وفد أمريكى يزور تايوان.. والصين ترد بمناورات قتالية بهدف «ردع واشنطن»

أكد الجيش الصينى أنه أجرى، أمس، مناورات جديدة حول تايوان، ووصفها بأنها «رادع جدى للخدع السياسية» التى تقوم بها واشنطن وتايبيه. وأكد الجيش الصينى أنه سيتابع التدريب والعمل على رفع جاهزيته القتالية «للحفاظ على سيادة البلاد».. جاء ذلك بالتزامن مع زيارة جديدة قام بها وفد من الكونجرس الأمريكى إلى تايبيه، حيث التقى أعضاء الوفد، رئيسة تايوان تساى إنج ون.. فيما وصفت بكين الزيارة بأنها «انتهاك لسيادتها».
وقالت الوحدة العسكرية الصينية المسؤولة عن المنطقة المتاخمة لتايوان، المعروفة باسم قيادة المسرح الشرقى بجيش التحرير الشعبى الصينى، إنها نظمت تدريبات قتالية شاركت فيها أفرع عسكرية متعددة ودوريات على الاستعداد والتجهيز، وتدريبات قتالية فى البحر والجو حول تايوان. وأضافت أن التدريبات «رادع صارم لاستمرار الولايات المتحدة وتايوان فى ممارسة الحيل السياسية المستمرة، وتقويض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان».
وقالت وزارة الدفاع الصينية، فى بيان، إن زيارة المشرعين الأمريكيين انتهكت سيادة الصين وسلامة أراضيها، وتكشف بشكل كامل الوجه الحقيقى للولايات المتحدة بوصفها مفسدا للسلام والاستقرار فى مضيق تايوان.
وأضافت الوزارة، فى بيان: «يواصل جيش التحرير الشعبى الصينى التدريب والاستعداد للحرب، ويدافع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضى، وسيسحق بحزم أى شكل من أشكال استقلال تايوان والانفصال والتدخل الأجنبى».
ووصل وفد الكونجرس، المكون من 5 أعضاء، بقيادة السيناتور إد ماركى إلى تايبيه عاصمة تايوان، فى زيارة غير معلنة، وهى ثانى مجموعة رفيعة تزورها بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكى، نانسى بيلوسى، فى أوائل أغسطس الجارى، والتى أدت إلى إشعار حرب تصريحات وتهديد الأمن فى المنطقة بين بكين والولايات المتحدة، وردت الصين بإطلاق أكبر مناورات حربية صينية استمرت عدة أيام.
وأكدت سفارة الصين فى واشنطن أنه «يجب أن يتصرف أعضاء الكونجرس الأمريكى بما يتسق مع سياسة صين واحدة التى تنتهجها الحكومة الأمريكية»، وأفادت بأن أحدث زيارة لأعضاء فى الكونجرس «تثبت مجددا أن الولايات المتحدة لا تريد رؤية الاستقرار عبر مضيق تايوان، ولا تدخر جهدا فى إثارة المواجهة بين الجانبين والتدخل فى الشؤون الداخلية للصين». فى حين أعلن متحدث باسم البيت الأبيض بأن أعضاء الكونجرس يزورون تايوان منذ عقود وسيواصلون ذلك، إن مثل هذه الزيارات تتفق مع سياسة «صين واحدة» التى تؤيدها الولايات المتحدة.
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها، وتتعهّد باستعادتها وإن بالقوة، وبعد زيارة بيلوسى، أرسلت بكين على مدى أسبوع سفنا حربية وصواريخ وطائرات إلى المياه والأجواء المحيطة بالجزيرة، واتّهمت تايوان، الصين، باستخدام الزيارة ذريعة لإطلاق مناورات تتيح لها التدرّب على الغزو.
واعتبر محللون أن زيارة الوفد الأمريكى إلى تايوان تشكل إنذارًا باحتمال اندلاع حرب مدمرة بين الولايات المتحدة والصين.. ورأت دراسة نشرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن بعد أن قام بإجراء تجارب حربية لتخيل كيفية حدوث مثل هذا الصراع، احتمال اندلاع حرب بين القوتين، ورأى أن الولايات المتحدة وتايوان قادرتان على صد غزو صينى محتمل، ولفت إلى أن لهذه الخطوة ثمنا باهظا، وهى خسائر فى مئات الطائرات وحاملات الطائرات، ودمار رهيب للاقتصاد التايوانى وكذلك للبحرية الصينية والقوات الجوية.
وقال مارك كانسيان، كبير المستشارين فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، إنه فيما يتعلق بجميع السيناريوهات الآن ستستمر تايوان بالتمتع بالحكم الذاتى، وإن الولايات المتحدة وتايوان ستكونان ناجحتين بشكل عام فى إبعاد الجزيرة عن الاحتلال الصينى.
وحذر من احتمال أن تفقد أمريكا 900 مقاتلة وطائرة هجومية فى غضون 4 أسابيع، أى ما يعادل نصف الطائرات القتالية للقوات الجوية والبحرية الأمريكية فى حال اندلعت الحرب فى تايوان وتدخلت فيها الولايات المتحدة. وأشار إلى أنه رغم ذلك، قد تعانى الصين أكثر، لأن أسطولها مكشوف، ومن المحتمل أن تفقد أكثر من 100 سفينة خلال غزو برمائى. ولفتت الدراسة إلى أنها قد تبدأ عام 2026، حيث يمتلك كل طرف حينها فقط القدرات العسكرية التى أظهرها بالفعل فى الحياة الواقعية.