت، أنا كافحت 30 سنة، لما سافرت أمريكا وأنا نجم ومشهور في مصر، وعملت طباخ، طلعت عليا إشاعة إني هربان من جريمة قتل في مصر»!
واستكمل سامي فهمي مشواره، ومانغص عليه حياته بحسب قوله ليست الغربة والابتعاد عن بلده ومحاولة تحقيق طموحاته بعيدا عن العمل الفني، بل كان عام حكم الإخوان لمصر، لدرجة أنه كان يبكي، ووفقا لما ذكره في لقاء سابق :«أسأت التقدير، وقلت إزاي الشعب المصري يختار الإخوان، لكن الحمد لله الست المصرية هي السبب الأساسي أنها خلصتنا منهم بدعمهم، رؤيتي للست المصرية أنها أفضل واحدة في الدنيا، عمري ماتجوزت أمريكية، بالمناسبة طوال 35 عاما، رغم إني اتجوزت مرتين، وكانوا مصريتين».
سامي فهمي يعود إلى مصر ويستعد ل«حكاية ميزو2» مع سمير غانم
المفارقة أن سامي فهمي عاد في السنوات الأخيرة إلى مصر، وكله شوق للعمل الفني بها، وكان أول ما فعله هو زيارة الفنان الكبير سمير غانم، ليستعيدا ذكريات عملهما معا في مسلسل «حكايات ميزو» الذي حقق نجاحا مدويا في الثمانينات، وارتبط خلاله بشخصية «سلطان» صديق البطل «ميزو» –سمير غانم«الذي يرافقه في مغامراته والأقل ذكاء، تيمة الصديقين التي تفجر مواقف كوميدية تظل هي الرهان الناجح، وحققت بالفعل نجاحا كبيرا جعل المسلسل يتصدر الشارع المصري ولاعربي عام 1977 وقبل زمن الترندات ونسب المشاهدة،وكان بطلاه يقيسان نجاحهما بما يحققه المسلسل ومايكرره الجمهور كلما التقيا بهما في الشارع.
وكشف سامي فهمي كواليس لقاءه بسمير غانم بعد 35 عاما من «حكاية ميزو»: «سمير غانم طول عمره إنسان على درجه عالية من التواضع والتعاون، وأيام عملي معه كانت من أسعد أيام حياتي، بعد عودتي من أمريكا تقابلنا في برنامج «صاحبة السعادة» وأطلق علىّ في مداخله له عندما استضافني وائل الإبراشي «سيناتور سامي فهمي» وكنا سنبدأ في إعداد الجزء الثاني من «ميزو».
وواصل سامي فهمي في تصريحات سابقة ل «المصري اليوم»: «من أهم ذكرياتي معه أنني كنت دائمًا لا أتمالك نفسي أثناء التصوير من الضحك على إفيهاته المرتجلة، سمير كان يعطيني دائمًا الفرصة للإضحاك بكل تعاون وحب.
سامي فهمي: سمير غانم كان السبب في شهرتي ونجاحي
وتابع سامي فهمي متحدثا عن سمير غانم في تصريحات سابقة ل«المصري اليوم»: سمير غانم كوميديان متميز لا مثيل له، عملت معاه مسلسل «حكاية ميزو» الذي كان السبب في شهرتي ونجاحي وحب الناس لي،وعملت معاه مسلسل اسمه «الصياد والحب» وكانت معنا في بطولته إسعاد يونس وليلى علوي وأحمد بدير.
«كان بيديني فرصة للارتجال».. هكذا تحدث سامي فهمي عن سمير غانم، نجم الكوميديا، الذي لم يحجم موهبته ووقف إلى جواره ليقدما ثنائيا ناجحا.
وكان النجمان يبحثان عودة «حكاية ميزو» بجزء ثان، لكن القدر لم يمهلهما، ولم ير النور ،إذ رحل سمير غانم عام 2020 متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
سامي فهمي: أحلى مشهد في حياتي «قُبلة» مع «هويدا»
حكى الفنان سامي فهمي عن كواليس أعماله ومشاركته مع الفنانة هويدا ابنة الشحرورة صباح، إذ جمعهما مشهد «قبلة» في فيلم «معاد مع سوسو»، وقال مازحا خلال لقاءه مع اللأعامي عمرو الليثي: «كان أحلى مشهد في حياتي، بوسة، وكانت الفنانة الوحيدة اللي بوستها في الأفلام، وحاليا جاهز دلوقتي لأي بوس».
ليسخر سامي فهمي بما تمتع به من روح الدعابة من حصره في أدوار السنيد أمام البطل الذي قاسمه أفلامه دائما، كان البطل أمامه حسين فهمي الذي شاركه بطولة فيلم «اعتدال» مع نجلاء فتحي ويسرا، وجمعه بحسين فهمي مشهد مطاردات بالسيارة، وكادا أن يتعرضا للموت، لكن حسين فهمي كان يقود بمهارة بحسب روايته، فنجيّا من الموت.
حسين فهمي كان أيضا وراء إقناع سامي فهمي بالسفر إلى الولايات المتحدة، ودراسة الإخراج الذي كان رغبة «فهمي» منذ البداية وليس العمل بالتمثيل، بحسب مارواه الراحل سامي فهمي، لكن المفارقة أنه «فلس» وخسر أمواله، فاضطر للعمل «طباخا» في الولايات المتحدة، بسبب رغبته في جنى المال وتميزه في الطهي، وليترك دراسة الإخراج السينمائي للعمل طاهيا ويستقر في الولايات المتحدة طوال 30 عاما.
من هو الفنان سامي فهمي ؟
-سامي فهمي مواليد 5 ديسمبر 1945.
-تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1974، وكان بين زملاءه الفنان لطفي لبيب والمخرج الراحل جلال الشرقاوي.
-اشترك في بداياته بمسرحية «القاهرة في ألف عام»، ومسلسل «الأيام» 1979.
-تألق بدور «سلطان» صديق سمير غانم في مسلسل «حكاية ميزو» عام 1979.
-سافر في أوائل الثمانينيات إلى الولايات المتحدة بهدف دراسة الإخراج السينمائي الذي كان حلمه الأول قبل العمل بالتمثيل.
-استقر في الولايات المتحدة، أكثر من 30 عاما، بعدما أعجبه الإقامة هناك، وعمل في الطهي لإجادته له، ليبتعد عن مجال عمله الأساسي الفن.
-أشهر أدواره مسلسلات «برج الحظ» و«عملية نظيفة 100%»، و«حكاية ميزو» و«فرصة العمر».