قالت الدكتورة ياسمين الحناوى أستاذ مساعد طب الأطفال ومدير وحدة السكر بمستشفى الدمرداش الجامعي للأطفال، إنه يوجد أكثر من 10 آلاف طفل يعانون من «سكرى النوع الأول»، مسجلين للمتابعة الدورية فى وحدة سكر الأطفال والمراهقين، وكخطوة داعمة قدمت الوحدة بتوزيع 10 مضخات للأنسولين من النوع الأحدث على مستوى العالم على 10 أطفال مجانًا، وذلك بدعم من جمعية نهضة طب عين شمس، حيث يعد المستشفى أول مستشفى جامعى فى مصر يدخل تقنية مضخة الأنسولين والتى بدأت منذ عام 2019. أوضحت الدكتورة ياسمين الحناوى ، في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، طريقة استخدام مضخات الأنسولين للأطفال المصابين بسكري النوع الأول، مشيرة أن المضخات التى تم توزيعها على الأطفال بمستشفى الدمرداش الجامعي، من النوع الأحدث فى العالم، وتتميز عن المضخات القديمة بأنها تضخ الأنسولين بصورة آلية على مدار اليوم حسب احتياج جسم الطفل ودون أى تدخل، فعندما يرتفع السكر فى الجسم تضخ جرعات ليعود السكر لمستواه الطبيعى، وعند حدوث هبوط يرصده جهاز الاستشعار الموجود بها قبل حدوث الهبوط، ويرسل إشارة للمضخة على أساسها تقوم بإيقاف ضخ الأنسولين قبل حدوث نوبة الهبوط للطفل. وأضافت مدير وحدة السكر بمستشفى الدمرداش الجامعي للأطفال، أن المضخة تحمى الطفل من التذبذب بين الارتفاعات والهبوط وهذا هو ما عبرت عنه بأنه «أهم جانب فى التحكم فى السكر»، لأنه كلما زادت التذبذبات فى مستويات السكر فى الدم تعرض المريض إلى المضاعفات الخاصة بالمرض، مشيرة إلى أن المضخة الجديدة تتميز عن المضخات القديمة بوجود جهاز الاستشعار، قائلة: «المضخات القديمة كان بها جزء خاص بالاستشعار لكنها لا تعدل من مستويات ضخ الأنسولين بشكل تلقائى حسب احتياج الجسم، وإنما يحتاج المريض لأن يضبط المستوى بنفسه على عكس المضخة الجديدة التى لا تحتاج إلى ذلك». وأوضحت مدير وحدة سكر الأطفال والمراهقين، أن المضخة التى تسلمها الأطفال مكونة من خزان لوضع كمية من الأنسولين تكفى لمدة 3 أيام، بالإضافة إلى أداة يمر من خلالها الأنسولين من المضخة لجسم الإنسان، كما تضم جهاز استشعار لقياس مستوى السكر فى الدم وإرساله عن طريق ناقل إشارة إلى المضخة، والتى بدورها تضخ الأنسولين بكمية متناسبة مع النسبة المسجلة، وأضافت: «أداة التشريب وخزان الأنسولين يتم تغييرهما بمعدل ثابت كل 3 أيام، أما جهاز الاستشعار فيتم تغييره كل أسبوع». وأشارت الدكتورة ياسمين الحناوي، إلى أن المضخات الجديدة تضم جهاز استشعار يعد هو الأحدث، بينما أجهزة الاستشعار الخاصة بالمضخات القديمة كانت تحتاج إلى معاينة دورية، بمعنى قياس السكر من خلال الجهاز مرتين يوميًا للمقارنة بين النسبة التى يسجلها والنسبة التى سجلها جهاز الاستشعار، أما هذا النوع فلا يحتاج إلى أى معاينة، كما توفر ميزة إرسال المعلومات التى ترصدها على نظام تشغيل ليتابعها الأطباء الموجودون فى المستشفى فى أى وقت. وأوضحت فى حديثها ل«المصرى اليوم»، أن اختيار الأطفال الذين حصلوا على المضخة الجديدة مجانًا تم بناءً على عدة معايير، منها أن يكون عمر الطفل 7 سنوات فأكثر، وأن يكون عدد الوحدات التى يحتاجها أكثر من 8 وحدات يوميًا، وأن يكون أهل الطفل قادرين على التعامل مع المضخة، إلى جانب الاستقرار النفسى عند الطفل ووجود القابلية والرغبة فى استخدام المضخة ليعيش بشكل أفضل، مؤكدة أن الأولوية أيضًا تحددت وفقما كان الطفل يعانى من مضاعفات للمرض أم لا. ويُعد سكرى النوع الأول لدى الأطفال من الأمراض ذات الطبيعة الخاصة فى التعامل، والتى تحدث نتيجة عدم قدرة الجسم على إنتاج هرمون الأنسولين الذى يحتاجه للقيام بوظائفه والبقاء على قيد الحياة، ومن هنا تظهر الحاجة إلى تعويض الجسم بالأنسولين من مصدر خارجى من خلال حقن الطفل بعدد من جرعات الأنسولين حسب احتياج جسمه على مدار اليوم، مما يسبب ألمًا كبيرًا نتيجة الوخز المتكرر، وهو ما يمكن تجنبه من خلال مضخة الأنسولين أو ما يصطلح عليه ب«البنكرياس الصناعى»، وهى عبارة عن جهاز إلكترونى صغير فى حجم الهاتف المحمول، يُثبت فى ملابس الطفل ويضم خزانًا لوضع كمية من الأنسولين ليضخه إلى الجسم دون الحاجة إلى الحقن.
