للخط العربي سحر خاص ينبع من خصوصية هويته, وتفرد حضارته الإسلامية, وعمق منطلقات الرؤي التي يعكسها من حيث الشكل والفكر علي السواء, فعلي مدي قرون طويلة كان ولا يزال يحمل للعالم رسالة سلام وفن وجمال, فيجذب الكثيرين من مختلف اللغات والثقافات والعقائد بما تحققه انسيابية حروفه وروعة أشكاله وروحانية معاني كلماته من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية والحكم والأمثال من تأثير محققا حالة خاصة من الصفاء الروحي والسمو النفسي. وفي لوحات فنية تزدان بالخط العربي والألوان يقيم جاليري دروب معرضه السنوي في شهر رمضان لنخبة من فناني الخط من أجيال ومدارس مختلفة, لتكتمل الأجواء الروحانية والبهجة المرتبطة بالشهر الكريم, حيث نعيش لحظات خاصة مع جماليات الخط العربي وأصوله وفنونه, وفي مقدمتها أعمال الفنان صلاح عبد الخالق الذي يقدم لنا عبر الخط الكوفي الذي تتضفر فيه الزخارف مع التكوينات الإسلامية تصاميم مختلفة الشكل يستلهمها من روح الحضارة الإسلامية برؤية عصرية تحافظ في الوقت نفسه علي قواعد الخط وأصالته وروحه. ومن روائع الخط الكوفي أيضا في المعرض المستمر حتي27 مايو الجاري لوحات الفنانة الشابة رشا قاسم حيث نستمتع معها بمعزوفة جمالية تشكيلية تتميز بالحداثة, وقد أجادت رشا الخط الكوفي الفاطمي لما وجدته فيه من تكوينات تتميز بالفخامة وخيال واسع, علي حد تعبيرها وتؤكد للخط الكوفي الفاطمي مكانة خاصة لدي الفنان المصري, لأنه كان الخط المستخدم في العصر الفاطمي. وفي أعمال الفنان يسري المملوك نلتقي بلوحات يمتزج فيها الخط والكتابات مع مجموعة متنوعة من عناصر الفنون الاسلامية كالزخارف والموتيفات المحملة برؤي دينية وفلسفية عميقة, نجح الفنان ببراعة في توظيفها وإعادة صياغتها لتجسد عملا فنيا مختلفا يشكل فيه الخط عنصرا رئيسيا تحرر فيه من القوالب الثابتة والقيود التقليدية. ومن لوحة إلي أخري تأخذك أعمال سائر الفنانين ومنهم حماده الربع وعبده الجمال ونبيهة الرفاعي إلي أجواء روحانية وصوفية, حيث يأسرنا الفنانون بجماليات وتجليات الخط العربي في التشكيل والتجديد والتاكيد علي روعة الحضارة الإسلامية وسماحة رسالتها الداعية للجمال والسلام. نادية عبد الحليم