«موكب مدرس الفلسفة».. قافلة تعليمية أم تشجيع على الدروس الخصوصية؟ (القصة الكاملة)

في مشهد أثار غضب المواطنين، وصل مدرس لمادة الفلسفة، يدعى سيد العراقي، في موكب من 4 سيارات فارهة وسط حشد من الطلاب إلى مقر مراجعة نهائية لطلاب الثانوية العامة عقدت، أمس الثلاثاء، في منطقة الطالبية بمحافظة الجيزة.
وأقام المدرس سيد العراقي، الشهير بتقديم الدروس الخصوصية لطلاب الثانوية العامة في مادة الفلسفة، المراجعة النهائية للمادة التي يختم بها الطلاب امتحانات الثانوية العامة، غدا الخميس، بالتنسيق مع النائب محمد على، عضو مجلس النواب عن دائرة الطالبية.
«تنسيق مع التعليم»
وتبين لاحقًا أن مراجعة الفلسفة أقيمت داخل أحد مراكز الشباب بالجيزة، فيما قال الدكتور محمد فوزي، المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة، ل«المصري اليوم»، إن المراجعة تأتي «ضمن القوافل التعليمية التي تنظمها الوزارة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم».
فيما اعتبر النائب محمد على، عضو مجلس النواب عن دائرة الطالبية، أن مراجعة مادة الفلسفة والمنطق «لا تعد درسًا خصوصيا»، وجاءت «لخدمة الطلاب والتخفيف عن أولياء الأمور من محدودي الدخل، وجاءت المراجعة بالمجان ودون تحميل الطلاب أي مقابل أو مصاريف».
«ليست درسًا خصوصيًا»
قال متحدث وزارة الشباب والرياضة ل«المصري اليوم»، إن المراجعة المعروفة إعلاميًا ب«موكب الفلسفة» لا يمكن تصنيفها «درسًا خصوصيًّا»، بل تأتي ضمن «القوافل التعليمية للوزارة بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية».
وأضاف متحدث الوزارة أن القوافل التعليمية تأتي في إطار «دور الوزارة المجتمعي بما يخدم الصالح العام للمواطن المصري، وتقديم خدمات مجانية حتى يكون هناك دعم لهم من خلال الأنشطة والدور المجتمعي لمراكز الشباب».
من جهته، رد نائب الطالبية على تعارض هذه الأنشطة مع توجه وزارة التربية والتعليم لمحاربة ظاهرة الدروس الخصوصية، قائلًا ل«المصري اليوم»: «المحاضرة لا تشبه الدروس الخصوصية بأي حال، لأنها تأتي بالمجان لصالح الطلاب، وبمبادرة طوعية من المدرسين».
وبشأن البرامج التعليمية التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم على قناة «مدرستنا»، قال النائب محمد على: «الوزارة تقوم بدورها، ونحن من جهتنا نحاول مساعدة الوزارة وأولياء الأمور غير القادرين، والمراجعة تتيح للطلاب الاستفسار عن الأسئلة وجهًا لوجه مع المدرسين».
موكب الفلسفة
وبشأن موكب الفلسفة والسيارات الفارهة المرافقة لمدرس المادة، أكد متحدث وزارة الشباب والرياضة «اتخاذ إجراءات سريعة بحذف الفيديو وتوجيه المدرس لحذفه من صفحته وعدم استغلاله»، مضيفًا أن «الجهات المعنية ليست مسؤولة عن هذا الموكب».
من جهته، قال النائب محمد على إن الموكب كان «خطأ من المدرس»، مضيفًا: «نحن ننظم مراجعة للطلاب ولا مجال للاستعراض هنا، أنا ليست لي مصلحة في هذا، وعاتبت المدرس على هذا التصرف، ولو طلب سيارة لتوصيله لأرسلت إليه سيارني الشخصية».
جهود ذاتية
وأشار النائب محمد على إلى تعاونه مع سيد العراقي، مدرس الفلسفة، قائلا: «سيد العراقي بادر بتقديم المراجعة دون مقابل، وأنا تكفلت بالتنظيم وإتاحة الكراسي وطباعة الملازم وتوزيعها بالمجان على الطلاب».
وعن الإقبال الكبير على المراجعة، قال «علي»: «سيد العراقي له شعبية كبيرة ولهذا كان الإقبال كبيرًا، وطلاب الثانوية يتعلقون ببعض الأسماء، ففي الجغرافيا أحضرنا المدرس أحمد رفعت، وفي اللغة العربية وفرنا للطلاب المدرس عضام بهنساوي، وكلها أسماء بارزة في تخصصها».
«نظام تعليمي صعب»
وأوضح سيد العراقي، أستاذ الفلسفة وعلم النفس، تفاصيل الموكب، قائلًا: «المحاضرة كانت أمس الثلاثاء الساعة 5 مساء بمنطقة الطالبية، ونائب بدائرة الطالبية (محمد علي) تواصل معه وأكد استعداده تحمل التكاليف عمل محاضرة مراجعة للطلاب فرحبت بالفكرة».
وعن سر ارتداء ملابس موحدة بيضاء، قال «العراقي»، لبرنامج «على مسؤوليتي»: «كان الهدف أنه تكون المراجعة ذكرى للطلاب لتوثيق هذا اليوم، واللون الأبيض يرمز للتحرر» من أجواء الامتحانات، مضيفًا أن «نظام التعليم الجديد لا يقضي على الدروس الخصوصية، فضلًا عن صعوبته على الطلاب».
وعلق العراقي على موكب السيارات الفارهة، قائلا: «عندي عربية منهم والباقي ناس بيجاملوني»، وختم تصريحاته قائلًا: «عُرض عليّ الترشح للانتخابات بناء على شعبيتي، لكني رفضت الفكرة».
غضب وانتقادات
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، استنكر مستخدمون سلوك المعلم واعتبروه مخالفًا لأعراف العملية التعليمية، ومنافيًا للغرض من التعليم نفسه، فيما أشار البعض إلى عدم قدرة الطلاب على الاستفادة وسط هذا العدد الضخم من الطلاب، واعتبره آخرون تشجيعًا على الدروس الخصوصية.
كان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أكد أن «الوزارة تحاول بجميع الطرق التخلص من الدروس الخصوصية، وتم تغيير المناهج وتبسيطها ولكن مازال هذا المرض موجودا حتى الآن»، وأن كل مصادر التعلم أتيحت للطلاب في المدارس الحكومية، بجانب المنصات والقنوات الخاصة للتعلم عن بعد.