«المصري اليوم» تصحبكم فى رحلة عبر 1200 عام

«تعال تعال تعال إلى القاهرة وأحضر معك أسئلتك ثم اسأل هذه المدينة ذات الألف مئذنة للحصول على إجابات، لأن من لم ير القاهرة لا يعرف قوة الإسلام»، هكذا وصف ابن خلدون القاهرة لمن يسأل عنها.
وقال عنها ابن بطوطة: القاهرة منقطعة النظير في الجمال والروعة، ملتقى الوافدين والرواد، القاهرة تندفع بأمواج البحر مع جموع قومها.
«المصرى اليوم» تعيد معكم اكتشاف أقدم المساجد والمدارس الدينية في القاهرة الفاطمية، عبر نظرة عامة، تمتد إلى أكثر من 1200 عام، نسلط الضوء على التسلسل الثرى للعمارة الفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية.
ما نقدمه اليوم هو غيض من فيض نتاج الحضارة الإسلامية على مر العصور.
مساجد القاهرة.. من هنا أذّنت الحضارة الإسلامية
مسجد أحمد بن طولون
بعد أن تحولت مصر من دولة مملوكية، إلى ولاية عثمانية، صار الطراز العثمانى الوافد في المعمار الإسلامى من أشكال فرض السيادة العثمانية على مصر، وانعكاسًا للذائقة العثمانية في العمارة والفنون، وأبرزها المسجد الأزرق أو مسجد «آق سنقر»، وهو واحد من عدة «مساجد زرقاء» في العالم.
يقع المسجد الأزرق، في حى التبانة، بالدرب الأحمر في القاهرة الإسلامية، بين باب زويلة وقلعة صلاح الدين، ويستخدم المسجد كمجمع جنائزى، ويحتوى على أضرحة مؤسسة شمس الدين آق سنقر وأبنائه وعدد من أبناء قبيلة بحرى مملوكى سلطان الناصر محمد، ومرممها الرئيسى إبراهيم آغا المستحفيظان.
أنشأ المسجد الأمير آق سنقر السلحدار، أحد مماليك السلطان المنصور قلاوون، وزوج ابنته، في عام 1347 ميلاديًا، على الطراز المعمارى السورى الإسلامى، ويحتوى على مخطط أعمدة نادرة، ترتبط بالمساجد ذات الطراز السورى. وبين عامى 1652 و1654، خلال الحكم العثمانى، بدأ الأمير إبراهيم آغا المستحفزان، وكان جنرالًا في الانكشارية، مشروع ترميم لمسجد آق سنقر، وترميم سقفه وأروقته، وتزيين المبنى بالبلاط الأزرق والأخضر، ومن هنا جاء اسم المسجد باسم «المسجد الأزرق». البلاط تم استيراده من القسطنطينية ودمشق، مصنوع على الطراز الإزنيقى، بزخارف نباتية مثل أشجار السرو ومزهريات تحمل زهور الأقحوان. وتماشيًا مع التقاليد العثمانية، بنى إبراهيم آغا ضريحه، بالبلاط الرخامى، وشُيد باستخدام الطراز المعمارى المملوكى، وشمل محرابًا يشبه أضرحة أمراء المماليك.
مسجد أحمد بن طولون
يعد مسجد أحمد بن طولون واحدًا من أقدم مساجد القاهرة، وهو الأكبر مساحة، وقد أمر أحمد بن طولون بتشييده، عام 876 وأنجزه عام 879، ليصبح ثالث مسجد يتم بناؤه في العاصمة الإسلامية لمصر، وقد استوحى تصميمه من المسجد الكبير في مدينة سامراء بالعراق، حيث نشأ ابن طولون، وتشبه أقواس المئذنة حدوة حصان، وملامح مسجد قرطبة الكبير في إسبانيا.
مسجد عمرو بن العاص
مسجد عمرو بن العاص هو أول مسجد في مصر والقارة الإفريقية، وهو فريد من نوعه، وبمثابة مسجد تذكارى للإسلام المبكر، والفتوحات العربية، وبداية عهد جديد في تاريخ مصر.
بناه عمرو بن العاص سنة 21 هجرية، وكان سقف المسجد من سعف النخيل وأعمدته من جذوع النخيل.
الجامع الأزهر
الجامع الأزهر الشريف، منارة الروح للعالم الإسلامى وجزء لا يتجزأ من تاريخ القاهرة، ويعد أقدم أثر فاطمى في مصر، وأشهر مساجد العالم الإسلامى، وتأسس عام 970، مسجد وجامعة من أقدم الجامعات في العالم منذ أكثر من ألف عام، وأول مسجد في مدينة القاهرة الإسلامية.
ومن المعالم المميزة للأزهر الشريف مئذنته الفريدة بين مآذن العصر، وتتكون من ستة عشر جانبًا في الجزء العلوى منها، بينما لا يتجاوز عدد جوانب المآذن الأخرى ثمانية جوانب، وقام السلطان الغورى ببناء المئذنة في العام الهجرى 920 ه 1514 م.
مسجد الحاكم بأمر الله
مسجد الحاكم بأمر الله، وهو ثانى مسجد فاطمى كبير في مصر، وواحد من أقدم مساجد القاهرة، تم الانتهاء من تشييده في عهد نجل الحاكم بأمر الله، وسمى المسجد باسمه، وتعد مآذن المسجد من أقدم المآذن في مصر، وصُمم المدخل الرئيسى للمسجد بصورة فريدة من نوعها بين مساجد مصر.
مسجد خاير بك
مسجد الأمير خاير بك، ذو القبة الزهرية، وقد أسس هذا المجمع الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى حاكم عثمانى لمصر هو الأمير خاير بك، وقد تم بناؤه باستخدام الطراز المعمارى الشركسى (برجى)، وكانت سلالة برجى شركسية مملوكية من شمال القوقاز، على طول شاطئ البحر الأسود.