تسريح عمالة وخسارة بالمليارات.. ماذا يحدث في عمالقة الشركات العالمية؟

شهدت مجموعة من الشركات العالمية المتخصصة سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو المتاجر الإلكترونية تغيرات كبيرة خلال الأيام الماضية، كان آخرها أمازون عملاقة التجارة الإلكترونية الأمريكية التي خسرت تريليون دولار من قيمتها السوقية خلال أشهر، وفقا لما أعلن اليوم وذلك بعد يوم واحد من إعلان شركة ميتا تسريح 11 ألف موظف من موظفيها وهي الخطوة ذاتها التي اتخذتها تويتر قبل أيام.
تسريح الموظفين والخسائر تغيرات جاءت متزامنة خلال الفترة الماضية بشكل أثار القلق والترقب حول مستقبل تلك الشركات والأسباب التي دفعتها لذلك وهل سيتكرر الأمر مرة أخرى في المستقبل، وخاصة أن اللجوء إلى التسريح خطوة اتخذتها كبرى الشركات التكنولوجية في العالم خلال الآونة الأخيرة.
خسارة أمازون
وخلال الأشهر الماضية فقدت أمازون عملاق التجارة الإلكترونية نحو تيريليون دولار من قيمتها السوقية، حيث تعرض «سهم» الشركة إلى موجة بيعية قوية خلال الأشهر القليلة الماضية، خاسرا نحو 50% من قيمته منذ بداية العام، وسط تقارير إعلامية عن عزم الشركة مراجعة وحدات الأعمال غير المربحة لخفض التكاليف.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن أمازون تراجع وحدات الأعمال غير المربحة، بما في ذلك وحدة الأجهزة، لخفض التكاليف كجزء من المراجعة التي استمرت لأشهر، حيث أخبرت أمازون الموظفين في بعض الأقسام غير المربحة بالبحث عن وظائف في مكان آخر في الشركة لأن الفرق التي كانوا يعملون فيها تم تعليقها أو إغلاقها، وفقًا للتقرير.
الأمر نفسه يشمل المساعد الذكي الذي طورته أمازون وهو «أليكسا» حيث يخضع أيضًا للمراجعة، وفقا للصحيفة، حيث يعاني من خسارة تشغيلية تزيد عن 5 مليارات دولار سنويًا.
تسريح موظفين في ميتا
وأمس أعلن مارك زوكربيرج مؤسس شركة «ميتا» المالكة لموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تقليل حجم فريق الشركة بنحو 13٪ وتسريح أكثر من 11 ألف موظف، وعزا السبب في ذلك إلى الانكماش الاقتصادي الكلي وزيادة المنافسة وخسارة إشارة الإعلانات ما تسبب في انخفاض عائدات الشركة عما كان يتوقعه بعد أن ضخ المزيد من الاستثمارات بعد جائحة كورونا.
وأعلن زوكربيرج أن الشركة حولت المزيد من مواردها إلى عدد أصغر من مجالات النمو ذات الأولوية العالية مثل محرك اكتشاف الذكاء الاصطناعي، والإعلانات ورؤية الشركة طويلة المدى للميتافيرس، مع تخفيض التكاليف بتقليص الميزانيات وتقليل الامتيازات وإعادة هيكلة الفريق.
وأخبرت الشركة موظفيها المسرحين عبر بريد إلكتروني لإعلامهم بما يعنيه هذا التسريح مع دفع تعويضات تشمل 16 أسبوعًا من الراتب الأساسي بالإضافة إلى أسبوعين إضافيين لكل سنة من الخدمة بدون حد أقصى ودفع تلك المستحقات في 15 نوفمبر 2022، مع استمرار تعطية تكلفة الرعاية الصحية للأفراد وعائلاتهم لمدة ستة أشهر.
تسريح 50% من موظفي تويتر
وفي مطلع نوفمبرالجاري، أعلنت شركة «تويتر» بقيادة إيلون ماسك الملياردير الأمريكي، عن تسريح 50% من موظفي الشركة أي ما يعادل 3700 موظف، حيث أرسلت الشركة رسائل البريد الإلكتروني للموظفي الذين تم الاستغناء عنهم في ساعات الصباح الباكر من الجمعة 4 نوفمبر الجاري، أخبروهم فيها «اليوم هو آخر يوم عمل لك في الشركة».
ماسك الذي استحوذ على «تويتر» بصفقة قيمتها 44 مليار دولار في أكتوبر الماضي، قال ماسك إنه ليس لديه خيار بشأن التخفيضات لأن الشركة كانت تخسر 4 ملايين دولار في اليوم، ملقيا باللوم على الجماعات الناشطة التي تضغط على المعلنين وأنهم السبب في الانخفاض الهائل في الإيرادات.
كما أخبر ماسك موظفي الشركة اليوم أن العمل عن بعد سينتهي وأن الأوقات الصعبة تنتظرهم، وأنه من المتوقع أن يتواجد العاملون في المكتب لمدة 40 ساعة على الأقل في الأسبوع، حسبما ذكرت صحيفة «بلومبرج»، حيث أكد ماسك أن الاقتصاد العالمي المتباطئ سيضر بعائدات إعلانات تويتر، جاء ذلك بعد أن منحت الشركة موظفيها في مايو 2020 إمكانية العمل من المنزل إلى الأبد إذا رغبوا في ذلك.
ويسعى ماسك لتغيير سياسات تويتر، حيث طرح خطته للسماح للمستخدمين بشراء حالة التحقق من العلامة الزرقاء مقابل 8 دولارات شهريًا، معلنا أنه يريد أن تشكل الاشتراكات نصف إجمالي إيرادات تويتر، وكان هذا أمرا مثيرا للجدل، حيث أعلن إرجاء التطبيق لحين انتهاء انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، وسط مخاوف من أن منصة «تويتر» قد تغرق بحسابات مزيفة.
Netflix على ذات الطريق
أما نيتفليكس فألغت حوالي 450 وظيفة، حيث ألغت في مايو الماضي خدمة البث المباشر 150 وظيفة بعد أن أبلغت الشركة عن أول خسارة مشترك لها منذ عقد، ثم في أواخر يونيو أعلنت عن تسريح 300 موظف آخر، وقالت الشركة إنها أجرت هذه التعديلات حتى تنمو التكاليف بما يتماشى مع نمو الإيرادات الأبطأ، وذلك بعد أن انخفض سهم Netflix بنسبة 58٪ هذا العام.
تسريح 1000 موظف في مايكروسوف
وفي أكتوبر الماضي، أكدت Microsoft أنها تخلت عن أقل من 1٪ من الموظفين، حيث أثر ذلك على نحو 1000 شخص جاء هذا الإعلان بعد أن شهدت مايكروسوفت أبطأ نمو في الإيرادات منذ أكثر من خمس سنوات في الربع المنتهي في 30 سبتمبر.
وكذلك في سناب شات تم إنهاء عمل نحو 1000 وظيفة، ففي في أواخر أغسطس، أعلنت الشركة أنها استغنت عن 20٪ من قوتها العاملة، وهو ما يعادل أكثر من 1000 موظف، حيث أخبر الرئيس التنفيذي إيفان شبيجل الموظفين في مذكرة أن الشركة بحاجة إلى إعادة هيكلة أعمالها للتعامل مع تحدياتها المالية.
وقال إن معدل نمو إيرادات الشركة الحالي على أساس سنوي للربع البالغ 8٪ أقل بكثير مما كنا نتوقعه في وقت سابق من هذا العام، وذلك بعد أن فقدت الشركة نحو 80% من قيمتها هذا العام.
وقد قدرت تقارير إعلامية لصحيفة times now فإنه منذ أكتوبر الماضي فإن نحو 45 ألف عامل في كبرى الشركات التكنولوجية في الولايات المتحدة الأمريكية قد أبلغوا بإنهاء عملهم وفقدوا وظائفهم حيث كانت Microsoft وIntel وSnap من بين شركات التكنولوجيا التي قامت بتسريح موظفيها، والسبب في ذلك هو حالة التباطؤ في الاقتصادي العالمي.