اتهامات روسية ل«الناتو».. وأوكرانيا تدعو للضغط على موسكو

قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، إن «الناتو» يسعى جاهدا لإيجاد عدو خارجى لتبرير وجوده، وأن الادعاءات بأنه تحالف دفاعى «بحت» تبدو «غبية ومخجلة»، موضحا أن استمرار الناتو عموما فقد أى معنى بعد اختفاء حلف «وارسو» والاتحاد السوفيتى، جاء ذلك خلال لقاء مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس فى جامعة بيلاروس الحكومية فى مينسك اليوم.
وأضاف لافروف أن الناتو لم يعد يخفى أن «خط الدفاع» التالى ينوى الحلف رسمه فى بحر الصين الجنوبى، مشيرا إلى أن الوثائق الختامية لقمة الناتو الأخيرة فى مدريد تصنف الصين على أنها «التحدى الرئيسى والنظامى وطويل الأجل» بالنسبة للحلف.
ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية، الدول المطلة على بحر قزوين، إلى بذل قصارى جهودها لإجبار روسيا على الامتثال لالتزاماته القانونية الدولية، ولاسيما معاهدة الوضع القانونى لبحر قزوين، حيث ينصّ البند الثانى من المادة الثالثة لتلك المعاهدة على «استخدام بحر قزوين للأغراض السلمية، وتحويله إلى منطقة السلم وحسن الجوار والتعاون، وحل جميع القضايا المتعلقة ببحر قزوين بالوسائل السلمية».
وشدّد البيان على أن الضربات الصاروخية التى تشنّها روسيا على منشآت البنية التحتية المدنية للمدن الأوكرانية من منطقة بحر قزوين تنتهك أحكام المعاهدة انتهاكًا صارخًا، كما دعا الدول الأطراف فى المعاهدة إلى حثّ روسيا على التوقف عن استخدام منطقة مياه بحر قزوين لمواصلة عدوانها المسلح ضد أوكرانيا، وكذلك منع تحقيق المزيد من عسكرة المنطقة وانخراطها فى نزاع مسلح.
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى التوقيع مع رئيس البرلمان الأوكرانى رسلان ستيفانتشوك ورئيس الوزراء دينيس شميغال، على بيان حول وحدة أفرع السلطة فى الطريق إلى الاتحاد الأوروبى، معتبرا ذلك إشارة إلى وحدة جميع فروع الحكومة، ودليلا على التصميم لتحقيق الهدف الاستراتيجى لأوكرانيا وهو: العضوية الكاملة فى الاتحاد الأوروبى.
من جهته، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين «إن الضغوط السياسية غير المسبوقة والعقوبات الجماعية من الغرب تدفع روسيا وبيلاروسيا لتسريع عملية التقارب».. جاء ذلك خلال رسالة الفيديو فى الجلسة العامة للمنتدى التاسع لأقاليم بيلاروسيا وروسيا، الذى ينعقد فى مدينة جرودنو البيلاروسية، فيما هنأ البيلاروسيين بمناسبة العيد الوطنى المقبل.
وشدد رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، اليوم، على ضرورة «استخدام الحوار السلمى مع جميع البلدان»، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء البيلاروسية «بيلتا». وتابع: «نحن نهدف إلى حوار سلمى مع جميع الدول، وحتى الآن يحشد الجيران الغربيون قوات الناتو على حدودنا، ونحن منخرطون فى مبادرات بناءة تماما».
من جهته، نقل الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو، إلى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، رسالة من نظيره الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى، وقال المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف: «إن الرسالة ليست مكتوبة».
وفى إطار الحرب الدائرة، اخترقت مجموعة من الهاكرز الروس، تحمل اسم «كيل نيت»، الموقع الإلكترونى لخدمة إيرادات مصلحة الضرائب الفيدرالية الأمريكية، الذى توقف لمدة 5 ساعات، وخلال عملية الاختراق، أبلغ المتسللون عن الإجراءات التى اتخذها الجانب الأمريكى لاستعادة الموقع بعد 30 دقيقة وانتقد الهاكرز الروس الطريقة التى دافع بها المهندسون الأمريكيون عن الموقع.
وترى مجموعة «كيل نت» أنها بذلك ترد على تجميد الأصول الروسية فى الحسابات المصرفية فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. وحذر ممثلو Killnet من أن ذلك لن يؤدى إلا إلى إلحاق مزيد من الضرر بسلطات البلدان التى تنخرط فى الفوضى مستقبلا.
وقال وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر، إن هناك 3 سيناريوهات محتملة لانتهاء النزاع فى أوكرانيا، ووفقا لما نقلت مجلة «ذى سبيكتيتور»، إنه «إذا توقفت روسيا عند الحد الذى وصلت إليه حتى الآن، فهى ستغزو 20% من أوكرانيا والجزء الأكبر من دونباس والمنطقة الصناعية والزراعة الأساسية وجزء من الأراضى على ساحل البحر الأسود. وإذا توقفت عند هذا الحد، سيكون هذا انتصارا لها»، مضيفا أن دور الناتو (فى مثل هذه الحالة) لن يكون مهمًا مثلما كان يعتقد فى الماضى.
وحول السيناريو الثانى، قال إنه يتمثل فى محاولة «طرد» روسيا من الأراضى التى سيطرت عليها فى عمليتها العسكرية، بما فيها القرم، وفى حال استمرار الأعمال العسكرية «ستزداد مخاطر دخول (الغرب) فى حرب مباشرة مع روسيا».
وأشار إلى أن السيناريو الثالث يتمثل فى العودة إلى ما كان عليه الوضع قبل 24 فبراير، مضيفا أنه فى هذه الحالة ستتم إعادة تسليح أوكرانيا، وهى ستكون مرتبطة مع الناتو بشكل وثيق، أو قد تكون عضوا فى الحلف فى المستقبل، مضيفا أن «هذا السيناريو يفترض تجميد النزاع لفترة معينة».