عبرى.. مسيحى وإسلامى.. الأديان تتداخل فى ملتقى لفنون الخط

فى معهد وولف، الذى تم إنشاؤه لتشجيع التسامح والتفاهم بين الأديان المختلفة فى كمبريدج فى بريطانيا، انطلق معرض للخطوط العربية والعبرية بداية من 12 يونيو وينتهى غدًا، لتسليط الضوء على «الطبيعة المتداخلة» للتقاليد الدينية الثلاثة، الإسلامية والمسيحية واليهودية.
ويشارك الفنانون جومانا مدليج، وميشيل داناستاسيو، ومائدة نور، فى المعرض بأعمال تستوحى أفكارها من نصوص إسلامية ومسيحية ويهودية، واستلهم الفنانون الثلاثة موضوعاتهم من خلفياتهم الدينية المختلفة.
فنون الخط العربى
الفنانة جومانا مدليج
هى فنانة بريطانية لبنانية اشتهرت بخبرتها فى الخط الكوفى- الخط العربى القديم، فبعد مسيرة مهنية مبكرة فى التصميم الجرافيكى والرسوم التوضيحية، تمت دعوتها لمساعدة خطاط رئيسى فى بيروت، ومن خلال سنوات من التعاون الوثيق، تعلمت جوهر الخط الكوفى.
كما تُدرِّس جومانا أيضًا فن الخط الكوفى فى المركز العربى البريطانى فى لندن، وتكتب عن تقنيات الفن الإسلامى المبكر، وتوجد أعمالها فى مجموعات دولية خاصة وعامة، حيث يعتبر أصل كل الخط العربى.
عمل فنى لجومانا مدليج آية 35 من سورة النور
عمل فنى لجومانا مدليج آية 35 من سورة النور
الفنانة مائدة نور
تأثرت الفنانة مائدة نور بجذورها البريطانية الباكستانية، وحازت جوائز من التراث الغنى للفنون الإسلامية والقيم الثقافية للعالم الإسلامى، كما تعاونت مع العديد من المؤسسات التجارية، من بينها «كريستيان ديور»، و«ذا بودى شوب». وتجمع «نور» بين الأشكال الفنية من منطقة «المغرب العربى»، والفاطميين فى العصور الوسطى، إلى الفرس الصفويين، والهنود المغول، لخلق عمل متجذر فى عالم الهندسة والإضاءة الإسلامية التقليدية.
يستلهم فن مائدة نور أفكاره من الزخارف الهندسية والإضاءة الإسلامية التقليدية
تستلهم مائدة نور أفكارها من الزخارف الهندسية والإضاءة الإسلامية التقليدية
الفنان ميشيل داناستاسيو
الفنان الفرنسى ميشيل داناستاسيو مقيم فى باريس، وهو واحد من اثنين فقط من المتخصصين الرائدين فى الخط العبرى الحديث فى أوروبا، واكتشف فى عام 2004 أن بعض أفراد عائلته أصولهم يهودية، وهو حاليًا متخصص فى الخط العبرى الحديث.
تبرز أعمال ميشيل داناستاسيو جمال الحروف العبرية. تبرز أعمال ميشيل داناستاسيو جمال الحروف العبرية
يستخدم ميشيل داناستاسيو تقنيات معاصرة بما فى ذلك التقاط صور لأعماله بأضواء مختلفة.
وتتميز النصوص العربية والعبرية بمجموعة من الأساليب، فهذه التحف الأصلية هى أعمال حديثة مستوحاة من تقاليد الخط الكلاسيكى، وستعرض اندماج الأساليب التقليدية القديمة مع التقنيات الحديثة.
والخط كشكل من أشكال الكتابة اليدوية للزينة موجود فى الثقافات واللغات فى جميع أنحاء العالم، حيث تعود أصوله إلى العصور القديمة فى شرق آسيا، والرومانية، والفارسية، والإسلامية، والصينية، والثقافات الغربية.
وقالت إستر ميريام فاغنر، المديرة التنفيذية لمعهد وولف، إن جانبا من مهمتها يتمثل فى «تثقيف الجمهور الوطنى بشأن الطبيعة المتداخلة للتقاليد الإبراهيمية الثلاثة»، أى الديانات الإسلام والمسيحية واليهودية.
وأضافت أنه «رغم أن الكلمة المكتوبة تركز على لغة الطقوس اليهودية والإسلام، إلا أنها تسلط الضوء على أن اللغة العربية كانت وسيلة تواصل مهمة فى المجتمعات المسيحية فى بلاد الشرق الأوسط أيضًا».