قال الكاتب والفنان د. هشام الفخرانى إن جمعه بين الفن التشكيلى والكتابة الإبداعية، إنما هو عملية شحن وتوازى طاقات تفيده بالتأكيد، مؤكدا أن القراءة فى علم النفس مهمة جدا لأى مبدع، فالمحصلة الثقافية لا بد من تنوعها وجمعها بين العديد من المجالات. جاء ذلك خلال الندوة التى استضافها «كافيه طابون» بالزمالك، لمناقشة رواية «الشاميرا» للكاتب الفنان د.هشام الفخرانى، والصادرة عن دار أكوان للنشر، وذلك مساء الخميس، وناقش الرواية كل من د.رشا الفوال، ود.منال رضوان، وأدارها الروائى فؤاد مرسى. أكد الكاتب فؤاد مرسى أن الأسطورة محرك رئيس فى أحداث رواية «الشاميرا»، وقد غلبت على النص لغة تأملية واضحة. مردفا أن الرواية تحفر مسارات خاصة وتترك علامات مهمة فى القصة. كما تحدثت الناقدة والقاصة د.منال رضوان، عن دور الرمز وإحالاته الواضحة فى رواية «الشاميرا»، حيث تأثره الواضح بأسفار العهدين وبخاصة أشعياء ورؤيا يوحنا اللاهوتى واستخدامه التعددية بشكل محمود فيما بين السارد المباشر الذى كانت عباراته واضحة شديدة الدلالة، بينما استخدم العبارات الغائمة عندما تحدث البطل؛ لتوضيح أن الشخصية تعانى اضطرابات وضلالات نفسية. فيما أكدت الناقدة والشاعرة د.رشا الفوال أن الرواية قائمة على فكرة الكرب الوجودى الذى يعنى يأس الإنسان فى الحاضر وفقدان الأمل فى المستقبل، حيث تناولت الرواية من منظور نفسى تحت عنوان «تفكك بنية الذات والاتجاه نحو الموت»، وكيف أن الكاتب برع فى وصف الإخفاقات وطرح التساؤلات الوجودية الكبرى عن الموت والحياة والعزلة وسيادة اللامعنى. مسهبة فى الغوص فى نفس البطل، فى تأويل نفسى لسلوكياته كما ورد بالأحداث. بينما لفتت الكاتبة الصحفية والقاصة سمية عبدالمنعم، إلى ذلك التمازج والتنوع فى السرد لدى الكاتب، والذى لا يقدر على التجول بين أنواعه سوى كاتب قدير، مشيرة لتلك اللغة التى استخدمت طوال الرواية، والتى تغلب عليها اللغة الشاعرة فى إطار من البساطة، يصعب الإتيان به. فيما أكد الكاتب الروائى د. حاتم رضوان أن تلك الرواية تعد علامة فارقة فى تاريخ القص الروائى، موضحا أن للدكتور هشام الفخرانى مشروعه الخاص فى النحت والتصوير، يجسد فيه البعد النفسى والاضطرابات النفسية مثل الفصام، قائلا إنه يزعم أن رواية الشاميرا امتداد لهذا المشروع ونرى هذا فى غلاف الرواية المعبر وصورة التمثال فى قلبه زهرة والذى يعد أحد أعماله. فيما تحدث محمد خالد عبدالغنى عن اختيار الكاتب لأسماء الشخصيات، وكيف أن هذا الاختيار جاء محملا بدلالات نفسية ومرتبطا بشكل كبير بطبيعة كل شخصية. وعن ترجمة الرواية، أكدت المترجمة دينا نبيل أن الرواية ستأخذ مجهودًا فى ترجمتها؛ لما تتضمنه من تعدد السرد وزخم المصطلحات المتخصصة والشاعرية. بينما تحدث الدكتور يسرى صبرى عن ذلك الربط بين الشاميرا وفقد صديق البطل مؤمن. يذكر أن الكاتب هشام الفخرانى، هو هشام عبد الله عبد المعطى محمد الفخرانى، فنان تشكيلى ونحات، وأستاذ جامعى، وكاتب وشاعر، صدر له مجموعة قصصية بعنوان «عقرب يدور بسرعة». حصل على دكتوراه الفلسفة فى التربية الفنية - جامعة حلوان 2009، عضو نقابة الفنانين التشكيليين، مدرس النحت بكلية التربية النوعية جامعة بنها، أقام العديد من المعارض الخاصة والصالونات واشترك فى الكثير من الملتقيات الفنية منذ 2008 حتى الآن، كان آخرها المعرض القومى للفنون التشكيلية 2022.